داليا عماد تكتب: ماذا لو عادت الأيام؟

داليا عماد.. المشرف العام على التحرير في "أهل مصر"
داليا عماد.. المشرف العام على التحرير في "أهل مصر"

تجربة تجاوزت السبع سنوات بقليل، ما زلت أذكر أول يوم عمل في مؤسستي الصحفية "أهل مصر"، تلك المؤسسة التي أخذت على عاتقي بناءها منذ مرحلة اختيار المقاعد إلى اختيار أصحاب تلك المقاعد.

الآن، وبعد سبع سنوات، تغيرت الوجوه واختفى من المشهد الكثيرون ممن قاتلت لأجلهم، البعض ضل طريقه ومازال يكابر، والبعض جرى وراء حلم يئس أن يحققه في مكان لامست أنفاسهم طرقاته طوال أعوام.

أعلم أن الجميع يتجرع الألم، وإن لم يعلن مكابرة.. أعلم أن الجميع أُجبر على قرار كان أصعب ما يكون في ظل تأخر حق مستحق، وهم لم يكونوا ضعفاء بقدر ما كانوا يائسين، "فعندما يموت الأمل داخل النفوس يتساوى وقتها الصواب والخطأ".

لم تكن تجربة سهلة أبدًا، لم تكن نزهة كما ظنها البعض وحاول أن يروج لها.

بدأ الأمر بظن البعض أن سيدة من خارج الوسط الصحفي تقتحم مجالًا لم تعمل به من قبل؛ رغبة في وجاهة اجتماعية، وظن البعض أن الأمر سريعًا ما سينتهي، حتى أن من صمموا الموقع صمموه على هذا الاساس فما الحاجة لتصميم موقع محترف يساعد على النجاح ؟ فما هى الا عدة أشهر ستقضيها السيدة في هذا المجال وبعدها ستخرج منه غير آسفة، ولم يفطن إلا القليلون لشغفى بالمهنة، ولم يتعامل مع هذا الشغف بحكمة إلا أفراد مازلت أتذكرهم وأتذكر ما خلقوا من تحدٍ داخلى لأستمر، فلهم كل التحية.

بدأت التعامل مع مجموعات صحفية مختلفة، الغالبية جاء ليحصد أول قطفة، والقلة من جاء بطموح عمل حقيقي.

الغالبية كان الأمر بالنسبة لهم مكان عمل إضافي حتى يغلق المكان الذى لن يستطيع الزائرون الجدد للوسط إدارته، لكن خابت الظنون، واستمر المكان، ونجح دون أي مساعدة من أحد، والعاملون في هذا المجال يعلمون ويدركون جيدًا صعوبة ألا تجد من يساعدك.

بعد عدة أعوام أصبح للمكان أهله وناسه، وتجولت أحلامهم بين الطرقات، عشنا معًا لحظات فرح وألم، وضاقت صدورنا كثيرًا من اليأس، وكان بعضنا لبعض عونًا، ففي ظرف عامين فقط تطور موقع "أهل مصر" لينافس اسمه أقدم وأعتى المواقع على الساحة الصحفية.

تلك المواقع التي تحوى أضعاف أعداد الصحفيين في "أهل مصر"، وينفق عليها ملايين الجنيهات شهريًا، هذا إلى جانب دعم غير محدود وعلى كافة المستويات.

بعد عدة أعوام أخرى تحقق الحلم، وأصبح موقع "أهل مصر" جريدة ورقية تتبع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ثم انضمت جريدة "أهل مصر" حديثًا في خطوة طال انتظارها إلى نقابة الصحفيين بعد صبر وانتظار خمس سنوات هلك فيها من هلك وبقى من صبر.

في نهاية مشواري أدين بالشكر كل الشكر لزوجي وهو من دعمني، بل إنه هو الداعم الوحيد لي وللمكان، فهو الذى صدق أحلامنا حتى بعدما فقدنا نحن الأمل، فكان هو السند والعون طوال رحلة شاقة مرهقة.

أدين بالشكر لنفسي التي تحملت صعوبات كبيرة، وتجاوزت تحديات عملاقة، وعبرت بدون يد واحدة تمتد لمساعدتي، وبدون أن أخطئ أو أقدم تنازلًا واحدًا أو أقوم بأي خطوة أخجل منها.

فخورة أني لم أضعف، فخورة بصبري، فخورة بأنى انتصرت لمبادئي، وهى أنه في النهاية وإن طال الأمد فلا يصح إلا الصحيح.

أدين بالفضل لعدد قليل لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ممن صدقوا حلمهم، هم بناة المكان وعماده وسنده حين فقد السند.

لا أحب أن أنظر خلفي كثيرًا، ولكن الأمر لم يكن سهلًا.

أدعو الله أن نستمر على درب النجاح، ونسأل الله العون فيما هو قادم، فدائماً داخلى يقين أنه مازال هناك أفضل، وأن ما سبق لم يكن سوى بداية، وأن القادم مختلف إن شاء الله، كما يتنامى دومًا داخلى أن ما لحق بنا من خير إلا بأمر الله وحده وليس تدبير بشر.

فالحمد لله كثيرًا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
من الجزيرة لـ الجزيرة.. حقيقة تعاقد الأهلي مع النني استعدادًا لكأس العالم للأندية