سجل فوز زهران كوامي ممداني بمنصب عمدة نيويورك سابقة تاريخية، ليصبح أول مسلم يتولى قيادة واحدة من أهم مدن العالم،هذا الإنجاز السياسي لم يمر مرور الكرام، خاصة في الأوساط العربية، التي تابعت باهتمام تحولاً يعكس اتساع مساحة الحضور العربي والمسلم في مراكز صنع القرار الأميركي،أيضا تابعت الأوساط السياسية الأمر باهتمام شديد خاصة مع معرفة مواقف 'ممداني' المؤيدة للفلسطينيين.
فلسطين في قلب رؤيته السياسية
منذ بداياته، اتخذ ممداني موقفاً صريحاً ونادراً بين السياسيين الأميركيين تجاه القضية الفلسطينية، معلناً دعماً لا لبس فيه لحق الفلسطينيين في الحرية وإنهاء الاحتلال.
هذه الجرأة السياسية استقبلها الشارع العربي، ومنه الشارع المصري، بتقدير، حيث يُنظر إليه كصوت يُعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية داخل الساحة الأميركية التي طالما انحازت تقليدياً لإسرائيل.
انتقاد واضح للسياسات الإسرائيلية
لم يكتفِ ممداني بالدعم المعنوي للحقوق الفلسطينية، بل انتقد بشكل مباشر السياسات الإسرائيلية التي تصفها منظمات دولية بأنها نظام فصل وتمييز.
وذهب أبعد من ذلك بإعلانه رفض تعريف إسرائيل كـ'دولة يهودية'، معتبراً أن هذا التوصيف يهدم مبدأ المواطنة المتساوية.
وتتابع الدوائر السياسية والإعلامية في مصر هذا الموقف غير المعتاد في السياسة الأميركية، خاصة أنه يتحدى خطاباً مدعوماً من قوى ضغط قوية.
كيف هاجمته الصحف الإسرائيلية؟
لم تتأخر وسائل الإعلام الإسرائيلية في مهاجمة ممداني، واعتبرت أن وجود سياسي بهذه الرؤية على رأس مدينة نيويورك تطور مقلق لإسرائيل. ووصفته بعض الصحف هناك بأنه 'خطر على العلاقات الأميركية–الإسرائيلية'.
صحيفة تايمز أوف إسرائيل
ركزت على وصف ممداني بأنه مرشح 'اليسار المتطرف' واهتمت بتوثيق ردود فعل نواب ومسؤولين إسرائيليين الذين عبّروا عن قلقهم من مواقفه السابقة تجاه إسرائيل، وووصفته بقائد اليسار المتطرف
صحيفة جيوراليزم بوست
قالت أن نيويورك اختارت عمدةً عنصريًا، شعبويًا، وإسلاميًا شيعيًا علنيًا، ووصفته بأنه النموذج المثالي لـ'الجهاد الصامت، ووصفت ماحدث في الانتخابات بأنه جرس إنذار مدو ليهود نيويورك الذين يرغبون في العيش لينتقلوا إلى المكان الذي ينتمون إليه: 'أرض إسرائيل. هذا هو وطنهم'
صحيفة يديعوت أحرنوت
جاءت الصحيفة بعنوان:انقسام داخل يهود نيويورك مع اقتراب زهران ممداني من الفوز بمنصب العمدة
حظى ممداني بدعم شريحة من اليهود التقدميين بفضل وعوده بخفض تكاليف المعيشة وتعزيز العدالة الاجتماعية، في حين يرفضه آخرون بسبب موقفه الحاد من إسرائيل وانتقاده للحملة العسكرية في غزة التي وصفها بالإبادة، رغم إدانته العلنية لهجمات 7 أكتوبر.
زعماء دينيون بارزون أعربوا عن قلقهم، فيما دعا آخرون لعدم تحويل الخلاف السياسي إلى صراع داخلي بين اليهود، بعض الحاخامات رفضوا تأييد أي مرشح، بينما وقّع أكثر من ألف رجل دين يهودي بيانًا ضد ممداني.
ويذكر أن 'ممداني' قال إن انتخابه يمثل 'بداية عصر جديد'، مؤكدًا أن أولويته مواجهة أزمة تكلفة المعيشة الأكبر منذ زمن العمدة فيوريلو لاغوارديا. لكنه يواجه تحديات أبرزها تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة بسبب انتخابه.
وشهدت الانتخابات أيضًا نجاحات كبيرة للديمقراطيين في نيوجيرسي، فيرجينيا، وكاليفورنيا، وعلق ترامب على الخسائر الجمهوريين بأن اسمه لم يكن على ورقة التصويت، معتبرًا أن ذلك أحد أسباب الخسارة، قبل أن يعود للإشادة بنفسه قائلًا حققت أعلى نسب مشاهدة منذ سنوات.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
