'أصعب لحظات حياتى عندما اتصلت على صديقة لي في محنة المرض الخبيث الكانسر وتُدعى (فاطمة) بعد ما غابت فترة فأردت أن أُعاتبها، فردَّت عليّ والدتها وقالت لى: (فاطمة تعيش انت يا محمود) فتأثرت كثيرًا بوفاتها، وحزنت أكثر وقلت في نفسي: يا ترى الدور على مين يا فاطمة؟' كلمات مؤثرة بدأ يروي بها الشاب البورسعيدى 'محمود طارق' الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الآداب بقسم تاريخ بجامعة بورسعيد، لـ'أهل مصر' تفاصيل قصته وتغلبه على مرض السرطان الذى تسبب فى إعاقته البصرية.
يقول صاحب الـ 24 عامًا: إننى الأخ الأكبر لأربعة أشقاء، وأصيبت بمرض 'ورم فى المخ' عندما كان عمرى 7 سنوات وقاومته بكل قوة و انتصرت عليه فى بدايته، واستكملت دراستى إلا أنه داهمنى مرة أخرى وأنا في عُمْر 11 عاما وفى تلك المرة تسبب فى إعاقة بصرية لى لأنه تسبب فى ضمور العصب البصرى، والتحقت بمدرسة النور للمكفوفين.
ويُضيف 'طارق'، أنه كان يمارس رياضة 'الجودو' وحصل على الميدالية الذهبية على مستوى الجمهورية فى تلك اللعبة والحزام الأسود والبدائى والبرتقالى، وكذلك حصل على درع أحسن لاعب، وفى تلك الفترة كان يتردد على مستشفى 57357 للعلاج وكان وقتها فى مرحلة الثانوية العامة، مضيفًا أنه عندما حصل على مجموع تعدى 85 % بمجهوده الشخصى ولم يحصل على أى درس خصوصى التحق بكلية الآداب قسم تاريخ بجامعة بورسعيد.
ويُتابع قاهر السرطان: 'فوجئت بعد ذلك بمداهمة المرض لى مرة ثالثة، مما جعلنى توقفت عن الدراسة للعلاج وأثناء غيابى من الكلية كان سيتم فصلى بسبب عدم الحضور إلا أن رئيس جامعة بورسعيد الدكتور أيمن إبراهيم تدخل لعودتى بعد فترة العلاج وبالفعل أنا الآن فى الترم الثانى والحمد لله ربنا تمم شفائى على خير للمرة الثالثة ولكنى ما زلت أتردد على مستشفى 57357 كل 6 أشهر للمتابعة.
واستطرد 'طارق': قهرت السرطان 3 مرات وتغلبت على الإعاقة البصرية بالرياضة حيث أننى أُمارس الآن فن المسرح فاشتركت بفرقة المكفوفين ببورسعيد، وأعتبر التمثيل فن راقى أُعبر به عما بداخلى من مشاعر، و وحصلت على ميدالية أولى فى تمثيل 'البمبوطى' كما أننى أعمل فى أحد مصانع الملابس الجاهزة بمنطقة الاستثمار، وأقوم بوضع 'التاكت' على البناطيل.
واختتم قاهر السرطان والإعاقة، حديثه قائلًا: 'إن الإعاقة هى إعاقة الفكر فالحمد لله رغم مداهمة مرض السرطان لى للمرة الثالثة إلا أننى دائمًا أتباهى بقوتى وإرادتى وأقول أننى أستطيع أن أفعل ما لا يستطيع المبصر أن يفعله فنحن حقًا قادرون باختلاف، وأتمنى من الدولة أن تولي اهتمامًا أكثر بذوى الاحتياجات الخاصة بتعيينهم فى القطاع الحكومى بدلًا من تعيينهم فى القطاع الخاص بنسبة الـ 5% و التى ينظرون إلينا بها نظرة شفقة وإحسان'.