الرئيس السيسي لصحيفة يابانية: لن نتدخل في السياسة الداخلية لأي دولة حتى لا نزيد الوضع تعقيداً (الحوار كامل)

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي حول القتال بين الفصائل المتحاربة في السودان'كثير من السودانيين يفرون إلى مصر ونحن نواجه صعوبات، ورغم ذلك نحن لم نترك أشقاءنا'، وفي إشارة إلى استضافة اليابان قمة مجموعة السبع لهذا العام، قال السيسي إنه مصر مستعدة للتعاون مع اليابان من أجل وقف إطلاق النار في السودان وكذلك الانتقال إلى حكومة مدنية.

جاء ذلك في مقابلة حصرية استمرت 70 دقيقة مع صحيفة أساهي شيمبون، أدلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بتصريحات اقتصادية وسياسية هامة، وجرت المقابلة قبل لقاء بين السيسي ورئيس الوزراء فوميو كيشيدا، حيث كانت مصر المحطة الأولى في جولة كيشيدا الأفريقية التي شملت أربع دول.

مصر استقبلت 9 مليون لاجئ ليس فقط من السودان

واضاف الرئيس السيسي بسؤاله عن اللاجئين في مصر، أنه يوجد بالفعل ملايين السودانيين في مصر، لكننا لا نشير إليهم كلاجئين بل ضيوف، وهناك ما بين 8 و 9 ملايين ضيف من ليبيا وسوريا واليمن ودول أفريقية أخرى، ووسط الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، فر العديد من السودانيين، لذا تواجه مصر أيضًا مشاكل، إننا نشهد تضخمًا وأسعار السلع الاساسية مرتفعة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية ورغم ذلك نحن نحاول أن نعمل على إصلاح اقتصادنا بشكل جيد ونجحنا في ذلك.

تعاون مصري ياباني لوقف إطلاق النار في السودان

وفي إشارة إلى الصعوبات الاقتصادية العالمية الناجمة عن الحرب الروسية الاوكرانية، قال السيسي: 'إذا قبلنا المزيد من السودانيين، فستشعر مصر بالتأكيد بالآثار ولكننا نحاول حل الأزمة من أجل الشعب السوداني'.

واضاف الرئيس 'سنقدم الدعم للحوار بين السودانيين من أجل إنهاء القتال وتشكيل حكومة مدنية مؤقتة وإجراء انتخابات، وبما أن اليابان عضو في مجموعة السبع، يجب أن تكون جهودنا نحو تلك الأهداف'.

واكد الرئيس السيسي أن المنطقة كلها يمكن أن تتأثر، بما يحدث في السودان نحن نبذل قصارى جهدنا لإجراء مناقشات بين الجيش وقوات الدعم السريع، لكن لا يمكننا أيضًا أن نجعل الأمر أكثر تعقيدًا ، لذلك نحن حريصون على عدم التدخل في شؤونهم الداخلية، جهودنا هي من أجل تشكيل حكومة انتقالية حتى تتمكن السودان من إجراء الانتخابات وتنصيب حكومة مدنية.

تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على العالم

وقال إن مصر والعديد من الدول النامية تأثرت اقتصاديا بالحرب الروسية الأوكرانية من خلال أزمة الغذاء وارتفاع أسعار المستهلكين.

دعم من المجتمع الدولي لأزمات المنطقة

قال الرئيس السيسي في هذا الشأن نأمل في دعم يرسخ الاستقرار في سوريا واليمن وليبيا والسودان، وبمجرد استقرار الوضع ، سيعود أولئك الذين فروا من بلدانهم إلى ديارهم، أريد إجراء تبادل صريح لوجهات النظر مع رئيس الوزراء كيشيدا لتأكيد ما يمكننا القيام به.

واضاف أن منطقة الشرق الأوسط عانت كثيرا لمدة 10 سنوات، لذا جميع الدول توصلت إلى أن الخيار الوحيد المناسب لسياستها الخارجية هو تخفيف التوتر والمصالحة، لا تتدخل الدبلوماسية المصرية في السياسات الداخلية للدول الأخرى، لكنها كانت دائمًا تتمتع بالصبر الاستراتيجي لانتظار تحسن الوضع.

ونحن نرحب بمساهمات الصين واليابان والولايات المتحدة ونأمل في التوصل إلى حل مبكر للأزمة بين روسيا وأوكرانيا حتى يعود السلام، سندعم أي دولة يمكنها المساهمة في ذلك القرار.

استثمار الشركات اليابانية في قناة السويس

أكد الرئيس السيسي أن الدولة المصرية واصلت جهدها لتقديم نظام التعليم الياباني إلى مصر وحتى الآن تم تطبيقه في حوالي 50 مدرسة، نحن نخطط لتوسيع هذا الأمر، لذا أريد أن تشارك العديد من الشركات اليابانية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فهي مركز رئيسي للتجارة الدولية.

المباحثات اليابانية المصرية

صرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن مباحثات القمة المصرية اليابانية شهدت الاتفاق على ترفيع العلاقات بين مصر واليابان إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية*، كتتويج لمسيرة ممتدة من العلاقات التاريخية المتجددة بين البلدين الصديقين

كما بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي المشترك بين البلدين، خاصةً في مجالات الاستثمار والتجارة، والتعليم، والصحة، وتكنولوجيا المعلومات، والنقل، والطاقة المتجددة، وكذلك المتحف المصري الكبير، الذي يعد علامة بارزة على التعاون التنموي المثمر بين الدولتين.

وتطرقت المباحثات أيضاً إلى الجهود الجارية لصون وترسيخ السلم والأمن على المستوى الدولي، حيث جرى تبادل لوجهات النظر حول عدة موضوعات، من بينها الأزمة الروسية الأوكرانية، وجهود منع انتشار الأسلحة النووية، وتعزيز العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف وإصلاح منظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

كما تم تناول تطورات عدد من القضايا الإقليمية لاسيما القضية الفلسطينية، وسد النهضة.

وفيما يتعلق بالسودان؛ تم التوافق بشأن ضرورة تحقيق وتثبيت وقف إطلاق النار، ودفع جهود الحوار السياسي واستكمال المرحلة الانتقالية، كما ثمن رئيس الوزراء الياباني في هذا الصدد المساعدة التي قدمتها مصر لإجلاء الرعايا اليابانيين من السودان، متقدماً بخالص التعازي إلى مصر حكومةً وشعباً في استشهاد أحد أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بالخرطوم أثناء أداء واجبه.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الزعيمين شهدا بعد انتهاء المباحثات مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات بين مصر واليابان في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والشئون القانونية والقضائية، والمرحلة الأولى للخط الرابع لمترو الأنفاق، فضلاً عن الشراكة بين وزارة التعاون الدولي والبنك الياباني للتعاون الدولي، وأعقب ذلك عقد مؤتمر صحفي