اعلان

أيامنا الحلوة.. مُتلازمة الست أمبِر!

محمود خليل
محمود خليل

ليس من السهل أبداً إستخلاص أى عِبر أو دروس أو معلومات من قصص زواج وطلاق المشاهير لا سيما نجوم هوليوود! فالمُتابع لهذه القصص لن يصِل أبداً إلى الرواية الحقيقية، أما الوصول للسبب الأصيل لما حَدَث فهو حِلم بعيد المنال! ويجد القارئ نفسه وسط زحام من الأخبار التافهة التى تُركز على ما لا ينفع ولا يُعّلِم ولا يترك للمُتابع عبرة أو درس.

أما أخر تلك القصص وأهمها فكانت قضية التعويض التى أقامها الممثل جوني ديب الذى أحببناه فى فيلمه الأشهر (قراصنة الكاريبى) والذى عُرِض من عشرين سنة ضد الممثلة أمبِرهيرد والتى عرفناها فى فيلم ...!!، الحق أنى لم أعرف الست أمبِر إلاوقت القضية ولم أر لها عملاً فنياً واحداً، على كل حال الست أمبِر لها فيلم واحدفقط شهير وهو (أكوامان Aquaman) وهو إنتاج حديث يعود إلى 2018 فقط!

وقد تزوج النجمان عام 2015 رغم فارق السن بينهما (20 سنة) وإستمر زواجهما حوالى العام، إذ قررا الإنفصال عام 2016 وأعلنا ذلك الإنفصال فى مؤتمر صحفى وبُمنتهى التحضر، وأكدا وقتها على بقاء الإحترام بينهما وأن الموضوع ببساطة هو (قسمة ونصيب)، غير أن أمبِر فاجأت الجميع بعد ذلك بحوالى السنة وأقامت دعوى قضائية ضد جوني ديب نفسه إتهمته فيها بأنه قد ضربها وأهانها فترة زواجهما، هكذا فجأة؟! أين الإحترام والمودة والقسمة والنصيب يا سِت أمبِر؟ لا أحد يعرف!

لم تكتفِ الست أمبِر بالقضية إذ أنها أقدمت بعد ذلك بحوالى السنة على التشهير بطليقها جوني ديب فى سياق مقال كتبته هى عن معاناتها مع العُنف الزوجى ونُشِر المقال فى موقع بارز فى صحيفة الواشنطن بوست الواسعة الانتشار، ورغم أن الست أمبِر لم تَذكر جوني بالإسم فى المقال إلا أن الأخير إعتبر ذلك تشهيراً به وإضراراً به وبسمعته كونه زوجها السابق، وقدَّر جوني تلك الأضرار ب 50 مليون دولار قبل أن تحكم له المحكمة منذ أيام بـ 15 مليون فقط!

وفى وسط ضوضاء جلسات التقاضى التى تم بثها مباشرة وجلبت الملايين للكل (إلا المُشاهدين) ًتم تحليل شخصية الست أمبِر من خلال تصرفاتها على مدار تاريخها ومن خلال أسئلة مُباشرة وجهت إليها، وقد تم تحليل الشخصية من خلال طبيبة نفسية ألحَقها جوني بالفريق الدفاعى الخاص به، وقد خَلَص التقرير الطبى الذى أعدته الطبيبة إلى أن الست أمبِر(صاحبة مرض) وأنها تعانى من نوعين من أنواع إضطراب الشخصية وأن هذين النوعين كانا دائماً يتحكمان فى شخصية أمبِر وأفعالها، وأن أثر المَرَض قد شوهد مراراً على مدار حياتها الغريبة المليئة بالمشاكل، فالست أمبِر إتهمت سابقاً فى قضية عنف وضرب، كما إرتبطت أمبِر بعلاقات عاطفية مع الجنسين دون تفرقة (رجالاً ونساءاً)، وقد واعدت أمبِر لسنين طويلة مُصورة أمريكية، كما واعدت الملياردير اليون ماسك صاحب تسلا، والست أمبِر كانت من ضمن فريق تمثيل مسلسل تم حظره فى أمريكا لأسباب أخلاقية !! تاريخ مُشرف كما نرى!

وأول أنواع تلك الإضطرابات التى تُعانى منها أمبِر هو الإضطراب الحدّى BORDERLINEPERSONALITY ORDER

ويشعر المريض هُنا بالتًخبط وعدم الثِقة فى علاقاتِه مع الأخرين وخصوصاً مع شريك الحياه، ولا يستطيع المريض الإحتفاظ بمن يحب نظراً لتقلب مزاجه المُستمر، وتنتهى علاقاته غالباً بالإنفصال، ورُبما تتطور أعراض المَرَض للحد الذى يُقدم فيه على الإنتحار أو وضع نفسه فى قلب الخطر رغبة فى التخلص من نفسه، وقد شوهد كل ذلك فى حياه أمبِرالمندفعة المتُقلبة المزاج والكثيرة العلاقات العاطفية!

أما الإضطراب الثانى الذى تُعانى منه أمبِر فهو الإضطراب التمثيلى أو الـ HISTRIONIC PERSONALITY DISORDER ومن اهم ما يتميز به مرضى ذلك النوع من الإضطراب هو رغبتهم فى البقاء دائماً فى دائرة الضوء والإهتمام تماماً مثل الممثلين والنجوم (ربما كان ذلك سبب التسمية) ، وتشهد حياه أمبِر الصاخبة أنها من المرضى المؤسسين لهذا المرض فقد كانت أفعالها دائماً ومشاكلها التى لا تنتهى سبباً فى بقائها تحت دائرة الضوء!

المهم أننا إستفدنا من قصة تافهة مكررة ونجحنا فى إستخلاص شئ من وسط ذلك اللا شئ، أولاً رأينا قيمة التحليل العلمى لأى مشكلة أو قضية وقُدرته على إحداث التغيير، وقد رأينا ذلك فى التحليل النفسى للست أمبِر، أما القيمة الثانية فهى قيمة الدين والأخلاق والتقاليد، وإذا كانت السِت أمبِرمريضة نفسياً فكُلُنا مرضى نفسيين، غير أننا نتراجع عن أي سلوك شاذ أو مرضى خوفاً من الله عزَّ وجَل ويردعنا المًجتمع الرافض لأى سلوك غير مُنضبط إن ضعفت نفوسنا ثانية

أما إذا لم نخف من الله وإذا أمننا شر غضب المجتمع فمن الذى سيردعنا ويُقومّنا إذن ! فى الأغلب ستكون حالتنا مثل حالة الست أمبرِ وسنخرج من أزمة لنقع فى أزمة أخرى!

شفانا الله من كل مرض ورزقنا خشيته ومحبته وجعل أيامنا وأيامكم حلوة!

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصدر مطلع: الوفد الأمني المصري وصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخلاف بشأن غزة