مشروع قانون يطالب بتجريمها في المدارس الخاصة والدولية
برلمانية: ظاهرة اجتماعية خطيرة تتعارض مع نصوص الدستور والاتفاقيات الدولية
خبير تربوي: التجانس الطبقي هام داخل المدارس لكن يجب تعديل نظام القبول
د. جمال فرويز: رفض الطالب يؤثر عليه نفسيًا ويشعره بالدونية
تثير انترفيوهات المدارس الخاصة الكثير من الجدل خلال الفترة الأخيرة، نظرًا لحرص الكثير من المواطنين على إلحاق أبنائهم بصفوف المدارس الخاصة والدولية في الدفعة الجديد 2022-2023، لكن وضعت العديد من المدارس شروطا لقبول الأطفال كـ"اجتياز الانترفيو، وحصول ولي الأمر على مؤهل عالي، وإجادته للغات الأجنبية، وهو ما يعيق الكثيرين، ويروا فيها اشتراطات غير عادلة، نظرًا لرغبة الملايين من العائلات، والذين لا تتوافر بهم تلك الاشتراطات في تعليم أبنائهم بشكل جيد.
كشفت النائبة فاطمة سليم، عضو مجلس النواب، عن إعدادها لمشروع قانون يطالب بتجريم انترفيوهات المدارس الخاصة والدولية، حيث أوضحت في المذكرة التوضيحية للقانون، أنها تعد ظاهرة اجتماعية خطيرة تتعارض مع نصوص الدستور والاتفاقيات الدولية، خاصة الشروط الخاصة بحصول والدي الطفل على مؤهل عالي، وإجادة اللغات الأجنبية، مشيرة إلى أن حرمان لأى شخص من دخول أي من المدارس الخاصة أو الدولية بسبب عدم حصول الأب أو الأم على مؤهل عالي يعد انتهاكا جسيما للدستور والمواثيق الدولية، ويتطلب وضع عقوبة رادعة.
وأشارت النائبة فاطمة سليم، إلى أن قانون التعليم رقم ١٣٩ لسنة ١٩٨١ وتعديلاته بالقانون رقم ١٦ لسنة ٢٠١٩، لم يتضمن أي نصوص تتعلق بتلك الاشتراطات، وأن كافة المواثيق الدولية تتعارض مع تلك الاشتراطات وخاصة الاتفاقيات الخاصة بحقوق الإنسان في التعليم ومنها الاتفاقية الخاصة بمكافحة التمييز في مجال التعليم والتي اعتمدها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في ١٤ ديسمبر ١٩٦٠.
وقالت النائبة نجلاء محمود أحمد، وشهرتها نجلاء العسيلي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي في البرلمان، إن انترفيو المدارس الخاصة والدولية، يتم إجراءه لرغبتهم في اختيار طفل متعلم بالفعل، وهذا غير منطقي، فالمباح أن يرغبوا في قياس درجة ذكاء الطفل، لكن أن تختبر المدرسة الطفل، والأب، والأم، فهذا غير مسموح.
وأشارت النائبة نجلاء محمود، إلى أن تلك الشروط تعرقل مسار التعليم، مشددة على وجوب تقنين الأسئلة والشروط، بما يتناسب مع نفسية الطفل، وإدراكه في هذه المرحلة، والتأكد أنه يتمكن من الكلام، وحواسه جيدة، لكن لماذا أذهب لأختبر ابني، ومن المفترض أن يتلقى التعليم في المدرسة.
وأضافت: "هناك شروط أخرى كوجوب أن يكون الوالدين حاصلين على مؤهل عالي، ويتقنوا لغات أجنبية، وهذا لرغبة المدارس الخاصة والدولية في الاعتماد عليهم، لكن هنا أين دور المدرسة، ففي السابق أصبح الكثير أطباء وعائلاتهم غير متعلمة، والآن يشار لهم بالبنان.
وصرح الدكتور محمد عبدالعزيز، الخبير التربوي، بأنه من المفترض أنه في المدارس الخاصة يدفع الطالب مصاريف للتعليم، حيث يكون التعليم على حساب ولي الأمر، فعندما يكون الطالب بعمر الرابعة لا يكون متمكنًا من الحديث بعد، ونضعه تحت اختبار فيكون ضغط عليه.
وأكد الدكتور محمد عبد العزيز، أن وضع شروط لقبول الطلاب في المدارس الخاصة والدولية، أمر عادي، حيث أن التجانس الطبقي هام جدًا داخل المدارس، فالمسألة المادية غير مرتبطة بمستوى اجتماعي معين، مطالبًا بألا يكون هناك تجريم لإجراء الانترفيوهات، لكن تعديل نظام القبول، بشكل لا يضع التلميذ تحت ضغط عصبي، وعمره 4 سنوات، فعندما يتم اختباره في أشياء أكبر من عمره، سيسقط في المقابلة، لكن الأهم المستوى الاجتماعي لأولياء الأمور، وذلك في صالح سير العملية التعليمية، والطلاب.
وأشار الدكتور محمد عبدالعزيز، إلى أهمية إجراء مقابلة مع أولياء الأمور والحديث معهم، لإيضاح المستوى الثقافي لديهم، وكيفية تعاونهم مع المدرسة لإنجاح العملية التعليمية، لكن وضع الطفل في اختبار ليكون الفيصل في قبوله من عدمه فهذه مشكلة.
واستطرد عبدالعزيز، أن شروط القبول تختلف على حسب المدرسة، والمستوى الراغبة في الوصول إليه، حيث أن ولي الأمر شريك مع المدرسة في تربية الطفل وتعليمه، حتى لو كانت المدرسة خاصة فالبرامج التعليمة ليست كافية لإيصال التلميذ للمستوى المطلوب، أما مسألة أن المدارس الخاصة أو الدولية تشترط إجادة ولي الأمر للغات الأجنبية، فذلك يعتمد على البرنامج التعليمي الذي تقدمه المدرسة، للحفاظ على مستوى التلميذ.
وأضاف عبد العزيز أنه يجب إعادة صياغة المعايير الخاصة بنشأة المدارس الخاصة حيث يجب وضع معايير جديدة بمعني أن الطفل لا يجلس كالمدارس الحكومية فترة معينة، فيجب أن نطور اليوم الدراسي أكثر حتى إذا كان هناك تلميذ متعثر يتم تقويمه من قبل المدرسة ليس ولي الأمر، فبالتالي يتم التجاوز عن مشاركة ولي الأمر في متابعة التلميذ من المنزل، ولكن ثقافة ولي الأمر مهمة جدًا.
وأشار إلى أنه عندما يكون الطفل ذكي ولديه مهارات جيدة، ويُرفض في المدرسة نظرًا لعدم حصول ولي الأمر على مؤهل عالي، يكون ظلم للطفل، وذلك يعتمد على المدرسة حيث أن بعض المدارس تقبل.
واقترح أنه في حالة كان ولي الأمر غير حاصل على المؤهل العالي، أو يجيد اللغات الأجنبية، يمكن للمدرسة إجراء تدريب له في ضوء المعايير التي تسير بها المدرسة، حيث تعد تلك الشروط عدم مساواة.
صرح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن انترفيوهات المدارس الخاصة والدولية هدفها اختيار الطلاب الراغبين فيهم، خاصة لو مدرسة لها اسم و سمعة، فهم يرغبون في إلحاق طالب جاهز بالمدرسة، فهذه نقطة ضعف، فعند رفض الطالب يتأثر نفسيًا، ويشعر بالدونية وهناك لقاءات للإيحاء أن بها اختبارات فقط.
وبالنسبة لـشرط حصول الوالدين على مؤهل عالي، وإجادتهم للغة أجنبية، أشار الدكتور جمال فرويز، إلى أنه شرط تم وضعه لتقليل نسب الطلبة، فوجهة نظرهم عندما لا يجيد أحد الوالدين اللغات الأجنبية، والتعليم بتلك المدارس باللغات الأجنبية، فمن سوف يتابع معه، فهم يرغبون في طفل جاهز، بينما في الأصل يجب أن تهيئ المدرسة الطالب، ولكن الآن الاعتماد الأكبر يكون على عاتق الاسرة.
وأوضح "فرويز"، أن تلك الشروط بإمكانها تقليل الانتماء والولاء للمكان، فإذا هاجروا به إلى فرنسا أو ألمانيا سوف يلتحق بالمدارس هناك، ولكن في دولتهم يتم رفضه، فتلك مقاييس ومعايير تم وضعها بدون أي معايير عادلة، حيث يتم ربطها بالمستوي التعليمي للأب والأم، فظلمت الطفل بتعليم أهله، فبالتالي لا تريد أن ترفع المستوى الخاص بتلك الأسرة نهائيًا.