شهدت الأسابيع القليلة الماضية عودة الولايات المتحدة الأميركية من جديد إلى ملف سد النهضة الأثيوبي، وبدت سياسات الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن تتضح بصورة مباشرة بشأن الملف الأخطر الذي يواجه القرن الأفريقي.. فهل تقود واشنطن تحولاً بالملف؟ وهل تملك الولايات المتحدة مفتاح الحل؟.
بداية التدخل الأميركي الواضح في الملف في عهد بايدن جاءت عبر تعيين مبعوث أميركي خاص للقرن الأفريقي، ثم توالت بعد ذلك المواقف الأميركية التي تصب في إطار 'دعم الأطراف الثلاثة (مصر والسودان وأثيوبيا) للتوصل لاتفاق' وذلك مع بدء العد التنازلي للملء الثاني للسد، مع الإصرار الإثيوبي على موعده المحدد سلفاً.
وكان الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرج، قد قال في حوار سابق مع موقع 'سكاي نيوز عربية' إن 'الحل لابد أن يكون في يد الدول الثلاث.. نحن لن ندخر جهداً للعب دور إيجابي ودعم أي جهود وسنبذل كل ما في وسعنا لتشجيع استئناف الحوار بين البلدان'، رافضاً الحديث أو التدخل في 'فرضيات مستقبلية'.
فرض عقوبات على أثيوبيا
أعلنت الخارجية الأمريكية فرض قيود أمنية واقتصادية على إثيوبيا، اليوم الاثنين، بسبب الانتهاكات في حرب تيجراي، وهو ما أعلنت أديس أبابا رفضه.
يرى وكيل المخابرات المصرية الأسبق، اللواء محمد رشاد في تصريح لـ'سودان تربيون'، أن 'قيام واشنطن بفرض عقوبات أمنية واقتصادية على إثيوبيا بسبب الحرب في إقليم تيغراي، يندرج تحت ملف حقوق الإنسان، ويريد البيت الأبيض من كل الأطراف المشتركة في هذا الصراع أن تنسحب عن تيجراي'.
وأضاف، أنه 'لا علاقة بين تلك العقوبات وملفات سد النهضة والحدود مع السودان، ولا أعتقد أن هناك خلط من الجانب الأمريكي بين الملفين'
وتابع: 'في ذات الوقت فإن عملية الضغط المستمر من جانب مصر والسودان خلقت توترا كبيرا للولايات المتحدة، لأنه سيؤدي إلى عدم استقرار في المنطقة والقرن الأفريقي، لذا بدأت واشنطن تتحسّس الأمر وترى أن مصر جادة جدا في عدم التنازل عن حقوقها في مياه النيل، ولهذا بدأت تبادر وتدخل إلى ملف سد النهضة وتخلق لها دور من أجل الوصول إلى حلول، لأن المنطقة مقبلة على مشاكل رهيبة يمكن أن تؤثر على المصالح الأمريكية في القرن الأفريقي'.
زيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر وملف سد النهضةناقش السيسي وبلينكن أيضا ملفي سد النهضة وحقوق الإنسان، وشدد وزير الخارجية الأمريكي على التزام بلاده بالعمل من أجل التوصل إلى حل يحافظ على الأمن المائي والحقوق التنموية لكل من مصر والسودان وإثيوبيا، ومن ناحية أخرى، يواصل المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان المحادثات مع الدول الثلاث من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وفقا لما صرحت به المتحدثة الإقليمية للخارجية الأمريكية جيرالدين جريفيث، في مقابلة مع أحمد موسى ببرنامج 'على مسؤوليتي'.
وفيما يتعلق بملف حقوق الإنسان، كان بلينكن صرح للصحفيين خلال زيارته لعمان التي توجه إليها بعد مغادرة القاهرة أمس أن هذه المسألة ما زالت على جدول أعمال المناقشات مع مصر.
ومن المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بالضغط من أجل استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق ملزم، وفق ما صرح به وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي في اتصال هاتفي مع شريف عامر ببرنامج 'يحدث في مصر'.
وقال فهمي إنه يتعين على مصر أن تأخذ زمام المبادرة وأن تستغل موقفها الدبلوماسي القوي في إقناع واشنطن بدعم موقفها التفاوضي.