استيقظ لبنان اليوم على انطلاق مسيرات في أكثر من منطقة بالبلاد، والتي قرر منظموها أن يكون التقائهم في محيط مجلس النواب بالعاصمة بيروت، وسط تعزيزات أمنية كبيرة للجيش وقوات الأمن الداخلي، مما أدى إلى اندلاع مواجهات واشتباكات بين الجانبين بمحيط المجلس، لتأخذ الاحتجاجات اللبنانية المتواصلة منذ أكتوبر الماضي منعطفا تصعيدا جديدا يعزز من تفاقم الأزمة ويطيل أمدها.
وانطلق المتظاهرون- الذين رفعوا شعار 'لن ندفع الثمن'- من ساحة ساسين في الأشرفية، باتجاه وزارة المالية في العدلية، في طريقهم إلى بيروت، على أن يلتقوا بمتظاهرين قادمين من البربير والدورة، لينضم إليهم القادمون من طرابلس والشمال، ثم يتوجهوا سوياً إلى ساحة الشهداء ومداخل مجلس النواب، حيث التجمع المركزي بالعاصمة.
وذكرت صحيفة 'النهار' المحلية عن تواجد أكثر من ألف عنصر من مكافحة الشغب سيقومون بوضع الحواجز الحديدية على المداخل المؤدية إلى المجلس.
وتجمع حشد من المحتجين في ساحة عبد الحميد كرامي من أبناء طرابلس وعكار والضنية والمنية والكورة حيث كانت الحافلات والسيارات بانتظارهم للانطلاق إلى بيروت للمشاركة في المسيرة.
قوات الأمن تتدخل
وعلى إثر هذه التجمعات، شهد وسط بيروت مواجهات بين عناصر مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي والمحتجين الذين تجمّعوا أمام مدخل مجلس النواب في شارع بلدية بيروت. وأفاد موقع قناة 'الجديد' اللبنانية، اليوم، بأن 'أعداد المتظاهرين تتزايد في محيط ساحة النجمة والبعض منهم يطلق المفرقعات النارية'.
وأضاف الموقع أن 'بعض المتظاهرين حاولوا إزالة الشريط الشائك الذي وضعته القوى الأمنية واستخدموا العوائق الحديدية لاقتحام المدخل المؤدي الى ساحة النجمة وألقوا بالحجارة وكل ما توافر في أيديهم باتجاه العناصر الأمنية، فيما ردت قوات الأمن باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيّلة للدموع'.
وبحسب بيان لقوى الأمن الداخلي اللبنانية، عبر 'تويتر'، 'جرى التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب، لذلك نطلب من المتظاهرين السلميين الابتعاد من مكان أعمال الشغب حفاظاً على سلامتهم'.
حرق مخيم احتجاج
وفي هذه الأثناء، اشتعلت النيران في مخيم احتجاج بوسط بيروت مساء اليوم مما أدى إلى احتراق خيام وتصاعد ألسنة اللهب، ولم يتضح سبب الحريق، فيما نفت قوى الأمن الداخلي تقارير إعلامية عن قيام بعض أفرادها بحرق المخيم الذي أقامه نشطاء في الأشهر الأخيرة في إطار الاحتجاجات التي عمت البلاد منذ أكتوبر الماضي.
مطلب رئاسي
ومع تصاعد أعمال العنف والاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، طلب الرئيس اللبناني، ميشال عون، من الجيش وقادة الأمن استعادة الهدوء بوسط العاصمة. وبحسب موقع قناة 'ال بي سي' اللبنانية قام 'عون' بسلسلة اتصالات 'للحفاظ على أمن المتظاهرين السلميين وإعادة الهدوء إلى وسط بيروت'.
وقال الموقع: 'اتصل رئيس الجمهورية ميشال عون بكل من وزير الدفاع ووزيرة الداخلية وقائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، ودعاهم للحفاظ على أمن المتظاهرين السلميين والأملاك العامة والخاصة وإعادة الهدوء إلى وسط بيروت'.
"مشهد مجنون وينذر بعواقب وخيمة"
بدوره، أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، تلك المواجهات التي اندلعت بين متظاهرين وقوات الأمن، وسط بيروت، واصفا إياها بأنها 'مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض وينذر بعواقب وخيمة'. وقال الحريري، عبر تويتر مساء اليوم، 'مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب. لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية'.
وأضاف 'لن يحترق حلم رفيق الحريري (رئيس الوزراء الأسبق) بعاصمة موحدة لكل اللبنانيين بنيران الخارجين على القانون وسلمية التحركات. ولن نسمح لأي كان إعادة بيروت مساحة للدمار والخراب وخطوط التماس'. موجها حديثه لقوات الأمن قائلا 'القوى العسكرية والأمنية مدعوة إلى حماية العاصمة وكبح جماح العابثين والمندسين'.
وفي حصيلة أولية لتلك المواجهات بحسب الصليب الأحمر اللبناني، فإنه تم معالجة 40 حالة ميدانية ونقل 30 حالة إلى المستشفيات المحيطة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
