محمد الجزار يكتب: الاحترام الزائد قتل المتعة في مباراة بيراميدز والأهلي

محمد الجزار
محمد الجزار
كتب : أهل مصر

عزيزي القارئ إذا كنت تبحث في هذا المقال عن إنصاف فريق على الأخر من باب 'التحفيل'، فهذا المقال لا يناسبك، فما حدث في مباراة تجمع بين بيراميدز صاحب الملعب وملايين الجنيهات، أمام نظيره الأهلي نادي القرن الأفريقي الضيف على ملعب الدفاع الجوي، لم يخرج عن كونها مباراة بين فريقين تبادل كلهما اللاعبين في وقت سابق والأخطاء والحظر الدفاعي داخل البساط الأخضر، وحرما الجمهور المترقب من متعة كرة القدم!

بيراميدز صاحب الملعب والضيافة تحت قيادة رودولفو أورابارينا، أو كما أحب أن ألقبة بـ 'أبا أرينا'، اختار أن يلعب بطريقة 4-2-3-1، وبتشكيل مكون من شريف إكرامي أمامه رباعي من اليسار إلى اليمين طه وأحمد سامي، وعلي جبر، وأحمد فتحي، وأمامهما أحمد توفيق ودونجا، وثلاثي هجومي مكون من عبدالله السعيد ورمضان صبحي ويسارًا إيرك تراوري ورأس حربة وحيد جون أنطوي.

الأهلي ضيف ملعب الدفاع الجوي مع الجنوب أفريقي 'الودود' بيتسو موسيماني، فضل البدء بذات الطريقة المكونة من 4-2-3-1، بتشكيله الأقرب للتثبيت في مونديال العالم للأندية، إذ حرس عرين الأهلي أحمد الشناوي، وأمامه قلب دفاع مكون من بدر بانون وأيمن أشرف، يسارًا معلول ويمينًا محمد هاني، وفي خط الوسط الدفاعي ثنائي حمدي فتحي والسولية، والوسط الهجومي مكون من أفشة والشحات يمينا وطاهر محمد طاهر يسارًا ومهاجم وحيد محمد شريف.

المباراة بدأت باحترام الفريقين لبعضهما البعض، والُبعد عن المشاحنات التي ضربت السوشيال ميديا، إلى أن الهجوم على المرمى كان على فترات متباعدة، حذر دفاعي مبالغ فيه، كرات طولية بدون عنوان، انتظار لاستغلال إي أخطاء من الدفاع دون المبادرة لخلق إي ثغرة أو بناء هجمة بشكل متميز من كلا الفريقين، وغابات الحلول من أفشة في الأهلي وعبدالله السعيد في بيراميدز.

اعتمد كلا الفريقين على الأجنحة والهجمات المرتدة. لما يمتلكوه من قوة هجومية كبير وضاربه، دعونا نلقي نظرة إلى الأعلى لنرى الأسماء، أو تابع الكلمات عزيزي القارئ، وستجد أن الأهلي يمتلك حسين الشحات الأغلى، وطاهر الأقوى بين أعضاء فريقه، وفي المقابل ستجد رمضان صبحي قائد الشباب، وإيرك تراوري النفاثة بين أضلاع البساط الأربعة.

النقاط المضيئة في المباراة قليلة، بعدما حرص 'أبا أرينا' أن في حالة فقدان الكرة يتحول لطريقة لعب 4-5-1، وتضيق المساحات أمام لاعبي الأهلي وعدم ترك مساحة لصانع ألعاب الأهلي 'أفشة' للتحرك، وبدوره الأهلي نفذ هذه الطريق بتحريف بسيط ولعب بطريقة 4-4-2، مع ارتداد المهاجمين لتنفيذ الواجبات الدفاعية والضغط على الخطوط الأولى للمنافس ومحاولة أفساد الهجمة.

بواليا يعلم جيدًا استياء الجمهور الأحمر من أداءه وتكرار إهدار الفرص، ولكن هذه المرة في الدقيقة 76، من كرة عرضية من الجهة اليسرى سجل الزامبي أول الأهداف بعدما سقطت الكرة من حارس مرمى بيراميدز إكرامي، ولكن 'المنحوس منحوس' أطلق جهاد جريشة حكم المباراة صافرته بعدم احتساب الهدف بداعي أن بواليا أشترك بشكل غير قانوني وتدخل مع شريف إكرامي حارس مرمى بيراميدز.

التحول الهجومي السريع وضح جليًا في تواجد محمود كهربا، وأبرز الكرات جاءت في الدقيقة 83 من 3 تمريرات بدأت مع بتمريره من أفشة إلى كهربا الذي ردها بدوره إلى أفشة في ثنائية مزدوجة وكرة عرضية إلى الزامبي 'المنحوس' والتر بواليا الذي سدد الكرة تحت ضغط في منتصف المرمى تصدي لها شريف إكرامي ومتابع جديدة من والتر بواليا إلى خارج المستطيل الأخضر.

بيراميدز كاد أن يخطف نقاط المباراة على طريقة الأهلي في الثواني الأخيرة بعد إضافة 4 دقائق وقت بدل ضائع عزيزي القارئ، بعد تسديدة من على حدود منطقة العمليات بعد تأهيل وتهيئة البديل إبراهيم عادل للقادم من الخلف أحمد توفيق وتصدي بأطراف الأنامل لـ محمد الشناوي الذي حولها إلى ضربة ركنية.

فقرة الأرقام

هذه السطور يعشقها هواة المقارنات وتحليل الأداء الرقمي عقب كل مباراة نسرد فيها سطور التحليل الفني، وبداية من الاستحواذ الذي فاز بها فريق الأهلي بنسب 52% مقابل 48 لفريق بيراميدز.

المباراة كانت فقيرة هجومية اقتسم الفريقين 12 تسديد، حتى التي بين الثلاث خشبات كان نصيب كل منهما تسديدتان فقط، و4 خارج الإطار، تفوق أيضا الأهلي في الحصول على 5 ضربات ركنية وكان 4 ضربات من نصيب فريق بيراميدز.

الضربات الثابتة تفوق في عددها فريق بيرميدز 13 ضرب حرة مقابل 11 لصالح النادي الأهلي، الذي زاد سيطرته على الكرة بالتسليم والتسلم وتمريرات بلغت 383 تمريرة منها 287 صحيحة، في المقابل كان لبيراميدز 350 تمريرة منها 266 صحيح، الفارق ليس بكبير بين الفريقين في الأرقام.

الأهلي نجح في استخلاص الكرة 18 مرة أكثر من بيراميدز الذي نجح في افتكاكها 16 مرة، بعد تدخلات ناجحة للأهلي بلغت 13 تدخل صحيح مقابل 9 تدخلات من جانب فريق بيراميدز.

الدوري والمونديال

بيراميدز أغلق صفحة المباراة بعدما أضاف إلى رصيده من النقاط نقطة واحدة وجاء في المركز الرابع برصيد 14 نقط، فيما ظل الأهلي متصدرًا مؤقتًا برصيد 21 نقطة، الأول يستعد لمباراته المقبلة في الدوري أما الثاني فيلملم حاجاته للرحيل إلى قطر ومواجهة الدحيل في أولى مباريات كأس العالم للأندية.

أتوقع أن نرى نسخة مغايرة للأهلي في مونديال العالم وعقب نهاية المونديال سنرى نسخة أخرى ثالث جديدة، بعدما شاهدنا نسخة نهائي أفريقيا ونسخة ما بعد أفريقيا، أما بيراميدز يسعى خلف طموح الدوري ورياح التغير لن يقف أمامها أحد .. ألقاكم في مقال جديد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً