اعلان

الثقافة فى قبضة نساء العصر

زكريا صبح
زكريا صبح

ربما حَظِي صالون مي زيادة الثقافى بشهرة فاقت غيره من الصالونات الأدبيَّة؛ حتى بات فى ظن البعض أنَّه لم يكن هناك غيره فى مصر فى أوائل القرن الماضى حتى منتصفه، أو أنها كانت المرأة الوحيدة التى تُشرف على إقامة صالون ثقافي بل وإدارته.

ولكن بنظرة سريعة إلى الماضى سيتضح لنا أنَّ الصالونات الأدبيَّة والثقافية ربما كانت ابتكارًا نسائيًّا عربيًّا خالصًا؛ حيث كانت النساء لهنَّ قصب السبق فى تأسيس الصالونات الأدبيَّة؛ ربما لإثبات ذاتهنَّ وإظهار ثقافتهنَّ وانفلاتهنَّ مِن دائرة القهر القاتلة قبل أن تهتدي إليه النساء فى الغرب وخاصةً فى فرنسا.

ويُرجِع البعضُ تاريخ الصالونات الأدبيَّة إلى ما قبل الإسلام عندما كانت الخنساء شاعرة متميزة، وكان يستمع لها الشعراء والأدباء ويتبادلون أحاديث الشعر ونقده .

ثم كان فى العصر الأموىصالون سكينة بنت الحسين فى الحجاز، وصالون عائشة بنت طلحة، وصالون جميلة وغيرهنَّ مزدهرين بروداه عُشَّاق الكلمة.

ثم شَهِدَ العصر العباسى انتشارًا واسعًا للصالونات الأدبيَّة مثل: صالون فضل العُبيدية، وصالون حَفْصة الركونيَّة فى غرناطة، وصالون الشاعرة ولَّادة بنت المستكفى فى قرطبة، وصالون عائشة القرطبية وسارة الحلبية..

ثم تلاشت ظاهرة الصالونات الأدبيَّة فى عصر التخلف العثمانى، وسرعان ما عادت للظهور والانتشار فى عصر النهضة الأدبيَّة الحديثة، فظهر صالون مريانا مزاش فى حلب وهو الصالون الذى سبق صالون مي زيادة اللبنانية التى وصلت مصر عام ١٩٠٧ وأقامت صالونها الأدبى الذى استمر إلى ما يقرب من ربع قرن، وذاع صيته بما كان للمترددين عليه من شهرة مثل: أحمد زكى باشا، طه حسين، أنطوان جميل، مصطفى صادق الرافعى، والعقاد، والمازنى، وكانت للسمات الشخصية للآنسة مي دور مهم فى جذب هؤلاء النجوم لصالونها، فقد تميَّزت بحضورها وثقافتها وإجادتها للغة الأجنبية فضلًا عن لغتها العربية.

وإلى جواره كان صالون نازلى فاضل ابنة أخى الخديوى إسماعيل، وكان يحضره سعد زغلول، ومحمد عبده، وقاسم أمين، و أيضًا صالون هدى شعراوى الذى كان يحضره أحمد حسنين باشا، ومحمد حسين هيكل، وفكرى أباظة.

ولم تكن الصالونات الأدبيَّة التى تنظمها وتقودها نساء مثقفات ونابهات حكرًا على مصر، وإنما تناثرت فى أرجاء الوطن العربى باعتبار الثقافة مكونًا رئيسيًّا من الهوية العربية؛ ولذا كان هناك صالون أمانى فريد، والكساندرا الخورى فى الإسكندرية، وأنصاف الأعور، وحبوبة حداد فى بيروت، وصبيحة الشيخ فى بغداد، وصالون مارى عجمى زهراء العابد، وثريا الحافظ، وكولييت خورى، وحنان نجمة، وجورجيت عطية فى دمشق ..

كل ذلك إن دلَّ على شيئ إنما يدل على انعكاس حالة الحرية و تقدير الثقافة والفكر لدى هذه الأجيال وتقدير الأنظمة الحاكمة لهذه الصالونات .

ربما استطعنا قياس حضارة أمة مِن الأمم أو دولة مِن الدول بعدد صالوناتها الأدبيَّة التى تدور فيها نقاشات فكرية عميقة، وتتناول فيها قضايا أدبيَّة مهمة، وربما رصدت بشكل دقيق التيارات الأدبيَّة السائدة فى هذا العصر أو غيره وأحيانًا تخرج بتوصيات تكون غاية فى الأهمية.

وبالنظر إلى المرحلة الراهنة المعاصرة سنجد انتشارًا واسعًا وازدهارًا ثقافيًّا ملحوظًا وصالونات أدبية منتشرة فى أرجاء مصر على سبيل المثال ، وهذه الطفرة لم تكن خبط عشواء ولا نبتًا شيطانيًّا؛ بل هى امتداد طبيعى لجهد السابقات ممن كُنَّ أربابًا لهذه الصالونات.

لماذا تهتم السيدات بتنظيم الصالونات ؟

المتابع للحركة الثقافية فى الوطن العربي سيجد أن حِراكًا ثقافيًّا فاعلًا لا يتوقف على مدار الأسبوع ،وإذا كانت المؤسسة الحكومية الرسمية فى مصر على سبيل المثال لها منصاتها الثقافية مثل المجلس الأعلى للثقافة ودار الأوبرا وهيئة الكتاب واتحاد الكُتَّاب وغيرها من المؤسسات فإنَّ المثقفين لا يقنعون بهذه الوجبات الثقافية التى فى أغلب الأحيان تكون مُقيَّدة بقيود كثيرة؛ لذا ترى المثقفين يهربون إلى الصالونات الخاصة التى يجدون فيها مزيدًا مِن الحرية بعيدًا عن الخريطة المرسومة مسبقًا ، ولأن النساء مغرماتٍ بالتنظيم والإدارة ويتمتعن بهامش زائد مِن الفراغ غير المتاح للرجال فإنهنَّ يَبْرَعْن فى تنظيم مثل هذه الصالونات فى محاولة منهنَّ للاقتداء بأسلافهنَّ المثقفات المستنيرات من أمثالمي زيادة ؛ لذا ليس غريبًا أن نجد هيمنة نسائية على المشهد الثقافى ليس فقط من حيث كم الإبداع والإنتاج الأدبى مِن شعر وقصة ورواية ونقد - فلدينا مبدعات كبيرات يكتبن الرواية والقصةوالمسرحية ويتصدرن المشهد الثقافى مثل : ميرال الطحاوى، ومنصورة عز الدين، وشاهيناز الفقى، وهالة البدرى، وهالة فهمى، ونهى الرميسى، وصفاء عبد المنعم، ومنال رضوان، وغيرهن الكثيرات ومثلهن فى النقد أيضًا،فلدينا: هبة السهيت، وهويدا صالح، وفاطمة الصعيدى، وغيرهنَّ الكثيرات - نقول ليس غريبًا سيطرة النساء علىالمشهد الإبداعى والنقدى فقط، ولكن مِن حيث قدرتهنَّ على تنظيم هذه الصالونات التى يسعى إليها المثقفون مُلبين دعواتهنَّ .

وربما كان لقدرة النساء بما يملكن من مهارة فى حشد الجموع، مستغلين فى ذلك لباقتهنَّ وحسن عرض دعواتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعى ، ربما كان لذلك أثر هائل فى نجاحهنَّ وبزوغ نجمهنَّ فى المشهد ، وربما كان هناك عامل آخر وهو يخص طبيعة المرأة الغيورة التى تأبى إلا أن تكون فى صدارة السِّباق ، كل هذه العوامل ربما كانت سببًا فى سيطرتهنَّ على المشهد الثقافى غير الرسمى إبداعًا ونقدًا وتنظيمًا للصالونات.

ولعلَّ من أشهر هذه الصالونات الأدبيَّة وأعرقها فى وقتنا الراهن صالون هالة البدرى الكاتبة المعروفة ذات الإنتاج الغزير من القصة والرواية فلها من الروايات: السباحة فى قمقم على قاع المحيط ، ورواية رقصة الشمس والغيم، ورواية أجنحة الحصان، ورواية منتهى، ورواية ليس الآن، ورواية امرأة ما، ورواية قصر النملة ومدن السور، وغيرها من الروايات والمجموعات القصصية والكتب النقدية، وهذا الصالون يمتاز بالهدوء؛ لأنه يبعد مِن حيث المكان عنصخب المدينة ويبعد بضيوفه عن عشوائية الحضور؛ لأنها تنتقى لصالونها كبار الكُتَّاب ويقتصر الحضور على النخبة المتميزة من عموم النخبة المصرية ، وإلى جانب هذاالصالون الأدبى الثقافى فإنها صاحبة ندوة أدبية تنعقد فى المجلس الأعلى للثقافة على مدار عشرين عامًا بعنوان ( حوار )؛ حيث تقيم حوارًا بين أديب شاب فى مقتبل حياته الإبداعية وآخر قد تحقق وله باع طويل مِن الإبداع، ومعرف أن هالة البدرى صحفية كبيرة كانت تشغل قبل ذلك رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون.

وهناك على أطراف القاهرة مِن الناحية الشرقية تعقد الكاتبة الروائيةوالقاصة والشاعرة علياء هيكل صالونها الأدبى فى المدينة الراقية ( مدينتى ) تحت عنوان منتدى مدينتى الثقافى، ولها من الإصدارت فى مجال الشعر والقصة والرواية كثير من الأعمال مثل:إيقاع، والترحال، ويابحر، وكلها دواوين شعرية، ولها من الروايات تعويذة علام والخروج مِن البئر ، ومِن المجموعات القصصية: نونيا.

لقد آمنت بدورها فى نشر الثقافة الجادة خاصة فى المدن الجديدة التىتبعد عن مركز القاهرة الثقافى واستطاعت حشد جمهور المبدعين والمثقفين إلى هذا الصالون الذى يُعقد مرة شهريًّا لمناقشة الإصدارات الجديدة والقضايا الشائكة.

وإذا كانا هذان الصالونان ينعقدان فى ناحية، ففى الجهة المقابلة منهما ينعقد صالون السيدة: إنتصار ربيع صاحبة دار نشر ( البحرينية المصرية للنشر والتوزيع )، وربما كانت السيدةإنتصار حديثة عهد بالوسط الثقافى إلا أنها استطاعت فى فترة وجيزة إنجاز بعض الأعمال القصصية والروائية مثل: نبضة منى تائهة، وجدير بالذكر أنها تمثل كادرًا مهمًّا فى العملية التعليمية؛ حيث أنها باحثة تربوية ومعلم خبير ومديرة مدرسة بوزارة التربية والتعليم، ومع ذلك كله تجد وقتًا لإدارة صالونها الأدبى الذى تعقده بمدينة العبور الجديدة وتستقطب فيه أعلامًا فى مجال الإبداع والنقد.

وإذا اقتربنا من قلب القاهرة النابض بالثقافة وجدنا السيدة: هالة فهمىالكاتبة والصحفية الكبيرة، والتى حقَّقت شهرة واسعة بمنجزها الإبداعى الكبير فلها عدد لا بأس به من الروايات، مثل: بنات الحاج، ومن المجموعات القصصية الكثير، مثل: أجنحة البوح ، والنساء حكايات، وربع رجل ، والإنسان أصله شجرة ، ولها مِن المسرحيات: نساء ماريونت ، ومسرحية الصراحة لعبة النساء، وغير ذلك الكثير مِن إبداعها فضلًا عن كونها صحفيةشغلت رئيس القسم الثقافى بجريدة المساء، وقد بعثت الروح من جديد فى صالون المساء الثقافى بعد توقفه مدَّة غير قليلة، ثم استطاعت إقامة مؤسسة ( هالة الثقافية الخاصة للنشر والتوزيع )، ونظمت صالونًا أدبيًّا غير منتظم المواعيدبعنوان: مدى للفنون والآداب، ولكنها تنظر بعين القلق لما يحدث على الساحة الثقافية المصريةمن عبث.

وليس ببعيد عن صالون المساء ينعقد صالون ملتقى السرد العربى، والذى تولت إدارته فى المرحلة الأخيرة قبل خمس سنوات السيدة: عزة عز الدين، وبالرغم من حداثة عهدها بالوسط الثقافى إلا إنها استطاعت أن تحشد للملتقى مزيدًا مِن الجمهور خاصةً بعد تنظيمها لندوتها الشهرية قامات الزمن الجميل وفيه تحتفى بأهل الفن القدامى مِن ممثلين ومطربين وممثلين، مما أحدث نقلة نوعية للصالون بعد أن كان مقتصرًا على أهل الإبداع المكتوب، والسيدة عزة عز الدين هى كاتبة مبدعة أيضًا لها مِن المجموعات القصصية: شريط ستان ودلال اليمام ولافندر، وربما كانت لابتسامتها التى لا تفارقها عمل السحر فى اجتذاب الجمهور العام والنخبة المثقفة على حد سواء.

وبالجوار وبالتوازى مع ندوات الملتقى تعقد الكاتبة: غادة صلاح الدين صالونها النصف شهرى تحت عنوان: صالون غادة صلاح الدين، والذى استطاع فى فترة وجيزة التحليق فى سماء الإبداع بما يحققه مِن قدرة تنظيمية هائلة وبما لدى القائمة عليه من قدرة على إثارة القضايا المهمة وحشد النقاد والمثقفين للتفاعل معه، وهى كاتبة لها مجموعات قصصية مثل: العازف وأنفاس مستعملة وغنى عن البيان أن كل القائمات على الصالونات الأدبيَّة هن عضوات فى اتحاد كتاب مصر، وبعضهن عضوات فى نادى القصة المصرى فضلًا عن عضوياتهنَّ فى نوادى الأدب.

وربما كانت المهندسة الشاعرة: شيماء عمارة هى أحدث من انضمت لجماعة صاحبات الصالونات الأدبيَّة ، ولكنها استفادت من تجارب السابقات عليها؛ ولذا وُلِدَ صالونهاالثقافى الأدبى ( إبداع ) الذى تعقده على مسرح الأوبرا الصغير وُلِدَ عملاقًا بضيوفه الكبار وجمهوره الغفير.

ولأن الفنون جنون كما يقولون فقد اتجهت الكاتبة مي مختار إلى عبق التاريخ ونظمت صالونها الأدبى الذى تفضل أنْ تُسميه صالون المحبة، وقد اختارت مكانًا متميزًا بحى الحسين العتيق واختارت مقهى الفيشاوى بما له من تاريخ كبير أن يكون مقرًا لصالونها الأدبى الثقافى، وهنا ينبغى الإشارة إلى أنَّ مقهى الفيشاوى شهد تردد كثير مِن المبدعين، وفى مقدمتهم صاحب نوبل نجيب محفوظ، مي مختار كاتبة صدر لها رواية: شفق، ومجموعة قصصية بعنوان:أنا هويت .

وقبل أن نترك القاهرة لابد من الإشارة إلى صالون سالمينا الثقافى، والتى تقوم بتنظيمه الكاتبة والناشرة رباب فؤاد، وهى كاتبة روائية استطاعت أن تجعل من صالونها قبلة للمبدعين والنُّقاد على حد سواء، وفى ومنطقة تمتاز بالروح الشعبية أقامت الكاتبة السعودية: دلال كمال راضى صالونها الأدبى ( بنت الحجاز ) وأسندت إدارته لامرأة تمتاز بالدقة والصرامة التنظيمية فبات الصالون قبلة للشعراء وكُتَّاب القصة والرواية.

وقد استطاعت الكاتبة: سهام الزعيرى تنظيم صالونها الأدبى الثقافى فى صرح رياضى كبير فى رسالة منها الى تكاتف الرياضة مع الثقافة للنهوض بالمجتمع، وربما كان حريًّا بنا الانعطاف إلى المجلس الأعلى للثقافة؛ حيث تنظم فيها الكاتبة الكبيرة: عزة بدر، ندوة بعنوان : تواصل، وهى بالضرورة تختلف عن الصالون الأدبى فى هيئته وإدارته، ولكن تبقى الندوة لها أثر كبير فى الوسط الأدبى المصرى.

ولا يقتصر وجود الصالونات الأدبيَّة فى القاهرة،ففى الإسكندرية استطاعت الكاتبة الدكتورة: نهىبلال تنظيم صالونًا أدبيًّا يجتمع فيه أهل الإسكندرية فى ندوات شِبه منتظم، فى محاولة منهالسد الفراغ الثقافى الذى أحدثه غلق كثير من نوادى الأدب هناك ، وهىتناقش فى حضور نُقاد مهمين أعمالًا أدبيَّة راقية.

ستظل الصالونات الأدبيَّة شاهدة علىتقدم المجتمعات وتحررها، سيظل دور الصالونات الأدبيَّة فعَّالًا فى تقديم الوجوه الإبداعية الجديدة، وغنى عن البيان أن معظم هذه الصالونات إنما هى مبادرات شخصية من أصحابها، وأن الدولة لا تأبه لمثل هذه الصالونات ولا تمد لأصحابها يد العون بأى دعم مادى، ولكن رغم انتشار هذه الصالونات فى أرجاء القاهرة إلا أنها لم تزل فاشلة فى حشد جمهور عامة الناس المستهدفين الأُوَّل من التتوير والتثقيف وإلا ماذا يجدى ويفيد أن ترى هذه الصالونات لا يتجاوز الحاضرون فيها أصابع اليد الواحدة فى معظم الأحيان، ليست العبرة بكثرة الصالونات ولا بمن يديرها وينظم ندواتها رجل كان أم امرأة، وليست العبرة بالتنافسى فى حشد الحضور الذى يكاد يكون متكرر فى الندوات المختلفة؛ لذا تحرص القائماتعلى فاعليات الصالونات على التنسيق الزمنى فيما بينهنَّ فهذه تقيم صالونها السبت وأخرى الأحد وثالثة الاثنين وهكذا حتى لا يتفرق عدد الحاضرين علىالصالونات فتظهر الصور التى يحرص الحميع على التقاطها وخاصةً صورة ختام الفاعلية التى تعبر عن مدى نجاح صاحبة الصالون فى الحشد، وربما فاخرت بضيوفها وتعالت بهم على غيرها مِن أصحاب الصالونات، ربما كان من المناسب أن نقول أن المتابع لتلكالصالونات يسمع ضجيجًا ولا يرى طحينا مادام أثر الصالون لم يتعد الحرصين على حضوره، ولم يستقطب جمهور المواطنين غير المهتمين بالثقافة والفكر والأدب كما يستقطبهم مطرب لا يعرف أن ينطق جملة صحيحة، ومع ذلك تجد متابعيه أكثر مِن كل متابعى الصالونات مجتمعة، وتجد أثره أى المطرب نافذًا فى محبيه بينما الصالون بمحتواه لا أثر له.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي: تطوير منطقة قناة السويس وإقامة المشروعات لتحسين مستوى معيشة المواطنين