ads
ads

مستقبل غامض يلوح في الأفق السياسي الإسرائيلي مع اقتراب نهاية حقبة نتنياهو

نتنياهو
نتنياهو

مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي في إسرائيل، تترقب الأوساط السياسية والشعبية في البلاد بفارغ الصبر ما الذي سيؤول إليه المشهد السياسي في حال غاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن الساحة لأي سبب كان. فبعد سنوات طويلة من هيمنته على السلطة وتحويله إسرائيل إلى نظام يوصف بالشمولي، يتساءل الكثيرون عن مستقبل الدولة في غيابه.

وفي هذا الصدد، أشار رئيس مركز بيريس الأكاديمي، رون شابيرو، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" وترجمته "عربي21"، إلى أن "النظام السياسي الإسرائيلي بدأ يعتاد على فكرة أنه سيستيقظ يومًا على مشهد بدون نتنياهو". وأضاف شابيرو أن "إذا لم تتمكن الأسباب السياسية والقانونية من تحقيق ذلك، فسيقوم علم الأحياء والبيولوجيا بذلك، عاجلاً أم آجلاً، وفعل ما يفعله مع الجميع".

إرث معقد: نتنياهو بين الإعجاب والكراهية

وصف شابيرو نتنياهو بأنه شخصية معقدة، تثير الإعجاب لدى أنصاره والكراهية لدى معارضيه. فهو "رجل متعلم وذو هدف واحد"، لكنه في الوقت ذاته "وقع في كثير من الأحيان في قرارات متقلبة". ومن ناحية، يُنظر إليه كزعيم يتمتع "برؤية تاريخية واستراتيجية بعيدة النظر، عرف كيف يرسم مفهوم الأمن القومي على مدى عقود، وحدّد المخاطر الوجودية، وعرف كيف يتعامل معها". إلا أنه من ناحية أخرى، "فشل فشلاً ذريعاً في فهم معنى سياسة الاحتواء والمماطلة على الحدود الجنوبية مع غزة".

كما أشار شابيرو إلى أن نتنياهو قاد الحزب الوحيد في إسرائيل الذي يمثل الموطن السياسي لشريحة واسعة من الإسرائيليين، "وهم اليهود الذين يطلق عليهم الإحصائيون وصف التقليديين غير المتدينين". ومع ذلك، تصرف حزبه كأي "حزب راديكالي، بنى قوته السياسية على تأجيج المشاعر السلبية تجاه المعارضين الأيديولوجيين".

شخصية متناقضة وظاهرة اجتماعية

لفت شابيرو إلى أن نتنياهو، رغم حرصه على تسويق نفسه كـ"الأخ المفجوع لمحارب مشهور، قائد فريق في قيادة العمليات الخاصة في الجيش، وخاطر بحياته من أجل مصلحة الدولة"، إلا أنه في ذات الوقت "محب للهدايا، وبني حوله محكمة فاسدة". هذه التناقضات جعلته "شخصية معقدة على وجه الخصوص"، وأصبح يمثل "ظاهرة وحركة اجتماعية، ستبقى هنا حتى بعد رحيله، سيقودها آخرون لم نفكر فيهم بعد".

تحديات ما بعد نتنياهو: الحاجة إلى الإبداع وتعديل المسار

يرى شابيرو أن السمة التي رافقت نتنياهو طيلة مسيرته السياسية هي "القلق الوجودي". ومع ذلك، فإن مغادرته للمشهد السياسي ستترك "انطباعاً كبيراً"، حيث سيتعين على الأحزاب التي كانت رسالتها الوحيدة هي معارضته أن "تجد رسالة جديدة". فـ "حتى الآن، كان يمكن لها أن تقضي حياتها السياسية بأكملها في سلوك معاكس لتحركات نتنياهو". وفي هذا السياق، ذكر شابيرو أن نتنياهو "دأب على مواجهة الرؤساء الأميركيين لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، والتفاوض معها، وفي الوقت ذاته فإنه اختار الجانب الخطأ من التاريخ، لأنه انتهك الحقوق المدنية للإسرائيليين".

وشدد شابيرو على ضرورة أن يكون "الجيل القادم من السياسيين الإسرائيليين بعد نتنياهو أكثر إبداعًا، وأن يقدموا حلولاً للمشاكل الأساسية: وضع فلسطينيي 48، ودمج المعسكر الحريدي، وإقامة اقتصاد تنافسي، وأكثر من ذلك". واختتم بالقول إن "إعادة توزيع الأوراق السياسية قد يمهد الطريق أمام حلول جديدة لمشاكل قديمة، وعلى وجه الخصوص، سيأتي الوقت لوضع مسودة الدستور الذي وعدنا الجمعية العامة للأمم المتحدة بكتابته في 29 نوفمبر 1947، ولكن تم إحباط عملية كتابته في سنوات طويلة سابقة".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً