صناعة الأوهام هينة، فكل ما يترجاه العقل البشري، غير المنزه عن الهوى، أن توهمه بصلاح الموجودات أو بحسن ذائقته، وأن تنثر له الوهم فينتشي، وأن تزرع داخله أمل النهاية المجيدة، فيسير خلفها، واهما مغيبا، إلا أن يكون ذلك العقل منيرا مستنيرا، فيلفظ الأوهام لفظا لا تراجع عنه، وينكر الأباطيل إنكارا لا هوادة فيه.
العقل الواعي، كان هو المعركة الأجّل للجمهورية الجديدة، فأن تخلق وعيا راشدا، يعني أنك تبني إنسانا مهيئا للإصلاح والصلاح، جاهزا للترقي في سلسلة التحضر، مستعدا أن يخوض معاركه بنفسه، بإيمان وصبر وجسارة، عبر عقلية ذواقة ناقدة، تستسيغ الإنجاز وتبني عليه، وتنحي الخداع، وتهدم معاوله.
والمصريون في الجمهورية الجديدة، أصبحت أعينهم معلقة بالحقائق، وقلوبهم شاخصة إلى المستقبل، إذ يرون الأمل شاسعا، والعمل ممتدا، وعلى بساط الأمل والعمل جند صامدون، يحملون فوق أعناقهم مسؤولية دولة وشعب، في طريق "الحياة الكريمة"، والمستقبل العزيز.
مقدمة لا بد منها قبل الحديث عن مدينة العلمين الجديدة، فالحديث الجاد فارق مهم، قبل أن ينسيك سحر ما تحقق أن ترسم خطواتك، أو تتيه في بحر الحسن ناسيا أهدافك، فالمدينة الجديدة بما تحمله من شواطئ وممشى سياحي ومساحات شاسعة خضراء قد تمثل سبيلا للغرور أو الاكتفاء، بينما يجب أن يكون الغالب على العقل المنتبه، أن يرسم على رمالها الذهبية ومياهها الفيروزية خطة الصعود إلى قمر الحضارة، إذ أنه ولأول مرة تشهد التنمية العمرانية المصرية مشروعات عملاقة تضاهي مثيلاتها في كبرى العواصم العالمية، بحسب مركز معلومات رئاسة الوزراء، الذي تشبث في إيضاحه لما تحقق هناك، بأن المدينة تأتي ضمن قائمة وجهات السياحة العالمية، وذلك في خلال 6 سنوات فقط من بدء إنشائها، الأمر الذي يحدث نقلة نوعية في العمران المصري.
المدينة الفارقة في تاريخ العمران المصري، منذ فجر التاريخ، تعد بجذب أكبر الشركات العالمية لفتح مقار لها هنا، لتصبح نقطة التقاء مختلف الثقافات والاستثمارات والأنشطة السياحية والصناعية والتعليمية والسكنية وغيرها بحوض البحر الأبيض المتوسط.
ومن الأمور الجليلة في المدينة، الحاملة لكل اشتراطات الاستدامة، وصول الأمل في حجم الاستثمارات المستهدفة إلى 185 مليار جنيه، وتوفير مشروعاتها 40 ألف فرصة عمل للعمالة المصرية، وتطهير 95 ألف فدان من الألغام بالساحل الشمالي الغربي قبل تشييدها، إلى جانب وجود 70 شركة محلية وأجنبية تعمل داخل المدينة لتنفيذ مختلف مشروعاتها.
العلمين لم تعد ألغاما تهدد الحياة وتنسف الأمل، بل أصبحت سهولا ممتدة بالخير، تتعهد في طلتها الجديدة بالرخاء الباهر الواثق، وتمثل في حلتها الزاهرة الحلم الأكبر السامق المتعالي، حلم الطامحين إلى "مصر الكبرى" بوجهها الوضاء العزيز المشرف بين الأمم جميعا: نخيلا ونيلا وشعبا أصيلا.