بدأ العام الدراسي الجديد ومعه بدأت معاناة أولياء الأمور بسبب ارتفاع المصروفات المدرسية والدروس الخصوصية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتي أثرت على عدد كبير من المواطنين في مختلف الطبقات، حيث يجد الكثير من أولياء الأمور صعوبة في توفير المصروفات المدرسية التي ترتفع كل عام عن العام السابق له، بالإضافة إلى صداع الدروس الخصوصية التي يستنزف الكثير من الأموال، والكتب الخارجية أيضًا التي أصبح شراؤها مشكلة كبيرة لدى معظم أولياء الأمور، بعد ارتفاع أسعارها في الأسواق.
ولحل هذه المشكلات والتخفيف عن كاهل أولياء الأمور، قدمت وزارة التربية والتعليم عدد من البدائل، والتي أبرزها مجموعات الدعم المدرسية التي يمكن أن تغني عن الدروس الخصوصية وتقضي عليها، بالإضافة إلى طرح جميع المواد الدراسية بأسلوب مبسط ومفيد عبر منصاتها على مواقع الإنترنت، وهذا من أجل القضاء على مشكلة ارتفاع أسعار الكتب الخارجية في الأسواق، وتوفر الوزارة أيضًا وجبات مدرسية مفيدة ومغذية للطلاب، والتي تم تحضيرها تحت مواصفات قياسية لتعزيز نشاط الطلاب وتقوية الذاكرة والتركيز.
أولياء الأمور
في هذا الصدد، قال دكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ العلوم والتربية في جامعة عين شمس، إن وزارة التربية والتعليم حاولت قدر المستطاع التخفيف عن كاهل أولياء الأمور في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد في الفترة الحالية، مشيرًا إلى أنها اتخذت بالفعل عدد من الإجراءات والقرارت، وأبزرها تقسيط المصروفات المدرسية على ثلاث دفعات، وتحاول فرض الرقابة على المدارس الخاصة التي لا تقوم بتطبيق هذا القرار، حيث إن هناك الكثير من المدارس الخاصة غير التابعة للحكومة التي تعزف عن تطبيق هذه هذه القرارات، لكن الدولة تحاول التعامل معها وإجبارها على التنفيذ.
مجموعات الدعم المدرسية
وعن مجموعات الدعم المدرسية، قال عبدالعزيز، إنه لا شك في أن قرار هذه المجموعات في مختلف المدارس، يعتبر خطوة إيجابية على الطريق الصحيح للقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية التي تلتهم نحو 47 مليار جنيهًا من جيوب أولياء الأمور بشكل سنوي، لكن قد يكون لها بعض السلبيات، وهي أنها يمكن أن تخلق تعليمًا موازيًا، وقد يترك المعلم الشرح في الحصص المدرسية في مقابل بذل قصارى جهده في تلك المجموعات.
الوجبات مجانا
وعن الوجبات المدرسية التي تطرحها الوزارة، قال إن الأفضل أن يكون هناك 'كانتين' داخل المدرسة يتم فيه صرف الوجبات للطلاب بشكل مجاني، على أن يتم تحضير هذه الوجبات في المدرسة تحت إشراف متخصصين.
الأنشطة الترفيهية
وأشار إلى ظاهرة عزوف معظم الطلاب عن الذهاب للمدرسة بعد فترة من بدء الدراسة، وقال إن عدد كبير من الطلاب يقومون بهذا منذ بداية جائحة كورونا، وأن الحل يكمن في تشجيع الطلاب من خلال تفعيل الأنشطة المدرسية الترفيهية التي تُحبب الطلاب في المدرسة.
معارض أهلًا مدارس
في نفس السياق، قالت أمل عصفور، عضو لجنة التعليم في مجلس النواب، إن الوزارة حاولت تخفف العبء عن المواطنين وأولياء الأمور بأكثر من حل وبديل، وأبرزها معارض أهلًا مدارس التي تم تدشينها في عدد من محافظات الجمهورية، والتي وفرت جميع مستلزمات المدارس بأسعار مناسبة للفئات الأكثر احتياجًا.
تقسيط المصروفات
وأشارت عصفور إلى أن وزير التربية والتعليم قد أصدر عدد من القرارات بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، ومنها قرار تقسيط المصروفات المدرسية على أكثر من دفعة.
تحمل الغير قادرين
وأضافت عضو لجنة التعليم في مجلس النواب، أن وزارة التربية والتعليم تعاونت مع وزارة التضامن الاجتماعي لتحمل مصروفات الطلاب غير القادرين على دفع المصروفات المدرسية.
الأنشطة التفاعلية
ونوهت عصفور إلى وجود عدد من المنصات التابعة لوزارة التربية والتعليم عبر مواقع الإنترنت، والتي تم طرح فيها المواد الدراسية مع شرح مبسط ومفيد، للقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، وأشارت إلى أهمية دور المدارس في جذب الطلاب من خلال الأنشطة التفاعلية.
على صعيد متصل، قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، إن وزارة التربية والتعليم حرصت على تنظيم مجموعات الدم للطلاب بهدف زيادة نسبة الحضور في المدارس والقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، حيث إن هذه المجموعات تستهدف جذب الطلاب لتحصيل المنهج الدراسي بشكل تفاعلي أكثر.
وأكد شحاتة، اختيار أفضل المعلمين المتميزين لتدريس المواد المختلفة للطلاب، كما أنه سيتم منح المعلم أيضًا أجر مقابل كل حصة دراسية.