اعلان

داليا عماد تكتب: أبو عبيدة التريند

ابو عبيدة
ابو عبيدة

لا يظهر إلا ملثمًا يرتدى الكوفية الفلسطينية الحمراء، وبرباط أخضر عليه جملة "كتائب القسام" فوق رأسه، يقف واثقًا من نفسه مجهزًا لخطاب يبدو كل مرة وكأنه أعد ليشن به حربًا نفسية على العدو المتغطرس.

لا يعرف أحدًا له اسم، ولكن ما إن يظهر فى فيدبو مسجل لا يمر على نشره دقائق إلا ويتحول خطابه لحديث الشوارع العربية من الشرق للغرب محققًا ملايين المشاهدات.

طفلا كان أو شابًا أو فتاة أو رجلًا، الكل أمام أبو عبيدة سواء فى الاهتمام بسماع ما يقول، فلا يعرف أحد سر ما يحققه هذا الفتى فى نفوس مستمعيه، البعض يسمعه حتى يسمع بعين قلبه خسائر العدو الآثم لتهدأ نفسه المفجوعة من هول ما يرى من إبادة بلا رحمة لأطفال ونساء وشيوخ عزل لا يملكون من أمرهم شيئًا.

الاحتلال المجرم الذى استباح الأرواح فأخذ يحصدها ليل نهار، ما جعل رائحة الموت تغمر القطاع المنكوب، دائما ما نشتمها ، بمجرد أن تقع أعيننا على أى صورة هنا أو هناك من أحياء غزة فى نشرات الأخبار، وفي المقابل يفرض قادة العدو الجبناء سرية صارمة حول خسائره في المعدات والأرواح، كأنه هو القوى الذى لا يقهر.

هنا يظهر أبو عبيدة ليعيد التوازن النفسي لسامعيه، فهو مسئول الحرب النفسية التى تبث الرعب فى صدر العدو، ليعلن لنا كم تكبد العدو من خسائر، وكم فقد من أرواح، وأن حصاره كصاحب ارض وحق لن يكون سهلا، وأن المقاومة ستظل تنازعه القوة المتغطرسة والتى دُعمت من دول كثيرا ما تشدقت بحقوق الإنسان، وسقطت مصداقيتها أمام العالم مع أول طفل وامرأة وشيخ سقطوا فى الأحداث.

أصبح أبو عبيدة هو ما ينتظره الملايين، وأصبح كلامه هو الرد على ما يجول فى النفوس فى سؤال بات يتكرر صباحًا ومساءً بعد ما نشاهده من دمار ترك فى نفوسنا صراخًا مكتومًا: "متى نصر الله"، فما إن يظهر أبو عبيدة حتى ينتظر الجميع إجابة شافية لهذا السؤال.

أصبح حديث أبو عبيدة فى النفوس بمثابة الطمأنة أن الله يتولى الأمر وأن النصر بات قريبًا.

يظهر أبو عٌبيدة، ليطمئن الجميع أن المقاومة لم تخرج كل ما فى جعبتها بعد، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلى لا يزال عاجزًا عن دخول غزة بريًا من شراسة المقاومة من رجال تنبع قوتهم من قوة عقيدتهم وليس من سلاح ليؤكد أن العقيدة القوية تغلب أقوى الأسلحة.

ربما كان هذا الحديث هو ما يريد الشارع العربى أن يسمعه بعدما عجز ان يقدم أى شيء إلا تعاطف حذر تحدده الأنظمة المختلفة.

انفصل الشارع العربى عن أنظمته وصنع لنفسه أيقونة من المقاومة يلتف حولها، فتحول أبو عبيدة من ناطق إعلامي باسم كتائب القسام الجناح العسكرى المسلح لحماس إلى أيقونة تبث فى نفوس الجميع الأمل واقتراب النصر الذى طالما حلمت به الشعوب العربية ولم تجد له سبيلًا مع أنظمة ترى أن القضيه لا تخصهم حتى يدخلوا فيها خصمًا وأن ما يقدموه من دعم مادى لأهالي فلسطين هو ما يكفى وان التنديد بجرائم المحتل تغنى عن التصدى له.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً