انتشرت صورة رجل توفى وهو محتضن مصحف على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة على صفحات الفيسبوك، والذي أثارت الكثير من التعاطف، وردد النشطاء والمدونون مشاركين الصورة بأنها حسن الخاتمة، وعلى صعيد آخر فإن 'اللهم أرزقنا حسن الخاتمة' من أشهر ما يتردد على لسان الكثير من المسلمين.
وكان صاحب الصورة هو أحمد فؤاد البيشبيشي وهو رجل أربعيني من محافظة البحيرة، توفى بينما يقرأ القرآن الكريم بداخل المسجد قبل صلاة الجمعة في كفر الشيخ، ويشهد له أهل قريته بحسن السيرة والخلق وارتياد المساجد، وأبرز التعليقات حول طريقة وفاته كانت هي 'حسن الخاتمة' فما حقيقة حسن الخاتمة في السنة النبوية.
ولأجل مناقشة هذا الجانب، توجهنا بالسؤال لأهل العلم، من علماء الأزهر الشريف، الداعية الإسلامي الدكتور محمد علي، والذي أجاب تفصيلًا عن حسن الخاتمة في تصريحات خاصة لـ أهل مصر، كما هو في السطور التالية.
رجل توفى وهو محتضن مصحف
علامات حسن الخاتمة
أوضح الدكتور محم علي في تصريحات لـ أهل مصر قائلًا: 'حسن الخاتمة ليست أن الإنسان يموت وهو يمسك المصحف، أو يموت وهو صائم، أو حتى في الحروب'، وشرك أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو إمام المتقين مات وهو على فراشه، وكذلك أبو بكر الصديق وخالد بن الوليد وغيرهم من الصحابة.
وأكد في تصريحاته أنه لا نستطيع الجزم لأحد بجنة أو بنار، إلا من أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم كالعشرة المبشرين بالجنة مثلا، مصححًا أن نقول: نرجو له حسن الخاتمة والجنة.
وأضاف أن ظهور شيء من علامات حسن الخاتمة، لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه بأنه غير صالح، فهذا كله من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله وحده.
كما ذكر أن المحتضر قد يبتسم، وذكر ما يدل على هذا ما رواه أحمد عن طلحة بن عبيد الله عندما زاره عمر وهو ثقيل وفيه: إني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ما منعني أن أسأل عنه إلا القدرة عليه حتى مات، سمعته يقول: إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ونفس الله عنه كربته، قال: فقال عمر: إني لأعلم ما هي، قال: وما هي؟ قال: تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمه عند الموت: لا إله إلا الله ؟ قال طلحة: صدقت هي والله'، ومحل الشاهد من الحديث قوله: أشرق لها لونه. ولكن هذا مع النطق بالشهادة.
ثواب حسن الخاتمة
ذكر الدكتور محمد علي عن ثواب حسن الخاتمة ما قاله صلى الله عليه وسلم:'إذا أراد اللهُ عزَّ وجلَّ بعبدٍ خيرًا عسَّلهُ، وهل تَدْرونَ ما عسَّلهُ؟ قالوا: اللهُ عزَّ وجلَّ ورسولُهُ أعلمُ، قال: يفتَحُ اللهُ عزَّ وجلَّ له عملًا صالحًا بيْنَ يَدَيْ موْتِهِ حتَّى يَرضى عنه جيرانُهُ، أو مَن حوْلَهُ'.
وعلق قائلًا: 'فمن مات وهو يمسك المصحف نرجو له حسن الخاتمة، فالله عز وجل يفتح للعبد عملا صالحا بين يدي موته، كما أوضح مثالًا 'يجعله يقوم بعمل صالح قبل موته، ويقبض روحه، وهو يقيم هذا العمل، أو عقب فعله له، كأن يوفقه للصلاة، أو الصيام، ويقبضه على تلك الحال ونحو ذلك من الأعمال الصالحة'.
وذكر الدكتور محمد علي في ختام تصريحاته ذاكرًا ما عند مسلم: 'يبعث كل عبد على ما مات عليه'، وذكر شارحًا قول صلى الله عليه وسلم: 'حتى يرضى عنه جيرانه، أو من حوله' من أهله وجيرانه ومعارفه، فيبرئون ذمته، ويثنون عليه خيرا، فيتقبل الله شهادتهم وتزكيتهم فيه، فشبه ما رزقه الله من العمل الصالح بالعسل الذي هو الطعام الصالح الذي يحلو به كل شيء، ويصلح كل ما خالطه.