ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال عن صلاة الجماعة: «صَلاة الرَّجُل في جماعةٍ تَضْعُفُ على صلاته في بيته وفي سُوقِهِ خمسًا وعشرين ضِعْفًا؛ وذلك أنَّه إذا توضَّأ فأحسنَ الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يُخْرِجه إلاَّ الصلاة، لم يَخْطُ خطوةً إلاَّ رُفِعَتْ له بها درجة، وحُطَّ عنه بها خطيئة، فإذا صلَّى لَم تزَل الملائكة تُصلِّي عليه ما دام في مُصلاَّه، تقول: 'اللَّهم صلِّ عليه، اللَّهم ارحمه'» وفي رواية: «ما لم يُحْدِث فيه، ما لم يُؤْذِ فيه» - ولا يزال أحدكم في صلاةٍ ما انتظرَ الصلاة».
ولتوضيح الحديث السابق فإن البقاء بين الأذان والإقامة والبقاء، بعد صلاة المغرب لانتظار العشاء، فإن له نفس أجر الصلاة لانتظاره الصلاة، ولأجل هذا يلجأ عدد من المصلين إلى صلاة الجماعة حتى في الجماعات الصغيرة، سواء في العمل أو في الأماكن العامة لتجميع المصلين خلف إمام واحد، وحتى وإن كان شخصان فقط.
يعرضنا ذلك لتساؤل حول الإمام وشروط من يؤم الصلاة، والمشكلة الأكبر التي يلجأ إليها المصلين هي اللجوء إلى امساك الهاتف المحمول لقراءة القرآن خلال الصلوات، فما رأي الدين إن كان إماما؟ فهل يجوز للإمام إمساك الهاتف المحمول خلال الصلاة لقراءة القرآن؟
حكم قراءة القرآن من الهاتف أثناء الصلاة
إمساك المصحف والهاتف خلال الصلاة
رأي علماء الدين
قال الدكتور أحمد مصطفى عضو لجنة الفتوى الرئيسة في الأزهر الشريف، إن الأصل في إمامة المصلين أن يكون الإمام حافظا لكتاب الله، أو على الأقل فيما يقرأ من القرآن، مستدلًا بالحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: 'يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤهُمْ لِكتَابِ اللَّهِ'، وهذا ما نص عليه السادة الفقهاء في ترتيب الإمام، فالأولوية لقراء القرآن، وبسؤاله عن العمر فقال لا يشترط العمر في اختيار الإمام.
وأضاف إن كانت هذه المجموعة لا تجد من يحفظ كتاب الله تعالى، فيمكن أن يقدموا من يؤمهم ويقرأ من المصحف في صلاة النافلة وليس الفريضة، إذ إن صلاة النافلة أوسع من صلاة الفريضة، ويغتفر فيها ما لا يغتفر في صلاة الفريضة.
وعن إمساك الهاتف المحمول للقراءة منه أثناء الصلاة، قال إنه لا حرج في إمساكه لاستخدام المصحف الإلكتروني، الذي يأخذ أحكام المصحف الورقي، لكن المهم ألا يشغله ذلك عن الصلاة.