أثار الحديث عن تخصيص وجبة تغذية مدرسية لكل طفل في المدرسة وفقا لحالته الصحية ومرحلته العمرية، ضجة كبيرة اليوم الثلاثاء، أثناء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، المدينة الصناعية الغذائية سايلو فودز بمدينة السادات في محافظة المنوفية، وذلك في إطار خطة الدولة للقضاء على التقزم والأنيميا والسمنة ومحاولة الوصول لجيل قادر على تحقيق غد أفضل.
خطورة السمنة والتقزم والأنيميا على الأطفال
أوضح الدكتور محمد رحيم، أخصائي التغذية العلاجية وعضو الجمعية المصرية لعلاج السمنة وأخصائي التدخل غير الجراحي لعلاج السمنة الموضعية وخبير في مجال الوجبات البديلة، أن مبادرة الكشف عن التقزم والسمنة والأنيميا في المدارس كانت أكثر من رائعة لأن السمنة في الطفل أخطر لأنها تؤدي إلى زيادة عدد الخلايا الدهنية فهو معرض في أي وقت للسمنة أكثر من أي شخص أخر، لافتا إلى أنها تؤثر على الصحة ومستوى الذكاء والصحة النفسية نتيجة التنمر، بالإضافة إلى قبوله في عدد من الكليات التي تتطلب شكل ووزن معين وبالتالي تكون عائق في تحقيق حلمه.
وقال الدكتور محمد رحيم في حديثه الخاص لـ'أهل مصر'، إننا نجد أن السمنة في بعض الفتيات يترتب عليها تأثيرات منها تكيسات مبايض وتؤثر عليها في الانجاب وفي الذكور تتسبب في العقم، وعن الأنيما فإنها تتسبب في حدوث فقدان للتركيز رغم إمكانية أن يكون الطفل ذكي وبالتالي ينتج عنها عدم قدرة على الاستيعاب، وعن التقزم 'حدث ولا حرج' فالفتيات طولها أصبح أقصر كثيرا والشباب كذلك، ففكرة أن تكون الوجبة مختلفة لكل طفل على حدة وفقا لما يعانيه هي فكرة أكثر من رائعة ولكنها تكلف الدولة كثيرا فهي إرهاق على الدولة ماديا وفي المتابعة الصحية.
وأضاف أخصائي التغذية العلاجية وعلاج السمنة، أن مشكلة التقزم خطيرة ويجب الانتباه لها مبكرا حيث يوجد هرمونات النمو التي يمكن للأطفال الحصول عليها حاليا، لافتا إلى أن مصر حصلت على موافقة من منظمة الصحة العالمية بإضافة الحديد على الخبز المدعم للمواطنين وهنا أصبح الأمر زيادة بأن يكون العناصر الغذائية تقدم في وجبة واحدة للأطفال فالبسكويت المدرسي مثلا سيكون عبارة عن وسيلة علاجية تحتوي على فيتامينات وكالسيوم وغيره فلا يوجد طفل لا يحب البسكويت مثلا فمريض السمنة سيحصل على نسبة بروتين وفيتامينات أعلى وتقليل النشويات والسكريات.
وتابع خلال حديثه، أن الطفل المصاب بالأنيميا سيحصل مثلا على وجبة تتضمن حديد وفوليك أسيد وفيتامين سي، وعن طفل التقزم سيكون هناك اهتمام بالكالسيوم والزنك والبروتين ويتم علاجه بعد عمل تحاليل والحصول على هرمونات النمو لمنع حالات التنمر، فالموضوع سيختلف من كل طفل للأخر، فكان في الماضي عبارة عن وجبة واحدة للكل ولكن أن تكون وجبة مخصصة لكل طفل على حدة فهو أمر مهم جدا وخطوة مهمة من مصر، مؤكدا على أهمية أن يكون هناك وعي في المنزل من الأسرة أن يكون النظام الغذائي في المنزل يسير بالتوازي مع الدولة.
ولفت إلى أهمية تناول الخضروات في المنزل وملعقة العسل صباحا وابعاد الطفل الذي يعاني من السمنة عن النشويات والسكريات بكثرة، وعن طفل التقزم سيكون مجال للسخرية والتنمر يجب أن يكون هناك اهتمام من الأهل ومتابعة الطول والوزن، لافتا إلى أن الطفل الذي يعاني من السمنة والأنيميا سيلاحظ الأهل النتائج المرجوة خلال عام واحد لكن طفل التقزم سيأخذ الأمر من الدولة سنوات لرؤية ذلك على أرض الواقع فهي خطوة مهمة ولا توجد في أي دولة.
أهمية الوجبة المدرسية للحد من التقزم والأنيميا والسمنة
أوضح الدكتور شريف حتة، استشاري الصحة العامة والطب الوقائي، أنه كان يذهب إلى مدرسة حكومية وكان حينها الوجبة المدرسية تتكون من بيضة وجبنة مثلثات وحلاوة طحينية وفاكهة وخبز أي وجبة متكاملة بها كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من بروتين ووكربوهيدرات وفيتامينات وسكريات وغيرها من العناصر المهمة لبناء جسم الطفل بشكل سليم.
وقال الدكتور شريف حتة في تصريحاته لـ'أهل مصر'، إنه من المهم الالتفات إلى صحة الطفل المصري بإعطائه وجبة مدرسية صحية بها العناصر الغذائية المتكاملة خلال يومه الدراسي ليكون أكثر قدرة على الاستيعاب والتركيز وبالتالي قادر على التحصيل الدراسي الجيد ومن ثم صناعة جيل لغد أفضل، مضيفا، أن وجبة التغذية المدرسية مهمة أكثر في حالة الأطفال الذين يعانون من عدم اهتمام الأهل بوجباتهم الغذائية والحالة الصحية.
وأضاف استشاري الصحة العامة والطب الوقائي، أن هناك خطورة شديدة للتقزم والسمنة والأنيميا في الأطفال لانها مشاكل ينتج عنها مشكلات صحية أخرى وبالتالي يجب حلها وعلاجها مبكرا وهو ما تقوم الدولة به حاليا من معرفة الحالة الصحية للأطفال في سن مبكر وبالتالي تحديد الوجبة المدرسية التي يحتاجها بالسعرات الحرارية وفقا لكل حالة.
وتابع استشاري الصحة العامة والطب الوقائي، أن وجبات التغذية المدرسية يجب أن تسير بالتوازي مع النظام الغذائي الذي تضعه الأسرة للطفل 'ميبقاش الدولة تعمل والأسرة تبوظ'، مؤكدا أهمية عودة الصحة المدرسية لنشأة جيل بصحة جيدة يعود بالنفع على الدولة.
خط ساخن ومعامل لتوفير حاجات الأطفال من هرمونات النموقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن حملة 100 مليون صحة، وفرت خطا ساخنا رقمه 106؛ لمتابعة الحالات والأسر والأطفال، واستقبالهم في عيادات الفحص التي بلغت 300 عيادة على مستوى الجمهورية، موضحة أن الوزارة تعاقدت مع معامل كثيرة لتسهيل الوصول إلى المدارس في الأقاليم؛ وتوفير حاجات الأطفال من هرمونات النمو.
وأضافت زايد خلال كلمتها أثناء فعاليات افتتاح المدينة الصناعية الغذائية سايلو فودز بمدينة السادات في محافظة المنوفية، اليوم الثلاثاء، أن المدينة الصناعية 'سايلو فودز' لا تقدم طعاما ولكنها تقدم غذاءً؛ مؤكدة أن الأطفال بحاجة إلى الغذاء الذي ينعكس بالإيجاب على المؤشرات الصحية، ويعوض الأطفال عما ينقصهم.
وزيرة الصحة: الوجبة المدرسة تحقق للطفل 25% من احتياجاته اليومية
وتابعت: نسقنا مع شركة سايلو فودز، وحددنا الوجبات وفقا لاحتياجاتهم وأعمارهم، واتفقنا على عناصر الوجبات وسعراتها الحرارية'، حيث أن المحافظات التي تعاني من زيادة في معدل الأنيميا ستشهد زيادة في معدل الوجبات، لافتة إلى أن الوجبة المدرسية تحقق للطفل 25% من احتياجاته اليومية، وفقا لمؤشرات منظمة الصحة العالمية، وسيتم تخصيص بقية الوجبات عن طريق منافذ بيع في المولات والنوادي والشوارع، ويستمر هذا النظام في الإجازات أيضًا.
واستكملت: 'سنقدم للأطفال بسكويت زي اللي بيقبلوا عليه الأطفال، ولكن المحتوى الغذائي هيكون مختلف ومكثف، وهنعرف الأطفال والأهالي السعرات الحرارية والفائدة التي ستعود عليه من الوجبات المدرسية'.
وزير التعليم: الوجبات الغذائية ستكون غير موحدة لطلاب المدارس
في حين قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إنه سيتم وضع المعايير القياسية للوجبات الغذائية بالتعاون مع وزارة الصحة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية ووزارة الزراعة؛ لوضع وجبة غذائية تتناسب مع الطلاب بداية من العام الدراسي المقبل، مضيفا أن الوجبات الغذائية لطلاب المدارس ستكون غير موحدة لجميع الطلاب، وعدد الأيام سيختلف حسب المرحلة العمرية.
وأوضح وزير التعليم أنه ستكون هناك وجبات مخصصة للمصابين بالتقزم غير الوجبة التي يحتاج إليها المصاب بالسمنة، مشيرا إلى أنه سيتم إنتاج وجبات بمواصفات عالمية وعالية الجودة، وعليها ختم وزارة الصحة والتربية والتعليم، خارج منظومة التغذية المدرسية، ويمكن لأولياء الأمور شراءها خارج الأعداد التي وفرتها الوزارة.
وأوضح وزير التعليم أنه يتم البدء في تنفيذ الخطة الاستراتيجية للتغذية المدرسية الممنهجة للعام الدراسي الجديد أكتوبر المقبل، بالتعاون مع مجمع الوثائق المؤمنة، لضمان حوكمة توزيع الوجبات المدرسية على الطلاب، كل حسب حالته، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك كارت لكل طالب بمرحلته التعليمية والصحية والوجبة التي خصصتها الوزارة.
الرئيس السيسي: الوجبة الواحدة تُكلف من 6- 7 جنيهات للطفل
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن 7.7 مليار جنيه تكلفة توفير وجبات المدارس إلى الطلاب، معلقًا: 'سأتحدث مع وزيرة الصحة بخصوص عدد أيام التغذية، وهل ستكون 150 يومًا'
وأضاف الرئيس السيسي: 'سيجرى تدبير 8 مليارات جنيه لتوفير الوجبات المدرسية للأطفال من باقي الوزارات'، 'الوجبة الواحدة تُكلف من 6 لـ 7 جنيهات للطفل'، وأكمل: 'لو كل أسرة عندها طفل أو اتنين هديله 15 جنيه في اليوم للوجبة.. حد يقولي خلي الدكتور مدبولي هو اللي يشيلها أو وزير التموين اللي يشيلها.. لا أنا اللي أشيلها قدام بلدي وناسي'.
استكمل الرئيس حديثه قائلا: 'مبقولش نغليه أوي زي ما بيكلفنا 50 أو 60 قرش.. ولكن هذا الأمر لازم يتوقف.. الدولة لها قدرات على تقديم أنشطة وإحنا مع بعض في ظل كورونا وقادرين على ترتيب هذه الأمور'، مضيفا: 'مصر بلد محترمة وبتجري على ناسها قدام ربنا والناس.. مينفعش أبيع 20 رغيف بعملة مش معروفة .. الولاد ميعرفوش يعني إيه 5 صاغ'.
المدينة الصناعية الغذائية سايلو فودز
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم افتتاح المدينة الصناعية الغذائية سايلو فودز بمدينة السادات في محافظة المنوفية وعدد من المشروعات الأخرى بمدن الدلتا.
وتعد سايلو فودز أكبر مدينة للصناعات الغذائية في العالم العربي، على مساحة 135 فدان، وبإجمالي 567 ألف متر مربع، وتعتبر إحدى روافد جهاز الخدمة الوطنية، والذي يحتوي على 10 مصانع لأكثر من منتج غذائي.
مبادرة الكشف عن الأنيميا والسمنة والتقزم
يذكر أن مبادرة الكشف المبكر عن أمراض 'الأنيميا والسمنة والتقزم' الخاصة بطلاب المرحلة الابتدائية، تستهدف فحص 14 مليون طالب فى المرحلة الابتدائية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، حيث أنه يتم من خلال المبادرة إجراء المسح الطبي للطلاب وقياس الوزن، والطول، ونسبة الهيموجلوبين بالدم، للكشف عن الأمراض الناتجة عن سوء التغذية، ووضع الآليات اللازمة لتحسين صحة الطلاب، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
ويجرى تحويل الحالات المصابة بأى من هذه الأمراض التي تشملها المبادرة إلى عيادات التأمين الصحي، لاستكمال الفحوصات اللازمة وصرف العلاج بالمجان، كما يتم تسليم هؤلاء الطلاب 'كارت متابعة' يحتوى على البيانات الخاصة بهم، وذلك لمتابعتهم دورياً والاطمئنان على حالتهم الصحية باستمرار من خلال 250 عيادة تأمين صحى بجميع محافظات الجمهورية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
