ورد في استشارة بث دار الإفتاء المصرية الأسبوعي حول المشكلات الأسرية مع الدكتور عمرو الورداني والدكتور محمد المهدي، مشكلة مكررة في عدد كبير من المنازل المصرية، وهي مشكلة الإدمان لأي عقار مخدر.
ذكر الدكتور عمرو الوردان المشكلة التي وردت لـ دار الإفتاء المصرية وهي زوجة تعاني من حالة هدوء زوجها في أوقات حصوله على جرعته من الحشيش، وتعامله العنيف في أوقات أخرى مع أطفاله، بينما لا يرى هو أن الحشيش مؤثر على حياته وعلى شخصيته وعلى تعاملاته مع الآخرين.
بث دار الإفتاء الأسبوعي
تنشر دار الإفتاء المصرية بث أسبوعي لحل ومناقشة المشكلات الأسرية بحسب الاستشارات التي ترد إلى دار الإفتاء والتي تتصف بالتكرار والانتشار، لمناقشتها من عدة جوانب اجتماعية وعلمية ودينية.يأتي بث دار الإفتاء الأسبوعي كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع، ويبدأ في تمام الساعة 11 صباحا، وينتهي حتى الساعة 12 ظهرا، ويظهر في بث دار الإفتاء اليوم الثلاثاء الموافق 28 مارس 2023، الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، مع مناقشة مع الدكتور عمرو الورداني مدير عام الإدارة العامة للإرشاد الزوجي وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
بث دار الإفتاء اليوم مع الدكتور عمرو الورداني والدكتور محمد المهدي
استشارة بث دار الإفتاء الأسبوعي
ينقاش بث دار الإفتاء هذا الأسبوع استشارة مكررة في البيت المصري، وهي مشكلة تناول الأب للمواد المخدرة، والتي تؤثر على الحياة الأسرية بشكل كبير، واعتقاد المدمن أنه لا يؤثر على حياته واقتناعه أن المواد المخدرة تساعده على إكمال حياته بشكل طبيعي،كما أنه لا يستمع إلى زوجته ولا يقبل منها النصح.
بث دار الإفتاء هذا الأسبوع
مناقشة بث دار الإفتاء هذا الأسبوع
ناقش بث دار الإفتاء هذا الأسبوع عن مشكلة الإدمان وتأثيرها على الحياة الأسرية والاجتماعية من أكثر من جانب، ليقول الدكتور محمد المهدي إن هذه المناقشة مهمة أن ترد في رمضان، وذلك لكون رمضان فرصة للمدمنين أو حتى المدخنين للاستغناء عن هذه العادة.وأضاف أن المدمن أو المدخن يعلم أن ما يفعله يضره، وعند توجيه النصح له يرفض لعدم قدرته على ذلك، ولكن في رمضان يأتي ليثبت للجميع أنك قادر على الاستغناء عن هذه الأمور، إذ إنك تستطيع إيقافها خلال عدد ساعات الصيام التي تصل إلى أكثر من 10 ساعات، إذ إن الصيام يثبت أنه يمكن تغيير عادات كثيرة في حياته، ولكن المشكلة هو عدم رغبة الشخص نفسه بتغييرها.
وبرر الدكتور المهدي أن هذا ما يسمى بالمشاعر المزدوجة، فيرفض الشخص ما يقوم به من عادات ويراها خطأ وضرر، ولكن هو يرى أيضا أن لها غرض آخر يلزمه في حياته اليومية، وذكر الدكتور أن الحل من وجهة نظر المدمن أن يحدث حالة من الإنكار على أن هذا المخدر لا يؤثر على أي شيء برغم إن هي أساسها.
ودارت المناقشة حول فكرة أن الحشيش والترامادول مولد للإبداع، وعلق الدكتور محمد المهدي أنه وارد أن يقدم الحشيش والترامادول إحساس الفصلات والاسترخاء والهدوء، ولكن ماذا بعد؟، وذكر الدكتور عمرو الورداني أن الحشيش يجعل الشخص يتعامل مع الأمور بشكل موحد دون النظر إلى جوانبه المتعددة، مما يعد خطر على الشخص في حالة القيادة أو الأماكن التي تحتاج إلى تركيز مع عدة جوانب، أما في حالة الأماكن الهادئة فبالطبع سيشعر بالاسترخاء والتركيز على أمر واحد فقط بين يديه.
ونوه الدكتور عمرو الورداني أن في أول يوم رمضان صفدت الشياطين وأصبح الإنسان رهن إرادته الشخصية ونفسه، وعلق على ذلك الدكتور المهدي قائلا إن هناك في التعامل مع المدنيين ما يطلق عليه اسم 'الشماعات' وهو ما يرمي عليه المدمن أسبابه ومبرراته لإدمانه، وأكد على ذلك الدكتور الورداني بوجهة نظره أن حتى اتباع الشيطان يرجع من النفس فهو من يقرر اتباع الشيطان، وأن محور الهداية والغواية هو اختيار النفس.
وذكر الدكتور المهدي أن الإنسان المدمن لا يكذب عندما يقول إن الحياة مستمرة وفي أفضل حال ولا تؤثر هذه المواد المخدرة عليه، مبررا أن الجهاز النفسي يقوم بها بطرق غير شعورية، إذ لا يرى هو كل الآثار المرعبة نتيجة التعاطي، والتمادي ويستمر في ذلك، وحتى إن حدث كوارث كبيرة فإنه يرجع السبب إلى شخص آخر وليس هو، فهو في حالة 'عمى في الإدراك'.
وذكر المهدي في حواره أنه يؤثر الإدمان على حالة الإبداع إذ إن الشخص قد يكون رائع في مهنته أو تخصصه، لكنه بسبب تصرفاته غير سوية يؤثر في انحسار هذه الحالة من الإبداع، كما يؤدي إلى حالة فقد الدفاعية إذ إنه لا يرغب في أداء شيء أو فعل أي شيء، وذكر الورداني أن في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ من العجز والكسل، بينما المدمن يجلب لنفسه ما يسبب له العجز والكسل.
كما ذكر المهدي أن المدمن قد يعجز أن يعمل لمدة طويلة مما يؤثر على حياته الأسرية فتضطر المرأة الخروج للعمل أو الاستلاف وغيره لإطعام أطفالها، بينما هو لا يرى أن الإدمان مؤثر أو حتى أنه عامل من عوامل الضرر في البيت والأسرة، وذكر تأثير المخدرات بشكل إجمالي والتي تؤثر على الأسرة وهي: التقلبات الانفعالية والاضطراب في حركة حياته فلا يصنع أي ثروة تراكمية أو خبرة تراكمية في العمل لفدانه الهدف والرؤية.
وختم الدكتور محمد المهدي البث بأن الحل أن يجلس مع ذاته ليقف على أن هذا المخدر برغم إعطائه حالة الهدوء، إلا أنها تفسد التركيبة التي خلقها الله لنا في المخ، وعلى الزوجة أن تساعد في دعمه للتوقف، هناك أدوية أخرى يمكنها مساعدتك على تخفيف أعراض الانسحاب، ففي حالات تحتاج إلى أن يتم معالجتها في المستشفى إذ إن هناك مدمنين عليهم خطر في أعراض الانسحاب، كما أنه من لا يستطيع تحمل تكلفة الإقلاع فهناك صندوق مكافحة الإدمان المجاني التابع لوزارة التضامن، وهناك مستشفيات تبع القوات المسلحة وغيرها.
من يملك النية سيجد حل سواء في التكلفة أو في الأماكن أو العلاج دون ألم كبير، وفي حالة صورتك أمام الأسرة والأبناء، قال المهدي إن هذا سيحتاج إلى وقت، وهذا لسوء تصرفاته خلال فترة الإدمان، ولكن لا مشكلة ستكون فترة نعتبرها فتوره من فواتير الإدمان، وهذا في سبيل الوصول إلى الهدف وتطوير العمل وتحسين السلوك والحفاظ على الأسرة، مؤكدا أنه مرض مثل أي مرض يمكن التعافي منه، كما وضح أنه نسب التعافي في الإدمان أعلى من نسب التعافي من أمراض كثيرة معروفة.