الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا .. لماذا وصف الله البدو بأنهم أشد كفرا من جميع من تحدث القرآن عن كفرهم ؟

القرآن
القرآن

يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة التوبة من كتابه العزيز : الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( التوبة -97 )، فما هى مناسبة نزول هذه الآية ؟ وفيمن نزلت ؟ ولماذا وصف الله سبحانه وتعالى الأعراب بأنهم أشد كفرا ونفاقا وهل يعني ذلك أن الأعراب أشد كفرا ونفاقا من كل بني إسرائيل الذي نزل في تعداد عيوبهم ومعاصيهم نحو ثلث القرآن الكريم ؟ وأشد كفرا ونفاقا على إطلاق الحكم من كل من وردت سيرتهم في القرآن الكريم من الكافرين ؟ جاء في أسباب نزول هذه الآية أنها نزلت في نزلت في أعاريب من أسد ، وغطفان ، وأعاريب من أعراب حاضري المدينة . وجاء في تفسير الطبري لهذه الآية عن أبي جعفر: يقول تعالى ذكره: الأعراب أشد جحودا لتوحيد الله، وأشدّ نفاقًا، من أهل الحضر في القرى والأمصار. وإنما وصفهم جل ثناؤه بذلك، لجفائهم، وقسوة قلوبهم، وقلة مشاهدتهم لأهل الخير, فهم لذلك أقسى قلوبًا، وأقلُّ علمًا بحقوق الله.

اقرأ أيضا .. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .. لماذا بدأت الآية بقول الله يَا أَيُّهَا النَّاسُ؟ هل التقوى تشمل غير المسلمين؟

أما في تفسير السعدي فقد جاء تفسير هذه الآية بأن الأعراب سكان البادية والبراري ‏وقول الله تعالى : {‏أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا‏}‏ من الحاضرة الذين فيهم كفر ونفاق، وذلك لأسباب كثيرة‏:‏ منها‏:‏ أنهم بعيدون عن معرفة الشرائع الدينية والأعمال والأحكام، فهم أحرى ‏{‏وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ‏}‏ من أصول الإيمان وأحكام الأوامر والنواهي، بخلاف الحاضرة، فإنهم أقرب لأن يعلموا حدود ما أنزل اللّه على رسوله، فيحدث لهم ـ بسبب هذا العلم ـ تصورات حسنة، وإرادات للخير، الذي يعلمون، ما لا يكون في البادية‏.‏ وفيهم من لطافة الطبع والانقياد للداعي ما ليس في البادية، ويجالسون أهل الإيمان، ويخالطونهم أكثر من أهل البادية، فلذلك كانوا أحرى للخير من أهل البادية، وإن كان في البادية والحاضرة، كفار ومنافقون، ففي البادية أشد وأغلظ مما في الحاضرة‏.‏ ومن ذلك أن الأعراب أحرص على الأموال، وأشح فيها‏.‏ أما البغوي فقد أجمل كلمة الأعراب بشكل مباشر في قوله : ( الأعراب ) أي : أهل البدو ، ( أشد كفرا ونفاقا ) من أهل الحضر ، ( وأجدر ) أخلق وأحرى ، ( ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) وذلك لبعدهم عن سماع القرآن ومعرفة السنن ، ( والله عليم ) بما في قلوب خلقه ( حكيم ) فيما فرض من فرائضه .

WhatsApp
Telegram