سادت حالة من الجدل بين أولياء أمور طلاب الثانوية العامة، بعدما أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه لا مجال لإعادة فتح مراكز الدروس الخصوصية أو السناتر، وأنها ليس سوى إهدار للمال وضياع للوقت، وأن الطالب لا يحتاج إليها في النظام الجديد، الأمر الذي جعل بعض المعلمين يستغلون الأزمة ويجدون حيل بديلة للدروس الخصوصية، مثل نظام البرايفيت وحصص الأونلاين والتي وصل سعرها إلى 250 جنيها في الحصة.
ورصد 'أهل مصر'، أهم آراء أولياء أمور طلاب الثانوية العامة، حول الدروس الأونلاين وما الذي يدفعهم إلى ذلك.
أولياء الأمور يشكون من مشكلة الدروس وغلاء أسعار الأونلاين
وقالت فاطمة فتحي ولي أمر ومسؤول جروب تعليم بلا حدود، إن مشكلة الدروس والسناتر والمجاميع، تمثل صداعا لولي الأمر فكل أب أو أم يهمه أن يتحصل ابنه على الدرجات النهائية مع فهم المادة العلمية المقدمة سواء في كتاب الوزارة أو بالبحث في الكتب الخارجية، ولكن هناك أولياء أمور كثيرة لا يجيدون القراءة أو الكتابة، وحتى المتعلمون هناك بعض المواد تقف أمامهم في مرحله دراسية بسبب الحشو أو طريقه توصيلها بأسلوب منهجي فيلجأ ولي الأمر إلى الدروس والسناتر.
وأوضحت فتحي لـ'أهل مصر'، أن المشكلة الأساسية تتمثل في طريقة شرح المنهج للطلاب في المدارس الحكومية عالية الكثافة، مشيرة إلى أن بعض المعلمين لا يقومون بالشرح داخل الفصل كما يقومون بها في الدرس، معلقة: 'ولي الأمر يقتطع في مصاريف الدروس وفواتير الكهرباء أو المياه أو الغاز، وفي بعض الأوقات يتم الاستغناء عن بعض متطلباته في الأكل أو اللبس لتوفير ثمن الدرس لابنه، ليضمن له الاستمرار في تحصيل المعلومة'.
بينما أضافت غادة النوبي ولي أمر ومسؤول جروب أبطال الثانوية العامة أنه بالرغم من عدم اتضاح معالم العام الدراسي الجديد، إلا أن الغالبية العظمى من معلمين السناتر بعد قرار غلقها استبدال الحجز بالأونلاين، وأعدوا لذلك كل ما يلزم والآن الطالب يحجز دروسه الخصوصية على النت.
وأشارت النوبي إلى أن هناك فئه أخرى من أولياء الأمور لا تقتنع بالأونلاين، فكونت مجموعة صغيرة 5 أو 6 طلاب للبرايفيت، ولسان الحال يقول لا غنى عن الدروس سواء برايفيت أو أونلاين.
وعلقت فاتن أحمد ولي أمر وأدمن جروب تعليم بلا حدود والتراكيمية: 'إذا كان البديل للدروس الخصوصية هو المنصات التعليمية، فإنها لن تخفف من أعباء أولياء الأمور بسبب فاتورة النت ولن تعوض المعلم سوء حالته المادية، ولن يستطيع الطالب الحصول على التفاعل المباشر المطلوب في بعض المواد كالرياضة، لذلك لجأ المدرسون إلى طرق مختلفة بما فيها يؤدي رسالته، ومن ناحية أخرى يحافظ على مستوى معيشته الذي تعود عليه نتيجه الدروس'.
وأضافت فاتن: 'هناك من يحاول تحويل البيت إلى سنتر بعدد أقل من الأشخاص، لكن الأسعار حدث و لا حرج وبعض المدرسين قاموا بالاعتذار لأنهم لا يجيدون التعامل أونلاين ولن يستطيعوا إعطاء الدروس في منازلهم حتى لا يتم القبض عليهم، و بين هذا و ذاك يحتار ولي الأمر مترقبا نهاية ما يحدث.
وطالبت أميرة يونس ولي أمر ومسئول جروب مصر والتعليم ، وزير التعليم الدكتور طارق شوقي: 'متقليش منصة تعليمية ولسه هنجرب، افتح باب الاختيار لولي الأمر يعمل إيه مع ابنه لو في مجاميع طمنا، ومين من المدرسين هيشتغل لو في سناتر هتفتح وبشكل رسمي نزل قرار، وسيب الاختيار لنا لكن المدرس أقوى من كل التحديات لأن ولي الأمر محتاج يوفر مصاريف'.
بينما قالت هبة علام مسؤول جروب مصر تتقدم بالتعليم، إن المنصات التعليمية الإليكترونية، أصبحت وسيلة جديدة من وسائل استغلال أولياء الأمور، نتيجة خوفهم من مخالطة أبنائهم للعديد من الطلاب كما يحدث في السناتر التعليمية.
وأضافت علام: 'تعمل المنصات التعليمية بطريقتين فنجد الطريقة الأولى من خلال مجموعة من الطلاب تبدء من طالبين إلى أكثر من 20 طالبا في المجموعة الواحدة، والطريقة الثانية الطالب بمفرده وذلك بواقع حصتين في الأسبوع لكل مادة وكل حصة مدتها ساعة واحدة فقط'.
وأضافت: 'الأسعار تتراوح ما بين 120 إلى 40 جنيها للحصة الواحدة للطالب في مجموعة تبعا لعدد الطلاب، فكلما زاد العدد قل المبلغ المالي وبين 150 جنيها في الحصة الواحدة للطالب بمفرده أي حوالي 300 جنيه للطالب في المادة الواحدة خلال الأسبوع الواحد، من أين يستطيع ولي الأمر توفير هذه المبالغ الباهظة خاصة لو لديه أكثر من طالب في مراحل التعليم المختلفة؟'.
وقالت داليا الحزاوى ولى أمر: أنه قبل بدء العام الدراسي ينتعش موسم الدروس الخصوصية التي تشكل عبء كبير علي ميزانية الأسرة، ونجد انتشار إعلانات الدروس الخصوصية وعن توافر أماكن محدودة حرصا على التباعد الاجتماعي بالرغم من قرار الوزارة بغلق السناتر ولكن واضح ان السناتر لديها نية باختراق القرار، ونجد ان هناك اتجاه اخر نحو نمط جديد للدروس الخصوصية وهي الحصص اون لاين مدفوعة الأجر مقدما وفي ظل وجود فيروس كورونا فهناك اتجاه كبير للاعتماد عليها و نجد ان هناك طلاب لا تستطيع التأقلم مع هذا النوع خصوصا في المواد العلمية وبالأخص الرياضيات .
وتابعت' الحزاوى' : أن الدروس الخصوصية في ظل فيروس كورونا هيكون صعب لعدم قدرة علي تحقيق التباعد الاجتماعي، واقتصار الدرس علي الطالب والمعلم سيكون امر مكلف جدا .
خبير تربوى: أولياء الأمور والطلاب هم من صنعوا من هؤلاء الحيتان
وأكد الدكتور عبدالعظيم هلال خبير تربوي، أن الخطأ يرجع للطلاب وأولياء أمورهم، فهم من صنعوا من هؤلاء المدرسين حيتان، مع أن هناك بدائل كثيرة لهذه الدروس وفرتها وزارة التربية والتعليم كبنك المعرفة المصري، ومنصة lms ومنصة study، وثانوية نت، وستريمنج، بالإضافة لبعض المواقع المجانية على اليوتيوب مثل يلا نذاكر ماث math، ومواقع اللغة العربية والعديد من المواقع المجانية التي تخدم الطلاب مجانا.
وقال عبد العظيم في تصريح خاص لـ'أهل مصر': 'أرى أن الطالب وولي الأمر عليهم دور كبير بعدم التعامل معهم، والدولة عليها دور وهو متابعة هؤلاء المستغلين ومنعهم من هذا الاستغلال وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب'.
عضو لجنة التعليم: نظام الأسئلة الجديد لا يحتاج إلى دروس خصوصية وعليكم الانتظار
وفي نفس السياق قالت الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة تعليم بالبرلمان، إن ولي الأمر ليس بحاجة إلى إعطاء الدروس الخصوصية لابنه، لأن النظام التعليمي الجديد يعتمد على أسئلة الفهم والقياس وليس كما كان النظام التقليدي، كما أن الوزير سبق وأن صرح أنه سيعلن عن خطة العام القادم في الأسبوع الأول من سبتمبر، ومن المؤكد أنه سيعرض بدائل للدروس الخصوصية.
وأضافت 'نصر' في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن على أولياء الأمور والطلاب الانتظار حتى إعلان خطة وزير التعليم، كما أن هناك منصات تعليمية لشرح المناهج، ولا يقعوا تحت إيدي الاستغلال، مشيرة إلى أنه سيجرى التواصل مع الوزارة لمنع استغلال أولياء الأمور.