يلجأ بعض الشباب إلى استخدام الوشم أو التاتو لرسم بعض رسوم الزينة على أجزاء من الجسم ، فما حكم الصلاة بالوشم أو التاتو؟ وهل يبطل الوشم أو التاتو الصلاة ؟ وما هو رأى دار الإفتاء في ذلك ؟ حول هذه الأسئلة تقول الجواب الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام إن التاتو أو الوشم نوعان: منه الثابت ومنه المؤقت؛ أما الثابت فهو الوشم بالمعنى القديم الذي يتم عن طريق إحداث ثقب في الجلد باستخدام إبرة معينة، فيخرج الدم ليصنع فجوة، ثم تملأ هذه الفجوة بمادة صبغية، فتحدث أشكالا ورسومات على الجلد. ، واستشهد فضيلته بما رواه الشيخان في "صحيحيهما" عن علقمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله . قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد، يقال لها: أم يعقوب، وكانت تقرأ القرآن. فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك؛ أنك لعنت الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟! فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في كتاب الله؟! فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته. فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه؛ قال الله عز وجل: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾
وأشار فضيلته إلى أن في هذا الحديث دليل على حرمة الوشم بالصورة السابقة؛ لأن اللعن الوارد في الحديث لا يكون إلا على فعل يستوجب فاعله الذم شرعا. فالوشم الثابت الذي فيه حبس الدم تحت الجلد حرام شرعا باتفاق الفقهاء، وتلزم التوبة منه، وتجب إزالته إذا لم يكن في ذلك ضرر على صاحبه، أما إذا قرر المختصون بأن في إزالته ضررا فإنه يجوز تركه وتكون الصلاة به صحيحة على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ولا إثم على صاحبه بعد التوبة.