◄ لن ينجح استخدام نظام واحد لتحديد النسل في مصر
◄ استهداف متطوعين مؤثرين في المجتمع كـ شيخ الحارة وكبير القبيلة ضرورة
◄ مصر على خريطة العالم في السيول ووضعنا خطة للتعامل مع الكوارث
◄ سيكون لنا دور كبير صحيًا في تطوير الريف المصري بالمشاركة مع "حياة كريمة"
◄ لدينا 7 مخازن رئيسية و27 مخزنا فرعيا بها كل أدوات الإغاثة من "الإبرة للصاروخ"
◄ لنا باع كبير في تطوير العشوائيات خاصة في "زينهم" و"الدويقة"
أجرت "أهل مصر" معايشة وجولة تفقدية داخل جمعية الهلال الأحمر للتعرف بشكل أقرب على ما يتم تقديمه على أرض الواقع للمواطنين، حيث يوجد غرف مجهزة للمتابعة ولتلقي طلبات المساعدات والرد على الهاتف وبها شاشات عرض كل ما هو جديد بواسطة فرق مُدربة وباستخدام الأجهزة اللاسلكية أيضا لتسجيل الشكاوى وإعداد تقارير بكل شكوى وترجمتها.
يأتي هذا بالاطلاع على الحقائب المجهزة بالأدوات الإغاثية وما تتضمنه مع دليل للإرشاد السريع الذي يتم تعريف وتدريب المتطوع على استخدام أي أداة، مع وجود اسطول من السيارات الخاصة بالهلال الأحمر المصري.
قسم الصحة والرعاية يكشف كيفية الاستجابة لحالات الطوارئ
وكشف محمود ثروت مسؤول عن قسم الصحة والرعاية في جمعية الهلال الأحمر، أن هناك سيارات خاصة بقسم الاستجابة لحالات الطوارئ المختلفة والناحية الصحية، فبعد وصول البلاغ يتم تجهيز الفرق الطبية من المتطوعين المتدربين، وتحديد السيارة المناسبة للحدث مجهزة باسطوانات أكسجين وحقيبة إسعافات أولية وحقيبة للتدخلات السريعة الطبية لإنقاذ الحياة والهدف هو بمجرد الوصول إلى مكان البلاغ يقوم المتطوعين من الأطباء بتقديم الاستجابة السريعة ونقله بعدها لأقرب وحدة صحية لاستكمال الخطة العلاجية الطبية.
وقال ثروت، إن هناك مجموعة من السيارات دورها مختلف منها من يستطيع أن يتحرك كعيادات متنقلة الكشوفات الطبية والتحركات الكبيرة لمن تضرروا من احداث وتوفير أطباء من تخصصات مختلفة وأشعة وتحاليل وخدمة علاجية بصرف الأدوية طبقا للتخصص المطلوب وتضم مجموعة مختلفة، ويتم العمل برؤية خاصة لإنقاذ أرواح الأفراد سواء مناطق الكوارث والأكثر احتياجا، فضلا عن وجود نوع آخر من السيارات عبارة عن خيمة طبية متخصصة يتم تنقلها وفرش الخيمة حتى يستطيع الطاقم الطبي لتقديم التدخلات للحفاظ على حياة المصاب مع الدعم النفسي لضمان سلامة المصاب.
وكل هذا دفع لإجراء حوار مع الدكتور رامي الناظر المدير التنفيذي والمنسق العام لجمعية الهلال الأحمر المصري.
إلى نص الحوار..
ما طبيعة عمل جمعية الهلال الأحمر لمن لا يعرفها؟
يقوم عمل الجمعية في الأساس على إدارة الأزمات والكوارث ومساعدة السلطات العامة، وجزء من الاستعداد الذي تم تدريبنا عليه ويتم تدريب المتطوعين عليه يتمثل في الاستعداد وهو وضع مجموعة من السيناريوهات الموضوعة مسبقا.
جمعية الهلال الأحمر مختلفة عن غيرها لأنها ذات صفة ونفع عام ولها قرار رئيس وزراء، ومرسوم بتوقيع رئيس الجمهورية الزعيم جمال عبد الناصر لإعادة نشأتها بالشكل السليم وهي من الشعب عبارة عن متطوعين مصر، وهي ذراع من أذرع الدولة وهو تصنيفها عالميا وهي مساندة للحكومة، وهناك 7 مبادئ أساسية منها الإنسانية والحياد وعدم التحيز، والدولة تعتمد علينا منذ سنوات على أننا جزء منها.
ما هي السيناريوهات التي يتم العمل عليها وفقا لخطط مسبقة؟
مثل سيناريوهات الفيضانات والزلازل والسيول والعواصف فضلًا عن البراكين بالإضافة إلى سيناريو خاص بالعواصف وأحد السيناريوهات وهو انتشار الوباء ويتم التدريب عليه وهناك احتياطات السلامة والأمن، وأخذ الاحتياطات جراء أمراض الجهاز التنفسي مثلا وأمراض أخرى تنتشر عبر اللمس، وهناك خطط مسبقة وفريق معد لذلك.
كيف يتم تمكين المتطوعين من كافة التدريبات استعدادًا للأزمة؟
عبر عدد من التدريبات، وتكون تدريبات محاكاة ويتم كسر حاجز الخوف لدى المتطوع لتعليمه بأن الكوارث موجودة وحتى يتم التدريب بشكل سليم خاصة مع انتشار وباء يتم ارتداء المتطوعين كافة الواقيات الشخصية مثل بدل العزل والنظارات والقفازات واستخدام الكحول وكل ما يتعلق بالسلامة.
كيف تم تدريب المتطوعين في خطة للتعامل مع جائحة كورونا رغم كونه وباء جديد؟
عندما جاءت جائحة كورونا كان اختبار للإنسانية كلها والفرق التي تم إعدادها تم طلب منهم عمل تدريبات سريعة على التدريبات السابقة لهم منذ انتشارها في الموجة الأولى بالصين، وتحديد شقين للعمل وفقهما الأول؛ حماية المتطوع لنفسه بتعريفه المرض وطرق الانتشار وكيف يحمي نفسه وارتداء الواقيات الشخصية ضمن احتياطات السلامة، وثانيا عمليات الدعم النفسي لأن المرض يمكن أن يصيب أي شخص.
هل يتوقف عمل الجمعية على التدريبات فقط للمتطوعين والعمل على الأزمات؟
لا.. نحن نقوم بتدريب المتطوعين وهو جزء الاستعداد للأزمة وهناك المخازن والواقيات الشخصية والدعم النفسي ع تزويد الكميات خلال الفترة الأخيرة لمواجهة الوباء، وتعريف المتطوعين بإمكانية الإصابة واعطائهم طرق الحماية والوقاية والعلاج.
ما عدد المتطوعين تقريبًا على مستوى الجمهورية في جمعية الهلال الأحمر؟
حوالي 30 ألف متطوع، والمتطوعين فقط فيما يتعلق بفيروس كورونا حوالي 10 ألاف متطوع متفرقين بين عمليات التعقيم والتطهير، التوعية الصحية، الخدمات الطبية، الدعم النفسي الاجتماعي، الإغاثة لمتضرري الكورونا، وكل شخص يحصل على تدريب فيما يخصه والإجراءات الاحترازية عامل مشترك لكل المتطوعين.
ماذا عن الدعم النفسي المقدم لمصاب كورونا والمخالط والاشتباه؟
هناك بالفعل دعم نفسي يتم تقديمه للمريض بكورونا والمخالط والشخص الخائف وكل منهم له تدخل مختلف، فمثلا المريض المعزول لمدة 14 يوم وحده تبدأ من الهاتف المحمول من قبل الإخصائي حتى تصل للطبيب المختص وقرار الزيارة الطبية من عدمه، وتدخلات نفسية اجتماعية من خلال الهاتف، وبالنسبة للمخالط يتم التدخل معه لتأكيد إصابته أم لا من خلال ظهور الأعراض فضلا عن الخائفين من المرض.
هل يقود فريق الدعم النفسي بالهلال الأحمر طبيب؟
نعم.. يرأس وحدة الدعم النفسي في الجمعية طبيب نفساني وهو الدكتور محمود ثروت.
كم عدد عمليات الدعم النفسي المقدمة فيما يخص "كورونا" فقط؟
عمليات الدعم النفسي مقدمة لأكثر من 3000 شخص من المصابين بفيروس كورونا والمخالطين والخائفين ممن ظهر عليهم أعراض نفسية من الخوف والاضطراب.
كم يكلف ما تقدمه الجمعية خلال الأزمة إذا حصل عليه المواطن في أي مكان أخر؟
هناك التدريبات التي تم إعداد الناس بها، والكول سنتر، وتفريغ المتطوعين نبطشية للرد على الناس وتقييم الخدمة، لذا فيكلف ذلك الكثير من الأموال ولكن يتم تقديمه بالكامل مجانا.
هل ثقافة التطوع موجودة فعلا بشكل كبير وقوي في مصر أم لا؟
جائحة كورونا كانت اختبار لثقافة التطوع ووجدنا أن الشعب المصري جميل وعندما تحتاجه البلد يكون موجود، وكانت غير موجودة فعليا، ولكن هناك حاليا متطوعين لعمليات الدعم النفسي الاجتماعي وعمليات التعقيم والتطهير وتوزيع المساعدات في منازل تحت العزل وبعض مستشفيات العزل خلال توزيع المساعدات في مستشفيات العزل على الطاقم الطبي.
هل كان هناك إصابات بكورونا بين صفوف الفريق؟
كان لدينا إصابات في صفوف المتطوعين والموظفين، ولا يمكن معرفة هل جاءت أثناء العمل أو بعدها ولكن كنا نتكفل بعلاج المتطوعين المصابين بكورونا.
أكثر المناطق التي كان بها تدخلات ومساعدات إنسانية؟
محافظة شمال سيناء كانت أكثر المناطق التي تم العمل فيها طوال الوقت بالتعاون مع جهاز المحافظة وهناك تدخلات صحية واجتماعية وحماية فضلًا عن تدخلات إغاثية ونعمل معهم طوال 10 سنوات نعمل مع الدولة وتوزيع معونات غذائية وحقائب الحماية الشخصية وعمل أكثر من 10 قوافل على مدار سنوات بالتعاون مع وزارة الصحة وتوزيع حقائب العودة للمدرسة لجميع أطفال شمال سيناء مع فرش المدارس بما تحتاجه بـ "نظام التعليم الحديث" وأجهزة الكمبيوتر" ومجموعة من العمل مع الأطفال في برنامج "صحة وسلامة" وكيفية عمل إخلاء آمن في المدرسة وحتى هذه اللحظة مستمرين فيها.
ماذا عن دوركم في تطوير العشوائيات؟
عملت جمعية الهلال الأحمر في الناحية الاجتماعية وتطوير العشوائيات وكنا أول الجمعيات وهو ما اتضح في مناطق زينهم والنهضة والدويقة وبناء المنازل أيام الصخرة ومستمرين في خطة تطوير العشوائيات وتطوير ثقافتهم أثناء تحولهم من مكان عشوائي لمكان به كل ما يحتاجونه وتوعيتهم لنرتقي بالإنسان ليحسن استخدام البيئة.
حدثنا عن ثقافة التبرع خاصة للجمعية؟
من الثقافات المهمة لأن الجمعية قائمة على التبرعات رغم أنها قليلة وليس بالشكل الكافي الذي يجعلها تُكمل مسيرتها الطويلة، فالجمعية أقدم من وزارات كثيرة والأقدم في مصر، وكانت أول جمعية تخرج قوافل طبية وإرسال قوافل طبية على الجمال إلى طرابلس أيام الحرب هناك، لذا فالتبرع هو ما يجعل الجمعية تُكمل بالروح والنشاط.
ما المشكلة التي تواجهكم في تلقي التبرعات؟
فلسفة التبرع تغيرت في الـ 10 سنوات الأخيرة وظهرت جمعيات مختلفة رغم أنها تساعد الدولة، ولكن كان ثقافة التبرع مبنية على التليفزيون والراديو لوضع الجمعية أو المؤسسة على الخطى السليمة للتبرع، ونحن تأخرنا في الظهور الإعلامي بالشكل المطلوب وهو أحد الأسباب التي لم تساعد على التبرع بالشكل السليم.
هل يوجد حصر لبيانات المتطوعين؟
بيانات المتطوعين تكون موجودة لمعرفة هل هو متطوع فعلا أم ارتكاب مشكلات وهي تساعد الأفراد على عمل ضوابط سليمة ومساعدة الجمعيات الأخرى التي تقوم بعمل تدخلات إغاثية وإنسانية مهمة وعمل حصر سليم بالتدخلات الإنسانية خلال عام مثلا.
كيف يتم العمل فيما يخص السيول خلال موسم الأمطار والطقس السيء؟
مصر على خريطة العالم للتعرض للسيول مثل كثير من الدول وقمنا بإعداد فرق من الإغاثة والطوارئ على مدار سنوات وتدريب الفريق على عمل إسعافات أولية وعمل مخيمات سريعة وقت الحاجة وفرش مدارس ومراكز شباب وكيفية التصرف أثناء وجود تضرر في البنية التحتية أو مشكلات صحية لدى الأفراد وعمل عيادات متنقلة ومستشفى ميداني سريع وتوفير أسطول سيارات مختلف وعربات دفع رباعي واستقطاب شباب دفع رباعي على مستوى الدولة وتعليمه معنى الإغاثة والإسعافات الأولية وكيفية طلب غرفة العمليات وتلقي الإشارة.
ما عدد المخازن الموجودة لدى جمعية الهلال الأحمر؟
يوجد 7 مخازن استراتيجية و27 مخزن فرعي على مستوى المحافظات، وبها أدوات الإغاثة الكاملة من الإبرة للصاروخ في حالة الاضطرار إلى بناء مخيمات أو النقل لأماكن أخرى في حالة وجود أضرار كبرى بالتعاون مع جهاز المحافظة، ولدينا توفير للأدوية وبنوك دم في حالة الأزمات الكبرى في الحوادث.
حدثنا عن دور الهلال الأحمر فيما يخص تحديد النسل؟
اشتركنا مع وزارة الصحة منذ أكثر من 10 سنوات في تحديد النسل لأن الهلال الأحمر له عيادات ومستشفيات في جميع أنحاء الجمهورية، وتوفير مجموعة من التدخلات وتدريب الأطباء والتمريض وتعليمهم كيفية استخدام الأدوات الخاصة بتحديد النسل، والجمهور المستهدف ثقافات مختلفة حتى المعتقدات الدينية، ولنا تدخلات في برنامج وزارة التضامن الاجتماعي، وكسر خوف المواطنين من أدوات تحديد النسل، ويتم توفير متطوعين من المجتمع منهم شيخ الحارة وكبير القبيلة "قادة الرأي" وله ثقة لدى الناس وإمداد المواطنين بالطريقة السليمة وتوفير الأدوات نفسها وعمليات الدعم النفسي الاجتماعي.
ما الفئات المستهدفة من تحديد النسل؟
يتم استهداف فئات كثيرة خاصة الفتيات والرجال في سن الرجال بالإضافة إلى الفئات كبيرة السن لأنهم مؤثرين على أبنائهم، واستهداف تغيير المصطلحات الخاطئة "الطفل بيجي برزقه" وتغييره لأن الثقافة سببا في استخدام الأدوات أو عدمها، كما أن استخدام نظام واحد لتحديد النسل في مصر لن يصلح، فكل منطقة لها نظامها.
ما رأيك في عملية تحديد النسل وربطها باقتصاد الدولة؟
كلما كان هناك مواطنين أكثر كلما كان هناك إنتاج أكثر ولكن الحل الأمثل لمشكلاتنا هو التعليم فإذا كان التعليم جيدا فسيقل الحوادث والأمراض وانخفاض التهرب الضريبي، فمن يحكم العالم حاليا من يمتلك العلم بالتكنولوجيا والصواريخ النووية والأفلام ولقاح كورونا أيضا، لذا فالاقتصاد يسير بالعلم، وعن تحديد النسل يتم وفقا للتغلب على التضخم السكاني فكبار السن في مصر معدل أعمارهم يزيد ولهم اهتمام بشكل معين، ومن الممكن أن تكون الزيادة السكانية سلاح في دعم الاقتصاد أو الانهيار.
هل للجمعية دور في المطالبة بتوفير لقاح كورونا للمواطنين؟
تواصلنا مع الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب لإيصال رسالة بأن هناك مواطنين يمكن أن يتم تأخر تطعيمهم مثل الفئات المهمة واللاجئين والمهاجرين في مصر والذين يتم معاملتهم كالمصريين والمشكلة ليست في الأموال ولكن في توافر الجرعات لأن الشركات العالمية باعت أغلبية إنتاجها ولم تفتح مصانع في دول كثيرة، وهناك الجافي "الكوفاكس" لتوفير اللقاحات لدول العالم، ولكن لم نجد موافقات حتى الآن لتوفير كميات من التطعيمات.
ماذا عن دوركم للاجئين في مصر.. وكيف يتم الوصول لهم؟
هناك فرق دعم موجودة في أماكن ثابتة تصل للاجئين منذ أكثر من عامين وتدخلات معهم وتوصيل صوتهم وتلبية احتياجاتهم، واعتادوا حصولهم على المساعدات سواء طعام وشراب أو تدخلات صحية وإغاثية، وهناك عيادات متنقلة.
هل لكم دور في مشروع تطوير الريف المصري والمشاركة فيه مع "حياة كريمة"؟
نعم سيكون لنا دور كبير في تطوير الريف المصري فيما يخص الجزء المتعلق بالخدمات الصحية.
الحوار والمعايشة نقلًا عن العدد الورقي..
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
