يسأل كثير من المسلمين متي يشرب أول شربة ماء أو يأكل أول تمرة بعد انتهاء الصوم ؟ هل بعد أن يضرب مدفع الأفطار ؟ أو بعد أن ينتهي مؤذن المسجد من آذان المغرب؟ أو بمجرد رفع الآذان ؟ حول هذه الأسئلة تقول أمانة الإفتاء في دار الإفتاء المصرية ، إن مدفع الإفطار وأذان المغرب علامتان على غروب الشمس، والفطر للصائم يكون بغروب الشمس، فإذا غربت الشمس فقد أفطر الصائم، فلا يجوز الفطر قبل غروب الشمس حتى ولو أذن المؤذن خطأً للمغرب أو أطلق مدفع الإفطار خطأً قبل غروب الشمس.
إفطار الصائم بمجرد دخول وقت الغروب
واستشهدت دار الإفتاء في هذه الفتوى بقول الله تعالى: ﴿ثم أتموا الصيام إلى الليل﴾ ، فالعبرة بغروب الشمس لا بالأذان ولا مدفع الإفطار، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم» وهو الحديث الذي أخرجه البخاري في 'صحيحه'.وعلى ذلك ذهبت دار الإفتاء المصرية إلى أنه يجوز الفطر بمجرد دخول الوقت ، وليس الأذان شرطا لكي يكون الفطر صحيحا ، وللصائم أن يشرع في فطره حين يتأكد من دخول الوقت ، أو مع بداية الأذان ، وليس عليه أن ينتظر حتى يفرغ المؤذن من الأذان فالعبرة في جواز الفطر هو التأكد من دخول الوقت المحدد لأذان المغرب.
التحقق من دخول الليل بعد غروب قرص الشمس
ويذهب جمهور الفقهاء للاستشهاد بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم )، وهذا أمر يتحقق بعد غروب قرص الشمس، وإن كان ضوؤها ظاهرا. فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ' كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على شيء، فإذا قال: غابت الشمس، أفطر ، فعن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهو صائم، فلما غربت الشمس قال لبعض القوم: «يا فلان قم فاجدح لنا» ، فقال: يا رسول الله لو أمسيت؟ قال: «انزل فاجدح لنا» قال: يا رسول الله، فلو أمسيت؟ قال: ' انزل، فاجدح لنا' ، قال: إن عليك نهارا، قال: ' انزل فاجدح لنا' ، فنزل فجدح لهم، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا، فقد أفطر الصائم)