بملابس متسخة ممزقة ووجه شاحب وملامح حزينة يقف شاب مشرد بلا مأوى، في السابعة عشر من عمره، يفترش الرصيف في هذه الليالي شديدة البرودة بأحد شوارع وسط البلد، يمد يده طلبًا للعون من المارة أحيانًا ويتجول الشوارع متحدثًا إلى نفسه باحثًا عن كسرة خبز يسد بها جوعه.
يتجول الكثير من الأشخاص في الشوارع والطرقات بشتى المحافظات، بلا مأوى يحميهم من برد الشتاء، إنهم 'المشردون'، فهذه الظاهرة يعاني منها المجتمع بصفة مستمرة منذ عشرات السنين، ولكن في الوقت الحالي قد يؤدي بهم ذلك إلى الهلاك في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من عواصف الشتاء، والموجة الثانية من فيروس كورونا.
المشردون في شوارع وسط البلد
اللافت للنظر في هذه المشكلة المزمنة، انتشار عدد كبير من المشردين، في شوارع وسط البلد، والتي تمثل أهم منطقة جغرافية في مصر، وطوال الوقت نجدهم أمامنا يرتدون ملابس ممزقة ويفترشون الشوارع على مرأى ومسمع من الجميع.
ومنهم مرضى نفسيين غير مدركين لما يحدث من حولهم، والبعض الآخر مشرد لكنه يدرك تمامًا ما يحدث في واقعه المرير، فلم يكن بيده شئ لتغيير قدره ومصيره المحتوم، يسكن الشوارع العمومية، وأسفل الكباري ويتجول بين الإشارات.
في شارع رمسيس، تعيش 'هبة' وهى فى العقد الثالث من عمرها سُجن زوجها و لديها 4 أبناء ثلاثة أولاد وفتاة تبلغ من العمر عشر سنوات وهى أصغرهم، والتي قالت إنها مُطلقة وكانت تسكن بشقة إيجار ولكن زاد الإيجار عليها فتعثرت عن دفعه حتى طُردت من المنزل.
المشردون في شوارع وسط البلد
وأَضافت هبة أنها سعت لإيجاد ملجًأ عند والدها، لكنه لم يحتمل أبنائها فقررت العيش بهم في الشارع، مشيرة إلى أنها لم تستطع النوم فتظل متيقظة طوال الليل خوفًا على ابنتها من التحرش أو الاختطاف.
وأشارت إلى أن الناس يمرون بجوارهم غير مكترثين بحالهم، بينما أحيانًا يأتي من يعطيهم بعض الأكل أو النقود لكن في بعض الأحيان لم يهتم لأمرهم أحدًا، لافتة إلى أنه في أحد الأيام أتى إليها رجل ملتحي يسألها بكم تبيع أحد أبنائها؟ فرفضت بشدة.
المشردون في شوارع وسط البلد
وفي شارع محمد محمود بوسط البلد، وجدنا شابًا هائمًا في الشارع يهمهم إلى نفسه بكلام مبهم وغير مفهوم، ينام على الرصيف، أينما ذهبنا نجد المشردين من المرضى النفسيين يتجولون في الشوارع بلا هدف يشاركون الكلاب والقطط المأكل والمشرب يسيرون في الشوارع لا يبالون بمن حولهم، ولا يعلم أحد اسمه أو أهله، بالإضافة إلى أن بعضهم يسببون حالة من الذعر، وعلى النقيض الآخر فهم معرضون للأذى.
المشردون في شوارع وسط البلد
يذكر أن وزارة التضامن الإجتماعي أطلقت حملة لإنقاذ المشردين من الكبار والأطفال بلا مأوى لتوفير حياة كريمة لهم، ورافقت الدكتورة 'نيڤين القباج' وزيرة التضامن الوحدات المتنقلة لفريق حماية الأطفال والكبار بلا مأوى والتي تجوب القاهرة وعدد من محافظات الجمهورية بحثًا عن المشردين.