علاء بسطويسي يكتب: أيمن أشرف.. بالإصرار تفتح كل الأبواب

علاء بسطويسي
علاء بسطويسي

دائما وأبدا الآلام هي بداية لآمال جديدة، فكل عثرة تتبعها منحة، و من رحم العسر كان اليسر والفرج.. هذا باختصار قصة أيمن أشرف السيد لاعب الأهلي ومنتخب مصر، مواليد عام ١٩٩١، والذي يكمل ربيعه الثلاثين في التاسع من أبريل القادم.

حينما أسمع أيمن يتكلم أشعر وأنه يعيش خلف كواليس صعبة لم يعشها غيره ولا يحاول أن يبديها لسواه، هذا يكون جليا لمن يقرأ همسات العيون ولغة الجسد جيدًا.

فى ظهوره مع أسامة حسني على شاشة الأهلي بعد حصد اللقب التاسع في دوري ابطال أفريقيا، بدا اللاعب وكأنه جبل لا يهزه ثقل الأحجار والظواهر الطبيعية التي يحملها على ظهره، ثابت، هادئ، كل حديثه عن مستقبل ونجاحات وإنجازات، لكن كحال المدعين لا يمكنهم الاستمرار والدوام على هذه الحالة، لابد من لحظة تكشف الحقائق، هكذا كان أشرف لكن على نحوٍ آخر.

فبمجرد أن تطرق "حسني" اللاعب السابق والإعلامي بالحديث عن حادثة وفاة والدته وشقيقته، تحول الجبل العملاق الذي لا يهتز إلى حرير ما أرقه! "وقشة" ما أهونها! هنا تأكدت صحة تحليلي وإرهاصات فكرتي لما وراء هذا الثبات المدعى، فتكلم أيمن وحكى ما سمعناه كثيرا لكننا نسمع حديثه عن هذه الواقعة في كل مرة وكأنها المرة الأولى، ألمه وحزنه تشعر في حضرتهما وكأنه لا زال في صدمته لم يفق منها بعد، والله أبكيتنا يا أيمن.. فبلاؤك كان صعبا وقاسيا على من شاهده، فكيف لمن عاش في رحابه وسهر الليالي في آلامه؟!

فقدان الأم مصيبة عظمى، أما أيمن فقد أمه وشقيقته في آن واحد، وفي مشهد صعب "حادث مروري" لذلك قرار أيمن وقتها باعتزال كرة القدم لم يكن ناتجًا عن ساعة غضب أو حزن، بل كان نتاجا لجسد مزقه الألم ولم يعد يقوى على الوقوف من جديد، تعبيرات أيمن في الحديث عن الواقعة كل مرة تجعلنا نصدق هذا دون تردد بل نتعجب من قوة إيمانه وثباته.

المخضرم حلمي طولان الأسطورة الزملكاوية الحية، كان له الدور الأول في إثناء اللاعب عن قراره والوقوف بجانبه ودعمه بكل وسائل الدعم المعنوي حتى عاد أيمن أشرف مجددا لسماء الساحرة المستديرة ولسماء الرياضة بالأسكندرية مع نادي سموحة، فكانت بداية جديدة تختلف عن سابقاتها، يتألق ويتأنق ويعود للأهلي من جديد، ويصبح أحد نجوم الخط الخلفي للكرة المصرية في الفترة الحالية وليس النادي الأهلي فحسب.

ويرفع الكأس الغائبة عن النادي لسبع سنوات كونه أحد كباتن الفريق بعد بطولة قدم فيها أداءً خرافيًا ومعها بطولة العالم للأندية تواليا في الآداء وتوازيا في الثبات والتألق، ليتحول أيمن أشرف من لاعب معتزل إلى لاعب بالتشكيلة الأساسية للقارة الأفريقية للاعبين المحليين، جامعا بين الألقاب المحلية والقارية، يهتف باسمه جمهور القلعة الحمراء "ويا بخت اللي يرضى عنه جمهور الأهلي".

قصة أيمن رسالة خالدة تضاف لقصص السابقين، لكل من مزقته آلامه وقست عليه الظروف وأوجعته البلايا، عنوانها: أن ما عند الله خير وأبقى، فقط قم وأزح الغبار من عليك وابدأ حيث الأمل والعوض الجميل.

"لا حياة بدون ألم، ولا ألم بدون أمل"

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً