وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ .. لماذا وصف القرآن المشركين بالملحدين وهم يعبدون آلهة متعددة

القرآن الكريم
القرآن الكريم

يقول المولى سبحانه وتعالي في كتابه العزيز : : ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾. قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى: المقصود من الآية الكريمة المشركين لأن إلحادهم في أسماء الله تعالى كان بعدولهم بها عما هي عليه حيث أنهم قد سموا أوثانهم وآلهتهم بهذه الأسماء ونقصوا منها وزادوا فيها ولقد أطلق بعضهم اسم اللات على أصنامهم وهذا الاسم هو اسم من أسماء الله عز وجل وكذلك اسم العُزى مأخوذ من العزيز وهكذا. قال قتادة وابن عباس: أن الإلحاد هو الشرك والتكذيب وقوله تعالى 'يُلحدون' أي بمعنى يشركون ثم قال بأن أصل الإلحاد في كلام العرب هو العدول عن القصد والإعراض عنه والجور ثم أن الإلحاد يُستعمل في كل معوج غير مستقيم لذلك قيل للحد القبر لحد لأنه ليس في وسطه ولكنه في ناحية منه.

اقرأ ايضا .. ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ .. ما هى صفات الملحدين كما جاءت في القرآن الكريم ؟

وعلى ذلك فقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن كلمة الإلحاد لا تأتي في القرآن بالمفهوم المتعارف عليه وأيضًا الشخصيات التي تم ذكرها في القرآن كانت من الشخصيات الذين لا يؤمنون بالرسالة النبوية أي أنها شخصيات غير ملحدة بالمفهوم المعاصر بل إنهم كانوا مشركون يؤمنون بتعدد الآلهة على الرغم من أنهم كانوا يعتقدون بوجود الله الواحد الأحد ولكنهم كانوا يعتقدون أن هذه التماثيل هي التي تستطيع أن تشفع لهم عند الله عز وجل، وذلك لقوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ .

WhatsApp
Telegram