بعد 19 عاما من السعى لهذا الأمر تمكنت إسرائيل من العودة مرة أخرى إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب، بحسب بيان أعلنته وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم الخميس الماضي، ولكن ماذا تعني صفة مراقب وكيف سيؤثر ذلك على أزمة سد النهضة؟ خاصة مع مطالبة اثيوبيا المستمرة لعودة المفاوضات للاتحاد الافريقي دون غيره؟ وما الذي سيعود على اسرائيل من هذا المنصب؟
ماذا تعني صفة مراقب ؟
صفة مراقب هي امتياز تمنحه بعض المنظمات لغير أعضائها لمنحهم القدرة على المشاركة في أنشطتها، وغالبا ما تُمنح صفة المراقب من قبل المنظمات الحكومية الدولية للأطراف غير الأعضاء والمنظمات الدولية غير الحكومية التي لها مصلحة في أنشطة المنظمات الحكومية الدولية.
ويتمتع المراقبون عموما بقدرة محدودة على المشاركة في المنظمات الحكومية الدولية، حيث يفتقرون إلى القدرة على التصويت أو اقتراح القرارات.
إثيوبيا وراء الأمر
في عام ٢٠٠٢ صرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن سفير إثيوبيا لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي أدماسو الالي، قدم أوراق اعتماده عضوا مراقبا لدى الاتحاد الإفريقي، مشيرة إلى أن الاتحاد الإفريقي هو أكبر وأهم منظمة في القارة السمراء ويضم 55 دولة.
ماذا سيعود على إسرائيل من انضمامها للاتحاد الافريقي؟
في هذا السياق قال الدكتور طارق فهمي،دكتور العلوم السياسية في جامعة القاهرة في تصريح خاص لأهل مصر أن دخول إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي مرة أخرى بصفة مراقب سيرتب عليه أمران، أولهما، تدخلها في كل التفاصيل المتعلقة بالاتحاد الإفريقي، خاصة وأن العلاقات الإسرائيلية الإفريقية أصبحت جيدة مؤخراً.
والأمر الثاني إن إسرائيل تسجل حضورها في الساحة الافريقي بصفة كاملة وصورة رسمية، وهذا يتطلب الحذر؛ لأن هناك قضايا إفريقية خاصة بالشأن الأفريقي إسرائيل لا علاقة لها بها، مشيرا إلى أن السؤال المطروح الآن، هل وجود إسرائيل كمراقب له تأثير على مسألة الأمن المائي؟.
مجيبا على ذلك، أن كل شيء وارد حدوثه خاصة في ظل هيمنة إثيوبيا على الاتحاد الإفريقي وعلاقتها القوية بتل أبيب، مشددا على أن وجود إسرائيل في الاتحاد الإفريقي يمثل خطورة لا نقاش فيها، ويمثل تحديا للدول العربية وليس مصر فقط.
هدف إسرائيل الاول
يقول أيمن سلامة استاذ القانون الدولي في تصريح خاص لـ أهل مصر أن إسرائيل سعت منذ السنوات الأولى لتأسيسها، للحصول على مياه النيل عبر مشاريع ومخططات متعددة مدعومة أمريكيا،كما كانت المياه من أهم الأهداف التي وضعتها تل أبيب في الاعتبار خلال انفتاحها على الدول الأفريقية بعد احتلال فلسطين عام 1948، فأرادت من خلال هذا الانفتاح تضييق الحصار على مصر والسودان، ولكنها مازالت تفشل في ذلك.
واضاف أن الحركة الصهيونية تستند على أركان ثلاثة في مطالباتها وتطلعاتها لحدود مشروعها الكبير: أولها تاريخي ديني، ارتباط نهر النيل بالفكر الصهيوني عقيدي واستراتيجي، ومع فشل المشاريع الصهيونية المتعددة التي تتعلق بالاستفادة من مياهه مثل مشروع هيرتزل ومشروع قناة السلام، فإن تطلعات إسرائيل نحو إثيوبيا بلد المنبع لنهر النيل والأسهل اختراقا بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي بزيارات جولدا مائير الأربع إلى أديس أبابا'.
ولفت إلى أن 'مصر لن تعود إلى المفاوضات بصيغتها الحالية'، مؤكدا 'أهمية مطالبة الاتحاد الإفريقي لإثيوبيا بالتوقف عن الإجراءات الأحادية، والتفاوض خلال مدى زمني يتراوح ما بين 6 أشهر إلى عام'.