ads
ads

اكتب لكم عن بيرلا : نجمة المسرح الصاعدة التي تصنع الفن بيديها وأفكارها

محمد مختار
محمد مختار

في عمر السابعة عشرة فقط، استطاعت بيرلا خالد محمد أن تحول خشبة المسرح إلى عالمها الخاص، مساحة تتنقل فيها بحرية بين الأحلام والواقع، بين الخيال والالتزام، بين لحظات الانغماس في الشخصية وبين البحث عن تفاعل الجمهور الذي يشاركها لحظات الإبداع. على هذه الخشبة، كل حركة لها معنى، وكل كلمة لها صدى، فهي لا تمثل فقط دورًا مكتوبًا، بل تحيي كل مشهد بروحها وتجاربها الداخلية. المسرح بالنسبة لها ليس مكانًا لتقليد الواقع أو تقديم عروض جاهزة، بل فضاء حيًّا تتلاقى فيه أفكارها ومشاعرها مع عيون المتفرجين وقلوبهم، لتخلق تجربة فنية متكاملة تشعر معها أنها ليست مجرد ممثلة صاعدة، بل صانعة لحظات تترك أثرًا في كل من يشاهدها.

بيرلا خالد محمد لا تعتبر التمثيل مجرد هواية عابرة أو تجربة عابرة لوقت فراغها، بل شغفًا متكاملاً يشغل كل جوانب حياتها. على خشبة المسرح، تجد بيرلا مساحة حقيقية للتعبير عن كل ما يختلج في روحها، كل فكرة، شعور، أو صورة تراودها تتحول إلى حركة، إيماءة، أو كلمة تنبض بالحياة. تقول عن نفسها بصراحة ملهمة: 'أحب أن أعمل شغلي بأيديّ وبأفكاري… كل تفصيلة صغيرة في المشهد المسرحي مهمة بالنسبة لي، من الحركة إلى التعبير إلى كل ما يلمسه الجمهور.' كل مشهد بالنسبة لها ليس مجرد أداء، بل لوحة متكاملة تنسجها بخيالها وحواسها، حيث تهتم بكل عنصر صغير ليصل المعنى بدقة إلى المشاهد، فتجعل التمثيل تجربة حية ومباشرة، مليئة بالروح والعاطفة والإبداع المتجدد في كل لحظة.

بيرلابيرلا

لم تكتفِ بيرلا خالد محمد بالمسرح وحده، بل وجدت في الرسم وسيلة إضافية للتعبير عن نفسها، يثري شخصيتها الفنية ويمنحها أبعادًا جديدة للتواصل مع العالم من حولها. بالنسبة لها، الرسم ليس مجرد خطوط وألوان على ورق، بل لغة أخرى تنبض بالحياة، تعكس أفكارها، عواطفها، وتصوراتها الداخلية. كل لوحة ترسمها هي تجربة موازية للتمثيل، تترجم مشاعرها المتنوعة وتضعها في سياق بصري يمكن للآخرين أن يتفاعلوا معه، تمامًا كما يفعل الجمهور على خشبة المسرح. الرسم يمنح بيرلا فرصة للتفكير بطريقة مختلفة، ويتيح لها استكشاف التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق في كل عرض، كما أنه يساعدها على صقل حسها الفني ومهاراتها الإبداعية، ويجعلها قادرة على مزج الخيال بالواقع، والعاطفة بالشكل الفني، فتتحول كل هواية لديها إلى امتداد طبيعي لشغفها بالتمثيل، ليصبح الفن بالنسبة لها ليس فقط مهنة أو هواية، بل أسلوب حياة يعكس رؤيتها للعالم ولبوصلة موهبتها.

في عمرها الصغير، تبدو بيرلا خالد محمد أكثر نضجًا من سنها، وكأن سنوات من الخبرة الفنية قد صاغت شخصيتها قبل أن تبلغ السابعة عشرة. هي قادرة على مزج البراءة مع الاحترافية بطريقة ساحرة، فتبدو طفلة تتفاعل بعفوية مع العالم من حولها، لكنها في الوقت ذاته تتحرك على خشبة المسرح بعقلية فنانة محنكة تدرك كل خطوة وكل تفصيلة. تجمع بين الحلم والجد، بين الشغف بالتمثيل والرغبة في التعلم المستمر، وبين الإبداع والانضباط الذي يجعل كل أداء لها محسوبًا بدقة، لكنه لا يفقد لمسة الروح والعاطفة. حكايتها ليست مجرد قصة فتاة تحب الفن، بل هي رحلة شابة تصنع كل لحظة إبداع بوعي كامل، تفكر في كل دور كما لو كان لوحة فنية، وتحاول أن تترك بصمة واضحة في كل عرض تشارك فيه، بحيث يشعر المتابع أن ما يراه على المسرح ليس أداءً تقليديًا، بل تجربة حية تنبض بالحياة وتتحرك بين الخيال والواقع، بين الطموح والإلهام، لتصبح كل لحظة معها حدثًا فنيًا يستحق التأمل.

بيرلا خالد محمد ليست مجرد ممثلة صاعدة، بل هي شخصية فنية متكاملة تتجلى في كل تفاصيل حياتها اليومية، تجمع بين الطموح والإصرار الذي يميزها عن أقرانها، وبين الإبداع اليدوي والفكري الذي يظهر جليًا في كل حركة على خشبة المسرح وفي كل لوحة ترسمها بألوانها الخاصة. هي لا تكتفي بأداء النصوص فقط، بل تفكر في كل مشهد كلوحة متكاملة، تبحث عن الجمال في الحركة، في الإيماءة، في التعبير عن كل فكرة وكأنها رسالة توجهها للعالم. المسرح بالنسبة لها ليس مجرد مكان للتمثيل، بل مختبر للتجارب الفنية، حيث تختبر بيرلا قدراتها وتطوّر من نفسها باستمرار، وتخلق أساليب جديدة للتواصل مع الجمهور، تجعل كل عرض مسرحية للحواس والعاطفة والفكر معًا. ومع كل دور جديد، تؤكد أن الموهبة الحقيقية ليست مجرد قدرات طبيعية، بل إرادة قوية ورغبة صادقة في ترك أثر، وأن الفن يحتاج إلى روح متحمسة تسعى دائمًا لتقديم شيء مختلف، شيء يترك أثره في قلوب المتلقين. مسرح بيرلا إذن ليس خشبة وأضواء فقط، بل مساحة حية للفن بروحها الخاصة، انعكاس لشخصيتها العميقة، وحلمها المستمر بأن تكون لكل لحظة فنية معنى وذكرى لا تُنسى.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً