إن ثورة ٣٠ يونيو ستظل نقطة فاصلة فى تاريخ مصر المعاصر، وكلمة السر التي أعادت لمصر مكانتها ودورها الريادي إقليميًا ودوليًا، وحافظت على الهوية المصرية من التحريف وكشفت زيف الجماعة الإرهابية، وكانت نقطة الانطلاقة نحو بناء الجمهورية الجديدة.
نحتفل اليوم بالذكري العاشرة لثورة التصحيح ، وسقوط تجار الشريعة، التي أعادت لمصر وشعبها هيبتها، وإعادة تحريرها بعد اختطافها من أهل الشر، اسلاميين الظلام، ذو الأجندة الدولية، نعم لايمكن أن يطلق عليه سوى احتلال بعد أن تخبطت الأوضاع وزاد حال البلد سوء ، وفشلوا في إدارة كل شئ، واعملوا اسم الله والحكم بالشريعة والشرعية، والدين منهم براء، في يوم الفرح والسرور، يوم العزة والكرامة، لا أريد التحدث عن شئ سوى ذكري ثورتنا النبيلة التي أعادت مصر للمصريين، وجددت الأمل، وعدلت المسار، ثورة الشعب وجيشه حصن هذه الامة وحصنها الحصين ، ثورة التغيير التي خرج يومها مئات الآلاف بل ملايين المصريين للمطالبة برد الحقوق وتغيير الأوضاع لم يجبر إنسان في ذلك اليوم على الخروج وفجأة امتلأت الشوارع بآلالاف المصريين وعلى غير العادة احتشدت الجماهير في ربوع مصر، تزين كافة الميادين باعلام مصر، وصور القائد فريق ارل عبدالفتاح السيسي، لتعلن رفع الإعلان الدستوري المكمل وترفض استحواذ الاخوان الغير دستوري، نظام لم يكن في ذلك اليوم أي نوع من أنواع الشغب أو الفوضى بل كانت تعبر عن هيبة وكيان الدولة المصرية مكانتها بين دول العالم ، ونتيجة طبيعية لنزيف الفرص الضائعة، سيناريو التفكك، والضياع، والانفلات الأمني، وإنتشار السرقة، والبلطجة، وانهيار الاقتصاد المصري، هي ثورة جاءت استجابة مشروعة لإرادة الشعب المصري العظيم، الذي رفض الخضوع لأي تهديدات أو تطرف بكل أنواعه، ثورة أثبتت أن مصلحة الوطن فوق الجميع وفوق كل اعتبار، وإن الجيش والشعب نسيج واحد لا ينفصل رغم المحاولات الفاشلة لاخضاع الجيش واحداث فتنة، ورغم كل محاولات افشال الدولة المصرية.
تأتى الذكرى العاشرة اليوم لتحمل معها أمل جديدة لكافة المصريين، وطموحات وآفاق واسعة للدولة المصرية في طريقها نحر الجمهورية الجديدة، جمهورية العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وطن يحمل واقع ملموس يشعر به كل المواطنين ويتأكدون أن الدولة تبذل قصارى جهدها لرفع مستوى معيشتهم للأفضل ، نعم أعرف أن البعض سيتوقف هنا ويحدثني عن الغلاء ، وعن إرتفاع الأسعار ولكنه وعد بذكرى جديدة لدولة بعاصمة جديدة سيتجدد بها الأمل ويعلو بها الكيان والإرادة ، ولكن يجب علينا كمصريين أن نعمل جاهدين بكل مالدينا من قوة ومن شغف حتى نرتفع بشأن بلادنا فيزدهر بها كل شيء، لا يمكن لأحد دون الآخر أن يقف مكتوف الأيدي وعلينا العمل جميعا دون ركود ودون انتظار
جاءت لوضع خارطة للمستقبل سارت مصر على خطاها والتزمت بجميع مراحلها وأقر الشعب المصري دستوره الجديد وذلك بعد استفتاء شعبي أُجرى في يناير ٢٠١٤ وانتهي بموافقة ٩٨.١% من الناخبين على الدستور الجديد الذي يعد انجاز كبير في تعزيز الحقوق والحريات ، وبه تكون مصر قد أسست لشرعية دستورية وسياسية جديدة تؤهلها لتكون في مصاف الدول المتقدمة، واتذكر يومها وما سعدت به كون المصريين على قلب رجل واحد مجتمعين عل يهدف واحد، وتعالت الصيحات تدو يفي ربوع وميادين مصر "يسقط حكم المرشد"، ورفعت راية الوطن عالية خفاقة تعلن زوال حكم فاسد، ولد ميتا ولم يكتب له الحياه، قتل بيد من صنعوه من طغاة العصر والمتاجرين باسم الدين، احتشدت الجماهير لتعلن أن الدين لله والوطن للجميع، فسلاما لكل الأرواح الطاهرة من شباب مصر الأطهار، وشهداء مصر من الجيش والشرطة من الذين ضحوا باعمارهم حفاظا على مقدرات وثروات هذا الوطن الخالد.