_ يجب على الدولة الدفع بنماذج جيدة من المواهب الشابة ودعمها
_ رفضت منصب وزير الثقافة 4 مرات بسبب «الفلوس»
_ أعلى أجر حصلت عليه 6 ملايين جنيه في عام 2010
«علي بيه مظهر، أونكل زيزو، أيوب، سُنبل، سنوسي عبد الجليل جاد الحق،عرفة الشواف، ونيس أبو الفضل جاد الله عويس»، نموذج بسيط من تاريخ النجم الكبير محمد صبحي الذي قدمه خلال مشواره الفني، لديه الكثير من الثقافة والعلم، تخرح من تحت يده الكثير من النجوم، يعتبره الجمهور رمزًا للأخلاق، وأطلق عليه لقب «شرطة الأخلاق» على مواقع السوشيال ميديا.
استطاع «بابا ونيس» أن يخلق حالة كبيرة من الحب تجاهه، وجعل الجمهور يشعر كأنه أحد أفراد أسرتهم، لذا كان لـ«أهل مصر» حوارًا مع الفنان الكبير محمد صبحي، كي يتحدث لنا عن رأيه فيما يحدث حاليًا في السوق الفني من تمثيل وغناء، والذي يعتبر البعض أن هناك أعمال تُسيء لأخلاقنا.
* وإليكم نص الحوار..
* في البداية ما رأيك في الذوق العام السائد الآن؟
_ عندما أنظر إلى الذوق العام حاليًا أجد أن ذاكرتي البصرية والسمعية والذهنية والوجدانية سُرقت، فأنا رجل عشت بعصور مختلفة وتربيت بشكل مختلف، فعندما أحاول إخراج ما في ذاكرتي من خزائن أجدها أنها لا تتناسب مع الواقع الحالي، وهذا ليس حنين للماضي، ولكن نحن نعيش بين تراكمات بين أعوام مضت ومستجد حدث في المنطقة العربية منذ 2011، وبناءًا على هذه المستجدات نجد أن الذوق العام فُضح، فكان من همومي قراءة الماضي وأرى أن هذا خير صواب كي نستطيع قراءة الحاضر ورسم المستقبل، في حين تجد البعض يقول أن الشعب المصري شعب عظيم.
* ألا ترى أن الشعب المصري عظيم؟
_ إذا استمرينا في قول أن الشعب المصري عظيم بدون ذكر السبب، فسنظل واقفين في مكاننا، فبأي أمارة أنة شعب عظيم، هل شعب عظيم في إحساس جمعي بلحظة جماعية فنعم هنا شعب عظيم، إنما ما هي الصفات التي كانت موجودة بهذا الشعب واختفت هنا لن استطع قول أنه شعب عظيم، كيف يكون شعب عظيم ونحن مؤمنين بأن النظام من الإيمان، ولكننا نرمي القمامة في الشارع، وشعب عظيم ونعلم أنه لا يجب السير عكس الإتجاه وكلننا لا نحترم قوائد المرور.
* إذنِ ما رأيك في الفئة التي خرجت مؤخرًا مثل حمو بيكا وحسن شاكوش؟
_ يوجد منهم كثير، ولكن أنا رأيي بدلًا من أن تذهب قنوات التليفزيون لمن هم لا يعجبوننا وتمثل علينا أنها تنتقدهم، من الممكن أن تذهب هذه القنوات للموهوبين الحقيقين ويرتقوا بالكلمة واللحن والصوت، فلا نجد أحد يستطيع أن يقول في عصر أم كلثوم وجورج أبيض ويوسف وهبي وسيد درويش، أنه كان هناك شخص يهدم. فكان المناخ كله سواء فنيًا أو سياسيًا أو اقتصاديًا وسلوكيًا واجتماعيًا مليء بالأخلاق، ولا يجوز أن نربط الفقر بالسلوك، فأنا كنت من أسرة فقيرة ولكنني التزمت بأخلاقي وسلوكي.
* هل تظن أن الجمهور هو السبب؟
بالتأكيد الجمهور مشترك في هذه الجريمة، فعندما يقوم أحد بتقديم فيلم على سبيل المثال ونجده يقول أنه حقق 100 مليون جنيه، فالجمهور هو من دفع ثمن التذكرة، فكيف تقنعه بعد ذلك أن لا يقدم فيلم تافهة مرة ثانية.
* وما دورنا هنا؟
_ دور الجمهور والدولة ومؤسساتها أن يدفع بالنماذج الجيدة ويدعمهم، فبدلًا من اتخاذ قرارات بمنع أحد من الغناء فندفع بالبديل أفضل، ولكن يجب أن تكون هنا آليه فنحن لدينا فنانين عظماء متواجدين في منازلهم وهنا دورنا أن نذهب إليهم ويجب أن يستمروا.
* معنى هذا أنك ضد مصطلح السينما النظيفة؟
_ نعم، ففي أفلام الأبيض وأسود بها عُري ويتم تقديم العاهرة، ولكنها ليست فجة، وكنا نشاهدها بشكل طبيعي جدًا ولا تجرحنا، ولكن الآن نقدم المرأة المصرية «عاهرة أو تاجرة مخدرات أو منحلة»، إذن نحن نُهين مصر كلها، لأن هذه ليست الحقيقة فهناك نماذج كثيرة مشرفة للمرأة.
* ما رأيك في استعراض محمد رمضان لسياراته أمام الجمهور؟
_ بكل اختصار الذي قرأ كتاب ليس مثل الذي قرأ جلدة الكتاب، والذي أخد عبارات مشهورة من «فيسبوك» ويتحدث في برنامج والمذيع يرد عليه ويقول له لم أكن أعلم أنك مثقف هكذا، إذن نحن نعاني من مشكلة في الإعلام والثقافة، وكذلك التعليم فأنا قلتها لأحد الكبار في الدولة قدم أفضل تعليم في مصر وأنا سأهدمه بمسرحية أو مسلسل أو فيلم وهذا ما يفعله الفن.
* ذكرت في أحد لقاءاتك أن أحمد عدوية ظُلم..
_ نعم ظُلم، عندما أجلس وأشاهد الكلام على بعض المطربين المذكورين مؤخرًا وأجد التعليقات عليهم بين متعاطف ومهاجم، أظل أضحك، وأقول يا أساتذة لا تكلموني عن هل صوتهم جيد أم لا، أو يقول كلام خادش للحياء أم لا، ولكن قولوا لي «هو ايه؟» أنا أسف ولكنه جاهل، إذا اذكروا لي مطرب واحد فقط حتى أحمد عدوية في تاريخنا لم يكن قيمة وقامة؟ فستجدهم درسوا في الموسيقى العربية أو خريج جامعة، فالفنان يقيم بعلمه، فعندما ظهر أحمد عدوية مصر ثارت ومنع من دخول التليفزيون أو الإذاعة، ولكن الذي حدث أنه ذهب وعمل في الـ(Night Club)، ووقتها كان لي برنامج وقلت أحمد عدوية ليس مجرم، وأذكروا لي لفظ من الذي يقدمه جارح، الفكرة أنه خفيف فقط وكان ظهوره وسط عمالقة مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، لذا نقول اليوم أن أحمد عدوية ظُلم.
* لماذا رفضت منصب وزير الثقافة؟
_ رفضت هذا المنصب أربع مرات، لأنني في البداية أسأل ستعطوني «كام»، كي أفتح مسارح مصر كلها مجانًا، وكي أعود الجمهور على المسرح مرة أخرى.
* اذكر لنا أجرك في بعض أعمالك..
_ عام 1994 كان أجري بها 1200 جنيه في الحلقة، و«رحلة المليون، وسنبل بعد المليون» كان أجري في الحلقة 40 جنيها، يعني إجمالي الأجر عن 30 حلقة 1200 جنيه، وصافيهم 960 جنيه بعد الضرائب.
* ما أكبر أجر حصلت عليه؟
_ كان 6 مليون في المسلسل عام 2010، وبعدها تعاقدت مع التليفزيون لتقديم الجزء السادس والسابع والثامن من «ونيس»، وكان انتاجه 10 مليون مقابل 60 حلقة، لذا لن استطع أن أحصل على أجري 6 مليون، ولكنني أحببت تقديمها لأنني لدي هدف من استمرار المسلسل وكان أجري عن المسلسل كله 800 ألف جنيه.
نقلا عن العدد الورقي