قصص وروايات تسرد عبر مجالس السامعين من شيوخ وشباب وأطفال لم يبلغوا سن السابعة من أعمارهم، تتناول مختارات من أسرار المحاربين القدماء أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ما بين حرب وسلم وأسر داخل سجون العدو، وذكريات لن تنسى عبر ذاكرة أبطال نصر أكتوبر، باتت حديث الأجيال جيلا بعد جيل.
كتابات نادرة وصورا توج أصحابها بلقب الأبطال، مازالت تتناقلها أيدي المحاربين القدماء لاسترجاع الماضي القريب الذي بات تراثًا مرجعيًا يعودون إليه في كل ليلة لاستعراض تاريخ الأمة المشيد بدم المصريين، لتبقى المراسلات بين الأصدقاء على جبهة الدفاع بابا لاسترجاع ذكريات النصر بين جنود المحاربين من أبناء محافظة المنيا.
بطل أكتوبر بالمنيا
يقول عادل عبد الرحمن، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وأحد مصابي الحرب والذي أسر لدى العدو، إنه في وقت الحرب كانت أعمار جميع المشاركين في الحرب في أعمار الشباب من عمر 18 عامًا وحتى 20 عامًا، وكان هدف الجميع هو رجوع سيناء إلينا وكان لدينا الإيمان بأنه لابد من عودة الأرض بأي وضع كان، حينها كان جميع الشباب يحبون الرئيس ولا يطلقون الشائعات عليه مثلما يتردد من شائعات على الرئيس في الوقت الحالي.
وأضاف، أننا دائما كنا نردد عبارات النصر أو الشهادة وهي عبارات من صميم القلب، لافتًا إلى أنه تمنى الاسشتهاد فلم يكن أمامنا سوى الاستشهاد أو العودة بالإنتصار مهما كان الثمن، موضحًا، 'أنني أصيبت في رقبتي أثناء حرب أكتوبر، بعد طلقة وجهت إلي من أحد الجنود الإسرائليين ثم تم قصف السيارة التي كنا نستقلها ونقلت أنا وغيري من الجنود إلى المستشفى واكتشفنا أننا في إسرائيل، وتمت معاملتنا كأسرى وفي تبادل الأسري تبادلنا بعد أكثر من 100 يوم من الأسر، مشيرًا إلى أن عدد من الأسئلة وجهت إلينا من قبل جنود العدو حول الأسم والسلاح الخاص بي في فترة التحاقي بالجيش.
بطل أكتوبر بالمنيا
وأردف، استكملت فترة علاجي من بعد الحرب في المستشفيات المصرية وحتي 1979 حيث أرسلني الجيش للعلاج في فرنسا ومنها إلى العلاج الطبيعي في يغوزلافيا، بعد أن أصيبت بشلل نصفي خلال الحرب جراء تأثير طلقة في الرقبة وشظية في الرأس، موضحًا أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات لم يتركنا وكان يهتم بجميع المصابين وحينها تقرر سفري للعلاج بالخارج.
علي جانب آخر مازال بطل حرب أكتوبر المجيدة بمحافظة المنيا يسترجع ذكريات مشاركته في الحرب، بالعودة إلى تلك الكتابات المتناثرة على الوريقات القديمة التي تخطت أعمارها الثلاثون عامًا كتراث شخصي ووطني يعودون إليها للحنين لبطولاتهم، حيث يقول أحمد الأحمداوي، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، 'إنني مازلت استرجع بشكل سنوي في كل عام ذكريات حرب أكتوبر المجيدة وأقصصها على أبنائي وأحفادي وعلى مجالس السامعين من كبار السن والشباب، ومازلت احتفظ داخل محفظة النقود بتلك الجوابات التي كنت أرسلها لأصدقائي في الجيش ويراسلونني بها وتلك الكتابات التذكارية من أبطال الحرب من بينهم جواب من أحد الأبطال وهو يهنئني علي وجودي على خط النار.
بطل أكتوبر بالمنيا
وأضاف بطل حرب أكتوبر، أنني كنت جندي عريف ثم نقيب في الجيش خلال فترة حرب أكتوبر المجيدة وكنت خلال الحرب على جبهة القناة، لافتًا إلى أنه لم يكن لديه أخوة أشقاء من الذكور وظل البعض يعتقد أنني لن ألتحق بالجيش إلا أنني قررت الإلتحاق به والمشاركة في حرب أكتوبر المجيدة.
وأردف، أن من أصعب اللحظات التي مضت خلال فترة الحرب، هي استشهاد مجموعة من أصدقائي خلال الحرب تلك المشاهد لم تغيب عن مخيلتي طوال السنوات الماضية وأقص سيرة الحرب المجيدة بين الأبناء والأحفاد، حتى بدأ الأحفاد في تداولها عبر المجالس مع أصدقائهم لقصص وبطولات أبطال الحرب.