لاحظنا فى العام الدراسى المنصرم٢٠٢٠/٢٠١٩ ارتفاع مجاميع الثانوية العامة بطريقة ملفتة للنظر . وخصوصا عندما عجز من حصل على مجموع 97٪ عن دخول كلية من كليات القمة كالطب والصيدلة ، وهناك من عجز عن دخول كلية الهندسة لأنه لم يحقق نسبة 95٪ . السؤال ما المطلوب من الطالب أكثر من ذلك؟ لقد اجتهد حتى أصبح متميزا ، لماذا لم يدخل كليات القمة ؟! من وجهة نظرى أن هذا الطالب الذى حصل على هذا المجموع كان حافظا لا فاهما، اعتمد على الحفظ والصم، وتعلم من محترفى الدروس الخصوصية كيفية الإجابة على الأسئلة الشائعة والمتداولة فى امتحانات الثانوية العامة حتى حصل على هذا المجموع الكبير وإنه غير فاهم وغير مبتكر إلا من رحم ربي ، والدليل على ذلك أننا وجدنا العديد من هؤلاء الطلاب الذين دخلوا كليات قمة يسارعون بتركها وعدم مواصلة التعليم فيها ومنهم من يكمل على مضض وعندما يتخرج نجده غير قادر على المنافسة ولا مواجهة التحديات ومواكبة التطورات والتغيرات المجتمعية وما حدث فيها من تحول رقمى وغير قادر على مسايرة سوق العمل ، فنجدهم يلجأون إلى البدء من جديد من خلال أخذ دورات وكورسات لمواجهة تلك التحديات ومنافسة سوق العمل . تفسيرى لكل هذا أن طريقة التعليم القائمة على الحفظ والتلقين هى التى صنعت منهم شبابا غير قادر على مسايرة التحول الرقمى الذى تسعى الدولة لتنفيذه . لذلك كان لزاما على الدولة تغيير نظام التعليم وشكله القائم على الحفظ والتلقين إلى طريقة الفهم والاستيعاب والتحليل لخلق جيل مفكر مبدع قادر على مسايرة التحولات الرقمية ،قادر على التنافسية والمشاركة في التنمية الشاملة لمصرنا الحبيبة. تحية إجلال وتقدير لمعالى الوزير الأستاذ الدكتور / طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى الحريص على خلق جيل مبدع ومبتكر يساهم في نهضة هذا الوطن من خلال المنظومة التعليمية الجديدة والتى غيرت من شكل التقييم ، وشكل الأسئلة التى أصبحت تقيس المهارات والمستويات العليا فى التفكير. وجعل التعليم وسيلة أساسية للنهوض بمصر فى شتى المجالات.
وأختم كلامى بقول الله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" لابد أن نتغير ونتكاتف جميعا لقبول هذا التغيير فى نظام التعليم ولاسيما عندما يكون للأفضل ويشجع على التنافسية ويساهم في تقدم وازدهار مصرنا الحبيبة، والتنمية الكبرى لوطننا الغالى مصر