تستمر محاولات مفسري القرآن الكريم في التوصل لتفسير للحروف المتقطعة التي وردت في بعض سور القرآن الكريم، وهذه الأحرف المقطعة في القرآن الكريم من باب الإعجاز الذي عجر العرب عن تفسيره بالرغم من أنهم متفوقون في البلاغة والشعر واللغة، وقد ورد في القرآن الكريم تسع وعشرون سورة افتتحت بحروف هجائية تُقرأ مقطعةً بأسمائها هكذا : ألف – لام – ميم .. و كان منها ما افتتح بحرف واحد مثل : ص – ق – ن . و منها ما افتتح بحرفين مثل : طه – يس . و منها ما افتتح بثلاثة أحرف مثل : ألم . و منها ما افتتح بأكثر من ذلك مثل : كهيعص . و ليس لهذه الحروف في اللغة العربية سوى مسمياتها التي ينطق بها في الكلمات المركبة .
حول هذه الحروف اتفق علماء التفسير على أنه لم يرد من طريق صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -بيان للمـراد منها، و لذلك اختلف أهل العلم فيها اختلافاً كثيراً، فكيف فسر مفسرو القرآن الكريم هذه الحروف المتقطعة ؟ كما اتفق علماء التفسير على أن هذه الحروف جميعاً مما استأثر الله به و لا يعلم معناه أحد سواه و هذا رأي كثيرمن سلف هذه الأمة . أما الإمام الشعرواي، عليه رحمة الله فعندما تكلم عن الحروف المقطعة في القرآن الكريم قال إنها نزلت على سبيل الإعجاز اللغوي، وقال رحمة الله عليه إن القرآن الكريم نزل معجزاً للعرب الذين نبغوا في اللغة، وكانوا يقيمون لها أسواقاً؛ مثل المعارض التي نقيمها نحن لصناعاتنا المتقدمة.ولذلك شاء الحق سبحانه أن تأتي معجزة الرسول الخاتم من جنس ما نبغوا فيه؛ فلو كانت المعجزة من جنس غير ما نبغوا فيه ولم يألفوه لقالوا: لو تعلمنا هذا الأمر لصنعنا ما يفوقه. وجاءتهم معجزة القرآن من نفس الجنس الذي نبغوا فيه، وباللغة العربية وبنفس المفردات المكونة من الحروف التي تكونون منها كلماتكم، والذي جعل القرآن معجزاً أن المتكلم به خالق وليس مخلوقاً.