يسأل كثير من المسلمين عن حكم تحليل الدم أو التبرع بالدم في نهار رمضان، فهل التبرع بالدم في نهار رمضان أو تحليل الدم في نهار رمضان يفسد الصيام ؟ وهل هناك ضوابط لتحليل الدم أو التبرع به في نهار رمضان يجب أن يأخذ بها الصائم ؟ حول هذه الأسئلة ذهبت لجنة الفتوى في الجامع الأزهر إلى أن التبرع بالدم أو أخذ عينة للتحليل في نهار رمضان لا يفسد الصوم، لأن الدم الخارج من البدن لا يؤثر فى صحة الصوم وذلك استنادا لقول ابن عباس رضى الله عنهما ( الفطر مما دخل وليس مما خرج ). واستندت لجنة الفتوى في ذلك إلى القياس على الحجامة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم.
سحب الدم والتبرع به من الصائم في نهار رمضان
وعلى ذلك فقد ذهبت لجنة الفتوى في الأزهر الشريف إلى أن سحب الدم من الصائم سواء أكان للتحليل أم للتبرع به أم لغير ذلك لا يفسد الصيام. وإنه لا مانع شرعا من التبرع بالدم، خاصة أن الدم عضو متجدد، بل دائم التجدد والتغير، وذلك بعدد من الضوابط تشمل وجود ضرورة قصوى عند التبرع، كأن يكون بعض الناس أو الأفراد في حاجة ماسة إلى كميات من الدم لإنقاذ حياتهم من الهلاك أو الإشراف على الهلاك؛ كالحوادث والكوارث والعمليات الجراحية. وأن يكون التبرع بالدم محققا لمصلحة مؤكدة للإنسان من الوجهة الطبية، ويمنع عنه ضررا مؤكدا. وأن لا يؤدي التبرع بالدم إلى ضرر على المتبرع كليا وجزئيا، أو يمنعه من مزاولة عمله في الحياة ماديا أو معنويا، أو يؤثر عليه سلبا في الحال أو المآل بطرق مؤكدة من الناحية الطبية.
أعمال تفسد الصوم في نهار رمضان وتوجب الدية المغلظة
وقالت لجنة الفتوى أن ما يفسد صوم الصائم في نهار رمضان هو الجماع: فمتى جامع الصائم بطل صومه، فرضا كان أو نفلا، ثم إن كان في نهار رمضان، والصوم واجب عليه لزمه مع القضاء الكفارة المغلظة، وهي صيام شهرين متتابعين لا يفطر بينهما إلا لعذر شرعي كأيام العيدين والتشريق، أو لعذر حسي كالمرض والسفر لغير قصد الفطر، فإن أفطر لغير عذر ولو يوما واحدا لزمه استئناف الصيام من جديد ليحصل التتابع، فإن لم يستطع صيام شهرين متتابعين فإطعام ستين مسكينا لكل مسكين نصف كيلو وعشرة جرامات من البر الجيد. كما تشمل مبطلات الصوم إنزال المني من الرجل والأكل أو الشرب عمدا في نهار رمضان.