يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ( سورة النمل -22) فما هى سبأ ؟ وهل سبأ أرض أم إنسان ؟ وهل سبأ رجل أم انثى؟ وما قصته؟ حول هذه الأسئلة جاء الحديث الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن ابن عباس قال: إن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو أرجل أم امرأة أم أرض؟ فقال: بل هو رجل ولد عشرة، فسكن اليمن منهم ستة من أولاده العشرة ، وهؤلاء أولاد لا يشترط أن يكونوا أولاد مباشرين، المهم أن من صلبه عشرة أولاد، سكن منهم اليمن ستة، قال: وبالشام منهم أربعة: فأما اليمانيون: فمذجح، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير، عربًا كلها، وأما الشامية: فلخم، وجذام، وعاملة، وغسان
كما وردت قصة سبأ في موضوع آخر من القرآن الكريم وحملت سورة كاملة هذا الاسم، في قول الله تعالى (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ في مَسْكَنِهِمْ آيةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُم واشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأرْسَلْنَا عَلَيْهِم سَيْلَ العَرِم وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وشَيْءٍ مِّنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ. ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الكَفُورَ ) (سبأ: 15-17) لقد أقر الكاتب وعالم الآثار الألماني وورنر كيلر صاحب كتاب “الكتاب المقدس كان صحيحاً” أن سيل العرم قد حدث كما ورد وصفه في القرآن الكريم، وأنه وقع في تلك المنطقة، وأن هلاك المنطقة بكاملها بسبب انهياره، إنما يبرهن على أن المثال الذي ورد في القرآن الكريم عن قوم الجنتين قد وقع فعلاً.