حباه الله هواية الرسم منذ طفولته، فكان مُحبًا له للدرجة التي جعلته يرسم كل ما تقع عليه عيناه، ولكنه كان يميل للرسوم الكرتونية، ثم أحب التصوير ليكون هوايته الثانية، امتنع عن الرسم قهر بعد وفاة والده، ليعود له بقوة واختلاف وتميز، إذ التحق بكلية الطب البيطري، واستغل هوايته القديمة ليصبح فنان مبدع في الرسم الطبي، وعلامة مميزة في مجال التشريح.
هو 'أشرف رجب محمود الرفاعي'، الطالب بكلية الطب البيطري والبالغ نحو 22 عاما، يقيم بمحافظة طنطا، يقول: 'كان لزاما على طلاب كلية الطب البيطري الجدد دراسة التشريح وهى مادة صعبة، لافتا إلى أنه استفاد من موهبة الرسم في الرسم التشريحي، وذلك للتسهيل على نفسه الدراسة والمذاكرة في كليته، فضلا عن مساعدة زملائي بتلك الرسومات في مذاكرتهم هم الأخرون، مؤكدا على أنه أحب الرسم التشريحي الدرجة التي جعلته يقرر تحسينها وتنميتها، معلقا: 'قلت احترف الرسم الطبي بعد ما استهواني لدرجة كبيرة'.. حسب وصفه.
وأضاف الرفاعي: 'كنت أعمل في صيدلية بجانب الدراسة ليلًا، وكان لديّ فائض من الوقت يكفي استغلاله في الرسم الطبي الذي شغفت به، إذ أحببته كرسم فني وليس فقط رسم تشريحي أو طبي، لافتا إلى جلب اسكتشات للصيدلية للرسم وممارسة هوايته وكذلك ممارسة وإطلاع أكثر لرسومات طبية من مصادر أجنبية مختلفة لرواد عمالقة في المجال، وذلك لدعم هوايته، موفرًا من راتبه في العمل بالصيدلية لتوفير الأدوات والخامات اللازمة للرسم الطبي.
مارس أكثر واحترف عن السابق في مجال الرسم الطبي، ثم بدأ طالب كلية الطب البيطري بالنشر عبر مواقع التواصل؛ مما لاقى إعجابا من المتابعين عمومًا ومن المهتمين بالمجال خصوصًا للدرجة التي جعلتهم يطالبونه بالتعلم منه بشكل يسير، ولم يتأخر عن تلبية من طلبوا الدعم في الرسم الطبي التشريحي، مؤكدا على أنه علّم نفسه بنفسه ولم يعمد إلى كورسات تدريبية في المجال، على الرغم من وجود البعض من محترفيه في مصر، إلا أنه اكتفى بالبحث عبر المواقع العالمية للتعلم وكسب الخبرة من رواد هذا الفن من العباقرة المختصين في دول الغرب والعالم، مكسبًا أعماله من الرسومات ببصمته الخاصة.
وأشار الرفاعي إلى أن الرسم الطبي على الرغم من أهميته إلا أنه لم يلقَ الاهتمام المكافئ لقدره وأهميته في مصر، على الرغم من تخصيص بعض الدول الأوروبية كليات لدراسته، ويكون الخريج منها معروف باسم 'فنان طبي'، موضحًا أن الرسم الطبي يساعد الطلاب في المذاكرة والدراسة، بينما يساعد الأطباء المدرسين في التدريس وتعليم الطلاب والشرح العلمي من خلالها، كما أنه يخدم البحث العلمي، متابعا: 'أن غير الدارسين للتشريح يعانون كثيرا في إجراء العمليات الجراحية، ومن هنا فالرسم الطبي يعد خريطة توضيحية له'، حسب قوله.
واختتم الرفاعي، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر': 'أنه كم يودّ أن يلقى هذا النوع المعروف بالفن الطبي، ذلك الذي يعد دمجًا ومزيجًا بين الطب والرسم، اهتمامًا واسعًا في مصر وأن تتبناه الدولة؛ نظرًا لأهميته الكبيرة والمؤثرة في الدراسة في الطب، وأيضا نشر الوعي التشريحي والثقافة الطبية من خلال هذه الرسومات التوضيحية والتشريحية لأجهزة الكائنات الحية من البشر والحيوانات وغيرها، وأن تسير على خطى الدول الأوروبية والغربية في تخصيص كليات ودراسات له'.