عقب انتهاء الاقتراع بجولة الإعادة في انتخابات مجلس النواب 2020، ستعلن اللجنة العليا للانتخابات أعضاء البرلمان الجديد، والتى تمتد دورته لخمس سنوات حتى عام 2025، حيث تشتد الصراعات التنافسية بين كم هائل من المرشحين على المقاعد الفردية، وثمان قوائم على مستوى الجمهورية، تمثل مجموعة من التكتلات السياسية، وفي محافظة الغربية، تكشف قراءة أسماء المرشحين أن كثيرا منهم من أبناء العائلات التي اعتادت الترشح، ومنها عائلات 'جهجه، الشامي، مرعى، البرلس'، فيما يشبه سيطرة الفكر القبلي.
يقول حامد جهجه، المرشح الحالى عن مركز المحلة الكبرى: حملت راية والدى جلال جهجه، العضو البرلمانى الأسبق، الذي يشهد له الجميع بخدمة مركز المحلة، حيث قدم عددا من الخدمات التى ساهمت فى رفع المعاناة عن الفلاحين، ولم يتأخر عن أى شخص سواء كان من المركز أو من بندر المدينة، وقد أهلنى والدى لخوض الانتخابات من بعده لخدمة أبناء المحافظة.
وأضاف جهجه: القضية الأهم في هذه المرحلة هى طبيعة الاختيار من الناخب للأعضاء الذين يمثلونه تحت قبة البرلمان في فترة تمر بها الدولة المصرية بالكثير من التحديات على المستوى المحلى، اقتصاديا واجتماعيا، وصحيا وتعليميا، وفى مختلف القطاعات الخدمية، والسياسية، بخلاف تحديات خارجية من كل الاتجاهات، إضافة إلى أن القرية تختلف عن المدينة في متطلباتها، فلابد أن يكون المرشح على دراية بمشكلات قريته، ويفضل أن يكون أحد أبنائها، تعد عائلة جهجه من أقدم العائلات المؤسسة للغربية.
ويقول المرشح محمود الشامى، نجل البرلمانى الأسبق عبدالسميع الشامى، الذى قضى أكثر من نصف حياته كنائب برلماني عن مدينة المحلة الكبرى: تقاس الدول بقوة برلمانها، من منطلق قوة أعضائه، وليس الأمر بالعدد بل بقوة تأثير الأعضاء فى الحياة السياسية والعامة، وعضو واحد من الممكن أن يكون بقوة لجنة برلمانية كاملة، من حيث التأثير فى المناقشات البرلمانية، وتعمل له الحكومات ألف حساب، بل من الممكن أن يمتد تأثيره إلى المحافل الدولية.
وأضاف الشامى: تلعب القبلية دورا كبير فى اختيار النائب، حيث يختار البعض النائب بحسب تاريخ عائلته داخل البرلمان، بغض النظر عن قدرة النائب السياسية فى التمثيل الحقيقى لدائرته، والملاحظ فى هذه الظاهرة هو تمثيل العائلة فقط، وقد تأتي قضايا الوطن فى المرتبة الثانية، وربما آخر الاهتمامات.
فيما يقول أحمد سليم، كاتب وباحث في الشأن المحلاوى: تعد مدينة المحلة ومركزها من أكبر مراكز 'تفريخ' النواب، حيث تعد كل عائلة ابنا من أبنائها لحمل اللواء من بعد أبيه، أو عمه، وذلك لرعاية مصالح العائلة، أو استكمال المسيرة النيابية، بغض النظر عن قدرة النائب المرشح لتمثيل أهالى الدائرة من عدمه.
وأضاف سليم: تبذل العائلات الكثير فى سبيل فوز ممثلها، حيث تدعم مرشحها بالمال والعتاد والحشد وغيرها، وهو ما أفسد الحياة النيابية بصورة كبيرة، ونأمل فى الدورة القادمة ضخ دماء جديدة فى عروق المجلس بعيدا عن القبلية.