فى قرية أتميدة، التابعة لمدينة ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، قررت طفلة أن تكون عونا لزملائها بتعليمهم فى الشوارع، وذلك بعد قرار غلق المدارس للحد من انتشار فيروس كورونا، المستجد.
وكانت الطفلة التى تبلغ من العمر12 سنة، تلعب مع زملائها فى الشوارع ولكن هوايتها المفضلة وطموحها الذى تحلم به منذ صغرها بأن تكون معملة، دفعها لأن تفيد أطفال المنطقة التى تسكن فيها وتقوم بتدريس عدد من المواد لهم، على طريقة الكتاتيب التي أخرجت أجيالا من العلماء على مدار العصور السابقة.
قررت الطفلة ريم خيرى أحمد، أن تفرش الحصيرة الصغيرة، وتجمع الأطفال الأصغر منها فى المنطقة وتقوم بتدريس مادة اللغة العربية لهم، وتعليمهم مخارج الحروف، فضلا عن بعض الكلمات باللغة الإنجليزية، وقررت أيضا أن تحفظهم القرآن الكريم.
'الأبلة ريم' كما لقبت فى منطقتها، قرر بعض الأهالى مساعدتها والتبرع لها بسبورة صغيرة، وتخصيص جانب من أحد الشوراع وتجهيزه لتقوم بالتدريس فيه للأطفال يوميا، وقررت أن يكون لها نظام فى العمل بالحرص على حضور الأطفال، والتحدث معهم على أهمية العلم.
فى كل صباح، تدخل المعلملة الصغيرة إلى فصلها المتواجد فى الشارع، وتتحدث مع الأطفال عن المواد التى درستها لهم فى اليوم الماضى، وتسأل عن الواجبات التى قررتها وتفعل نظام العقاب والثواب.
تقول الطفلة لـ'أهل مصر': أنا نفسى أبقى مدرسة وبدأت الحكاية معايا وأنا بلعب فى الشارع فقررت أن أستغل ذلك بالتدريس للأطفال الأصغر منى فى السن وأنا فى الصف السادس الابتدائى، وأقوم بتدريس المواد التى أعرفها فقط من أجل إفادتهم وذلك بدون مقابل، ولابد أن يكون العلم شيئا أساسيا ونفع للجميع، ومن المهم تدوال المعلومات واستغلال فترة الأجازة فى شىء مفيد بدلا من اللعب'.
وأكدت على أنها تعمل ذلك من أجل إفادة الغير ولم تقم بإعطاء معلومات لا تعرفها، بل معلومات قامت بدراستها من قبل، ومن الممكن أن تراجعها، حيث تقوم بتحضير الحصص يوميا فى المنزل، وقالت: شاهدت تشجيع الكثير من الأهالى وشجعنى على ذلك أسرتى، والكثير من أهالى المنطقة تبرعوا لى بكراسى وسبورة من أجل الشرح عليها.
كما أكدت أنها تحلم أن تكون أكبر المعلمات قامة فى العلم بعد أن تبلغ سن الكبر، من أجل إفادة غيرها، وتعمل على ذلك من صغرها.