في أحيان كثيرة يضطر الإنسان إلى تسديد فاتورة مبدأ تمسك به أو رأي كشف عنه أو تعليق علي حديث كان يجريه وغالبا مايختلف ثمن السداد من شخص إلى أخر فقد يكون فقدان لعلاقة ما أو منصب مهم أو غرامة مالية كبيرة، لكن أن يكون الثمن ماينال من سيرتك وسمعتك فهذا هو الأصعب والأخير هو ماسدده الفنان الكبير الراحل سمير صبري جراء إحى حلقات برنامجه الأشهر النادي الدولي الذي يعد واحدا من أيقونات ماسبيرو والإعلام المصري، حيث استضاف الراحل في تلك الحلقة، التي أذيعت في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي الفنانة فيفي عبده وكان من بين الأسئلة التي وجهها إليها عن مسقط رأسها فقالت إحنا من قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية.
وكان من المقرر حذف السؤال أثناء عملية المونتاج لكن مخرج البرنامج لم يحذفه مستغلا سفر سمير صبري إلى الخارج لتصوير أحد أعماله الفنية، وبالمصادفة كان التليفزيون وقتها يذيع حديثا للرئيس السادات بمناسبة ذكرى ميلاده حيث كان من تقاليد الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس إذاعة حوارا تجربه معه دائما الإعلامية الراحلة همت مصطفى وتطرق السادات خلال حواره إلى الحديث عن أخلاق القرية وربطت خفافيش ماسبيرو بين حوار الرئيس وماعرضه النادي الدولي وقرر وزير الإعلام إلغاء البرنامج ليسدد سمير صبري بعدها الفاتورة بعدما تخلى عنه مخرج البرنامج ورقباء التليفزيون وقدموه فدية حتى يحتفظون بمناصبهم.
وتطوع أخرون لتشويه صورة سمير صبري ومنع أخباره من النشر وتلويث صورته بشائعات لا أساس لها من الصحة ولو لا نصيحة من الكاتب الكبير الراحل مصطفى أمين الذي التقاه سمير بالمصادفة في لندن لكانت العواقب أكثر سوءا وتجاوزت مرحلة الشائعات ووصلت إلى حدود لايعلمها إلا الخالق سبحانه وتعالى.
وكالعادة تناقلت الألسنة الشائعة وتداولتها وأصبحت وكأنها حقيقة وواقعا ورغم ذلك عاش الراحل سمير صبري بثبات إنساني يحسد عليه متمسكا بمبادئه التي تربى ونشأ عليها ومن قبلها بدينه الذي كان حريصا على أداء عباداته من صلاة وصوم وزكاة ومعاملة حسنة للجميع لذلك قرر مسامحة من أساءوا إليه لكنه مثل كل البشر كان يشعر بالمرارة والحزن لذلك رفض دخول مبنى ماسبيرو لمدة عام رغم صدور قرار جمهوري من الرئيس السادات بإعادة برنامجه النادي الدولي مجددا إلى الشاشة.