تكسير في العظام وآلام شديدة فى الصدر وسخونة لا تستجيب لجميع خوافض الحرارة واحتقان بالأنف، أعراض شعر بها "أحمد" وظن أنها بوادر برد بسيط خصوصاً أنه لم يفقد حاستي الشم والتذوق.
بعد يومين بدأ أفراد أسرة أحمد تشعر بنفس الأعراض وبعضهم فقد حاستي الشم والتذوق وهنا كان القرار بزيارة أحد الأطباء فى مستشفى استثمارى كبير فى مصر الجديدة لها عدة فروع.
فى المستشفى طلب طبيب من أحمد وأسرته تحليلين، وهنا بدأت رحلة المعاناة، وتم إجراء التحاليل فى مستشفى شهير والتي أظهرت تغيير فى عدد كريات الدم البيضاء وزيادتها وزيادة الأنزيمات بشكل مبالغ فيه للأسرة كلها.
لم يستطيع طبيب الصدر فى المستشفى الخاص الجزم بإصابة الأسرة بفيروس كورونا فطلب بشكل عاجل أشعة مقطعية.
توجهت الأسرة جميعها لمركز أشعات مشهور له عدة فروع فى القاهرة والمحافظات وبسبب التزاحم بالمركز الطبي ظلت الأسرة واقفة في طابور طويل حتى يحين الدور بالدخول للحجز.
حان الدور لحجز الأسرة وفوجئ الأب وهو يحجز الأشعات أن موعد الاستلام في اليوم الثاني في العاشرة مساء لضغط العمل على المركز ووافق الأب وبعد ساعات قضوها فى المركز الطبي نظرا للزحام الشديدة تم إجراء الأشعات للأسرة.
في اليوم التالي توجه الأب لاستلام الأشعات ففوجئ أن المعمل يعتذر عن تسليم الأشعه والتقرير الطبي لأنه لا يوجد أطباء لكتابة تقارير المرضى وطلبوا منه المجيء غدًا، وهنا انفعل الأب خصوصا أن المعمل أفضل معمل ومركز أشعه فى مصر ويقدم خدمة طبية متكاملة.
ومع غضب الأب طلب المركز مهلة عدة ساعات لتسليم صور الأشعات فقط وتسليم التقارير الطبية بعد يومين لتصبح 5 أيام، هنا شعرت الأسرة بوضع كارثي فكيف لأسرة مصاب كل أفرادها مشتبه بإصابتهم بكورونا أن تنتظر خمسه أيّام للحصول على تقرير أشعة.
بعدها توجهت الاسرة عاجزة إلى طبيب الصدر في المستشفى الخاص والذى وصف لهم علاج مختلف بجوار البرتوكول المتعارف عليه لوزارة الصحة، وطالبهم بإجراء مسحات طبية للتأكد من الإصابة لأنه لا يملك تقرير طبي من مركز الأشعة.
فى تجربة البحث عن مكان لإجراء المسحات الطبية تواصل الابن مع أحد أفرع المعامل الطبية في مصر الجديدة والتى أعلنت عبر صفحتها على "فيس بوك" أنها تجري المسحات الطبية ليُصدموا من جديد بحالة من الزحام.
خافت الأسرة من تكرار تجربة الزحام وطلبوا من المعمل أن يُرسل لهم طبيبًا متخصصًا للمنزل لتلافى التزاحم وخصوصًا بعد تأكد إصابة الأسرة بكورونا وأصبحت الزيارات المنزلية لأخذ المسحة لخوفهم من التزاحم والاختلاط.
جاء الطبيب فى موعدة المتفق عليه وبدأ العمل مع كل فرد من أفراد الأسرة بإجراء مسحتين إحداهما من الأنف والثانية من الحلق، ودار حوار بين الطبيب وأفراد الأسرة وحاول الطبيب طمأنة الجميع وسأله الأب هل عدد الإصابات كبير؟ فقال له الطبيب نحن معمل فرعي في مصر الجديدة ويوميا يقوم المركز بألف مسحة طبية للكشف عن إصابات كورونا ونسب الإصابات تتخطى الـ80 %.
وتساءل الطبيب كيف لمعمله وهو معمل فرعي وصغير أن يسجل يوميا ما يقترب من ألف حالة من الإصابة فماذا عن الفروع الأكبر والمستشفيات الأخرى
في ثاني يوم كانت الأسرة على موعد مع النتائج فأرسل المعمل النتيحة الأولى للأم بإيجابية مسحة كوررونا وسط ذهول الجميع لأن الأم لا تتحرك من المنزل تقريبا وبعد ربع ساعة أرسلت نتيجه الابن وبعد لحظات تبعها باقي النتائج إايجابية الاسرة جميعها وإصابتها بفيروس كورونا.
رحلة طويلة من التنقل بين المستشفيات الخاصة والعامة ومعامل التحاليل ومراكز الأشعة وصرف آلاف الجنيهات، وما زالت الأسرة تتلقى العلاج وفق برتوكول خاص وتم عزلهم منزليًا على أمل أن تستقر حالتهم والتعافي.