يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : ﴿لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ حيث أن حمزة قد قرأها من لَحَدَ ثلاثيًا وقرأ باقي السبعة بكسر الحاء وضم الياء من ألحد رباعيًا وهما بمعنى واحد وذلك لأنه يُقال ألحدَ القبر ولَحَدَهُ أي أنه أمال حفرهُ عن الاستقامة فحفر في شق منه ثم بعد ذلك استُعير لكل إمالة عن لاستقامة وبذلك يكون معنى الآية أن لسان الرجل الذي يميلون قولهم عن الاستقامة إليه هو لسان غير بين وأعجميُّ.
وقال أبو حيَّان في تفسير هذه الأية : وصف الله عز وجل بما يتعالى عنه رب العزة ويتقدس من النقائص مثل قول أخباث اليهود له جلا وعلا بأنه فقير وقولهم له أيضًا بأنه استراح بعد أم خلق خلقه وقولهم بأن يد الله عز وجل مغلولة وما شابه ذلك.
اقرأ أيضا .. ما هو المطلق وما هو المقيد في الفقه الإسلامي؟ وهل يمكن أن نحمل المطلق على إطلاقه ؟
ويقول المولى في كتابه العزيز : ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ ، وفي تفسير هذه الاية ذهب جمهور المفسرين إلى إن كلمة الإلحاد لا تأتي في القرآن بالمفهوم المتعارف عليه وأيضًا الشخصيات التي تم ذكرها في القرآن كانت من الشخصيات الذين لا يؤمنون بالرسالة النبوية أي أنها شخصيات غير ملحدة بالمفهوم المعاصر بل إنهم كانوا مشركون يؤمنون بتعدد الآلهة على الرغم من أنهم كانوا يعتقدون بوجود الله الواحد الأحد ولكنهم كانوا يعتقدون أن هذه التماثيل هي التي تستطيع أن تشفع لهم عند الله عز وجل، وذلك لقوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾