بعد اختيار اللواء هشام أبوالنصر محافظا لأسيوط، وكأحد أبناء المحافظة المحملين بهموم أبنائها وتفاصيل مشاكلهم وأحلامهم البسيطة، فضلت مراقبة أداء المحافظ الجديد قبل التواصل معه لسكب ما لدي من مشكلات وصعوبات تواجه أبناء مدينتي الأم وقراها على مكتب معالي المحافظ الجديد.
خدعتني خلال الأسابيع الأولى للمحافظ الجديد جولاته المكوكية وزيارته الميدانية، و مفاجآته الليلية، للمؤسسات والمستشفيات، تشابهت عليّ المواقف والقرارات السريعة بنقل المقصرين ومحاسبة المخطئين بتلك المواقف والتحركات القوية التي كانت مصاحبة وملازمة للواء نبيل العزبي محافظ أسيوط الأسبق حتى أخر لحظة له بالمحافظة، العزبي الذي ينسب له حتى الآن كل مناحي التطور والتطوير والجمال والأناقة في كل شوارع أسيوط والتي ربما شوهتها الايام ورعونة بعض مسئولي المحليات بعده.
توهمت للحظات أنني أمام عزبي جديد، أسرعت بالاتصال بالمحافظ الجديد، عرفته بشخصي، تبادلنا الترحيب، ثم التهنئة بالمنصب الجديد، بعدها لم أخف عنه أنني أرى في تحركاته عودة لذكريات اللواء نبيل العزبي، وباغتّ الوزير قبل أن يتركني بأنني محمل منذ سنوات بهموم ومشاكل أبناء بلدتي، والتي لم تحل حتى الأن رغم أن هناك مخاطبات كثيرة ومشوار سابق مع من سبقوه بل ومع وزارة التنمية المحلية ووصل الأمر في بعض الأحيان لرسائل واستغاثات مباشرة للسيد رئيس الجمهورية ومدير مكتبه السابق، كانت بعض ملامح ذلك المشوار الطويل قد وصلت عبر الواتساب لمعالي المحافظ قبل الاتصال، ثم أرسلتها لمستشاره الإعلامي بناء على طلبه في نهاية الاتصال، ومن وقتها لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، ولا فحص للأمر ولا حتى تجاوب مع بعض المشاكل العابرة التي تصلني من المواطنين وأحولها لمعالي المحافظ ومستشاريه.
تأكدت بعدها أن ذكريات اللواء نبيل العزبي وقوته في إدارة الملفات وحزمه مع المقصرين واستجاباته الفورية لشكاوى المواطنين ذهبت ولن تعود، وخلال أسابيع قليلة زاد اليقين أننا لن نرى نبيل عزبي جديد، بعد تعدد حوادث انفجار مواسير المياه والصرف الصحي، بعدها تعدد حوادث الطرق التي نالت منها مدينة ديروط نصيب الأسد في الخسائر، كنصيب الأسد الذي نالته ديروط في تجاهل مشاكلها وشكاوى أهلها.
كنت أتمنى ومازلت أن يستمع اللواء هشام أبوالنصر لشكاوى المواطنين عبر كل الوسائل المتاحة سواء المنشور منها بالصحف، أو تلك التي تصله عن طريق السادة النواب أو الصحفيين فالصحفي عين الحاكم وصوت الشعب والمسئول الذي لا يستمع لصوت الشعب ويعزل نفسه بعازل متعدد من المستشارين والمحيطين، ولا يلتقط الخطأ اينما تقع عينه عليه ويتعامل معه لن يحقق نجاحا حقيقيا مهما بذل من جهد في جولاته المكوكية وزيارته الميدانية المتعددة.
أما عن اللواء نبيل العزبي فأعتقد أن تجربته في المراقبة والمحاسبة والاستجابة لشكاوي المواطنين لم تتكرر حتى الأن في أسيوط وكان الأقرب لها العام الذي قضاه اللواء جمال نور الدين خاصة فيما يتعلق بالحسم وسرعة التحرك، أما اللواء عصام سعد فكان الأكثر إنسانية وتفاعل مع المواطنين والأكثر استماعا لهمومهم ومشاكلهم بشكل دوري حتى وإن كان البعض ينتقد غياب سرعة اتخاذ القرار في عهده ولكن بعد التدقيق ستجد أنها ظاهرة عامة بين المحافظين خلال السنوات الأخيرة.