مع اقتراب دخول عيد الأضحى، وزيادة أسعار اللحوم التي شهدت ارتفاع غير مسبوق خلال الفترة الحالية، تجدد الحديث عن عملية استزراع اللحوم، على أمل أن تكون طوق النجاة للفرار من صعوبات وضغوطات الحياة التي دفعت البعض للبحث عن أفكار جديدة.
وبحسب الخبراء يعتبر إنتاج اللحوم المستنبتة أو المزروعة عملية تتم من لحوم حيوانية أصلية يتم إنتاجها عن طريق زراعة الخلايا الجذعية العضلية الحيوانية مباشرةً، وطريقة إنتاج هذه اللحوم تلغي الحاجة إلى تربية الحيوانات من أجل الغذاء، وتُصنع اللحوم المزروعة من نفس أنواع الخلايا مرتبة في بنية متشابهة مثل الأنسجة الحيوانية.
وتوصل فريق بحثي من جامعة طوكيو في2021، إلى أن عملية تصنيع اللحوم المستزرعة بالخلايا أمامها طريق طويلة قبل أن تتمكن من العمل وتحقيق عائد مقبول على الاستثمار، بافتراض أنه سيتم تطوير التكنولوجيا لتقليل تكلفة وسط زراعة الخلايا بما في ذلك (بدائل هرمون النمو) وشراء المكونات بكميات كبيرة.
أستاذ اقتصاد حيواني: «الناس في مصر بتحب تشوف اللحمة حية.. وأعتقد أن أغلب الناس لن تتقبلها»
ومن جانبه قال الدكتور علي إبراهيم، أستاذ الاقتصاديات الحيوانية، بجامعة الزقازيق، أن مسألة استزراع اللحوم مازال في نطاق الدراسة والتجارب في مصر.وأضاف أستاذ الاقتصاد الحيواني، في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن عملية استزراع اللحوم أعتقد أن أغلب الناس لن تتقبلها.
وأضاف 'إبراهيم'، قائلًا: 'الناس عندنا هنا في مصر بتحب تشوف اللحمة حية، وتكون مذبوحة بطريقة حلال'، مشيرًا إلى أن عملية الاستزراع ستكون بطريقة مُخلقة لن يقبلها المستهلك.
وعن وجود فائدة للحوم المستزرعة من عدمها، أكد الدكتور علي إبراهيم، قائلًا: 'مليون في الميه هيكون ليها فائدة، لكن الفائدة المطلقة سنتأكد منها بعد طرحها بالسوق المصري، وإجراء تجارب عليها والتأكد من محتواها ومن البروتين الذي يوجد بداخلها ومن الفيتامينات.
وتابع علي إبراهيم قائلًا: ومن الوارد أيضًا أن يكون بها أشياء ضارة، لأن أي شىء مستحدث يكون له عيوب.
وبسؤاله عن هل عملية استزراع اللحوم ستكون آمنة من وقت تصنيعها حتى وصولها للمستهلك، أكد 'إبراهيم'، قائلًا: 'من الوارد أن تكون غير آمنة وذلك نتيجة التداول مثل ما يحدث مع اللحم المفروم، ولن تكون مثل الطازة مطلقًا'.
وفي معرض رده على سؤال هل ستكون عملية استزراع اللحوم مكلفة اقتصاديًا، أكد أستاذ الاقتصاد الحيواني، أنه بعد الطرح في الأسواق يمكن في ذلك الوقت تقيمها وجدواها الاقتصادية، لكن لا يمكن الجزم في الوقت الحالي.
عميد كلية الزراعة: خصائص اللحم المستزرعة ليست نفس «البيعية» ولكن الفائدة واحدة
ومن جانبه قال الدكتور أحمد جلال، عميد كلية الزراعة جامعة عين شمس، إن اللحوم المستزرعة ليست جديدة على العالم، إذ بدأت فكرتها في 1934.
وأوضح «جلال»، أن المصطلح الصحيح هو استزراع اللحوم وليس زراعة اللحوم، مشيرًا إلى أن الاستزراع تم في 3 مجالات؛ المجال الأول وهو النبات عبر زراعة الأنسجة والخلايا النباتية، مشيرًا إلى أنه بدأ في عام 1986 عبر إنشاء معمل لزراعة الأنسجة بكلية الزراعة بجامعة عين شمس.
وأشار «جلال»، في تصريح تليفزيوني، إلى أنه بدأ التفكير في نقل الفكرة من النبات إلى الإنسان، عبر الخلايا الجذعية، إذ تم التفكير في إنشاء بنك للأعضاء، ولكن لم يكلل حتى بالنجاح، لافتًا إلى استخدام الخلايا الجذعية في علاج سرطان الدم.
وبين أن الاستزراع يكون عن طريق الخلايا الجذعية واستخدامها في زراعة قطعة لحم عبر أربع مراحل؛ الأولى عبر استخلاص الخلايا الجذعية، وبعدها توضع الخلايا في بنك الخلية، ثم يأخذ جزء منها لإجراء عملية إنماء وتطوير لها داخل معامل متخصصة ومعقمة، إذ تتحول الخلايا من ملايين إلى مليارات، وبعدها تتم عملية التخصصية، إذا تبدأ الخلايا في تكوين أنسجة، ثم يتم تمريرها على «اسكال فولدنج»، إذ يكون النسيج عضلة، وفي النهاية يكون قطعة اللحم.
وكشف عميد كلية الزراعة جامعة عين شمس، أن خصائص قطعة اللحم المستزرعة ليست نفس خصائص قطعة اللحم العادية، ولكنها تحمل نفس الفائدة الصحية.
وكيل لجنة البيطريين: يتم تنفيذ هذا الأمر بطريقة عملية معقدة
ومن جانبها أكدت الدكتورة شيرين علي زكي، وكيل نقابة الأطباء البيطريين، أن موضوع زراعة اللحوم ليس جديد، إنما معروف في العالم منذ ما يقرب من عشر سنوات تقريبا في هولندا.
وأضافت شيرين علي زكي، في تصريح تليفزيوني، في وقت سابق أن هذا ليس أمرا جديدا، وتم الإعلان عنه في هولندا منذ عشر سنوات، وهذا النوع من اللحوم شهد تطور إلى أن وصل إلى أقرب ملمس وقوام للحوم.
وتابعت وكيل نقابة الأطباء البيطريين، أنه يتم تنفيذ هذا الأمر من خلال خلايا جذعية لحيوان، في معامل، بطريقة عملية معقدة، ويحدث تكاثر عددي للخلايا.
وأكملت أن تفكير العلماء في هذا الاتجاه، أولا بسبب التكاثر العددي لسكان العالم، والتغيرات المناخية التي أثرت بالسلب علي الطبيعية.