مع دخول شهر رمضان المبارك يبدأ كثير من المسلمين في التساؤل حول وقت إخراج زكاة الفطر، فمتى يمكن أن تخرج زكاة الفطر ؟ هل يتم إخراج زكاة رمضان بمجرد دخول الشهر الكريم ؟ أم أن هناك تاريخ معين في شهر رمضان لإخراج زكاة الفطر ؟ حول هذه الأسئلة تقول أمانة الفتوى في إن أهل العلم اختلف في أول وقت إخراج زكاة الفطر على قولين:
جواز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين عند المالكية والحنابلة
القول الأول: إنه يجوز إخراجها قبل العيد بيومين، وهو مذهب المالكية والحنابلة، واستدلوا بحديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه: ' وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين' رواه البخاري. وقال بعضهم: قبل العيد بثلاثة أيام، قال مالك: أخبرني نافع : أن ابن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة. القول الثاني: إنه من أول شهر رمضان، وهو المفتى به عند الحنفية والصحيح عند الشافعية. وقالوا: إن سبب زكاة الفطر الصوم والفطر منه، فإذا وجد أحد السببين جاز تعجيلها، كما يجوز تعجيل زكاة المال بعد ملك النصاب قبل تمام الحول.
تقديم زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر بيوم أو يومين
لكن مع ذلك فقد ذهب فريق من الفقهاء للقول بأنه يجب أن تقدم زكاة الفطر قبل صلاة العيد، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ولا مانع من إخراجها قبله بيوم أو يومين أو ثلاثة، لكن لا تؤجل بعد العيد، واستند هذا الفريق في ذهابه لهذا الرأى إن وقت خروج زكاة الفطر يبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان ، وهو أول ليلة من شهر شوال ، وينتهي بصلاة العيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراجها قبل الصلاة ، ولما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ) وهو الحديث الذي أخرجه أبو داود، وأيضا لما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر من رمضان ..) ، وقال في آخره : ( وكانوا يعطون قبل ذلك بيوم أو يومين ) . فمن أخرها عن وقتها فقد أثم ، وعليه أن يتوب من تأخيره وأن يخرجها للفقراء .