"شغل وذِكر" .. صناعة السبح في الجمالية تجارة رائجة وفن مصري خالص (فيديو)

ورشة صغيرة تتوسط حي سكني في الجمالية، يعمل بها ثمان صناع مهرة، تحيي صناعة لا تحظى باهتمام كبير، وقد لا يخطر على بال الكثيرين كيفية صناعة هذه السلعة بالرغم من وجودها داخل كل بيت.

شخص ذاهب لإداء الصلاة وفي يده سبحة يذكر بها ربه ويسبحه ويحمده، مشهد كثيرًا مانراه في شوارعنا، لكن هل فكرت كيف تصنع هذه السبحة والمراحل التي تمر بها للتحول من مادة خام لسبحة في يدك؟

'أهل مصر' جاوبت على هذا السؤال، ذهبنا لحي الجمالية بالقاهرة الفاطمية، وزورنا إحدى الورش هناك والتي تعمل بصناعة السبح، شاهدنا مراحل الصناعة، بداية من استيراد الثمرة التي تعتبر المادة الخام القائم عليها الصناعة، نهاية إلى السبحة التي تمسك في الإيدي.

إلتقينا هناك إيهاب نور الدين، صاحب الورشة، الذي قال أنه ورث هذه المهنة عن والده، لم يرثها فقط بل أحبها وأتقنها وطور منها، حتى أصبحت مهنته الأساسية ومصدر دخله الوحيد، مضيفًا أن مهنة السبح هي مهنة كبيرة جدًا، ذات أشكال كثيرة ومتنوعة.

أوضح إيهاب أنه تعلمها في سن 13 من عمره، وظل يعمل بها إلى الآن حتى أصبح عمره 33 سنة فلقد عمل بها لأكثر من 20 سنة، أحب إيهاب المهنة في البداية من والده كتجارة ولكن عندما عمل بها أحبها من داخله كصناعة.

صناعة السبح في الجمالية صناعة السبح في الجمالية

'اشتغلت فيها من أول ما بتيجي مادة خام لحد ماتتحول لسبحة'، هكذا قال إيهاب لافتًا إلى خبرته في مجال صناعة السبح التي أتقنها.

أكد نور الدين أن هذه المهنة مربحة جدًا من ناحية التجارة، فهي تصل للعالم كله ونحن من نصدرها للخارج لعدة دول على رأسها السعودية وتركيا، مشيرًا إلى أنهم من أكثر الدول التي تستورد من مصر السبح بسبب انتشار السياحة الدينية بشكل كبير فيهما، ويأتي بعدهم في قائمة الأكثر تصديرًا سوريا والعراق وإيران وإندونيسيا.

صناعة السبح في الجمالية صناعة السبح في الجمالية

تبدأ صناعة السبح باستيراد ثمرة جوز الهند الخام من أشجار في البرازيل، وتمر بعدة مراحل منها تفصيل الثمرة وهي مرحلة مزدوجة حيث تقطع إلى نصفين في البداية أو تفتح عن طريق أداة تسمى 'الصينية المنشار'، ثم مرحلة التقطيع إلى عواميد، وبعدها مرحلة التقطيع إلى قطع صغيرة مكعبة الشكل، ويليها مرحلة التخريم وتشكيل الحبوب الصغيرة إلى أشكال دائرية أو بيضاوية الشكل، ويأتي بعدها مرحلة الغسيل والتلميع، حيث تمر بعدة مراحل لكي تظهر السبحة في صورتها النهائية إلى الأسواق.

'احنا الزبون لما بيجي بينبهر بالشغل'، هكذا قال أحمد سعيد صنايعي في الورشة، خلال حديثه موضحًا لنا أشكال السبح المتنوعة، حيث ذكر أن هناك ما يسمى 'بالجدلة التركي'، وهو شكل من أشكال السبح التي نصدرها لتركيا حيث أكمل حديثه قائلًا أن لكل دولة شكل معين تفضله نحن على دراية به فيصنعونه ويصدرونه لهذه الدولة.

صناعة السبح في الجمالية صناعة السبح في الجمالية

محمود عوض، صنايعي آخر، قال أن السبح يمكن تطعيمها بالفضة، حيث تضيف عليها منظر أكثر جمالًا، لافتًا إلى أن مجال صناعة السبح متنوع ويمكن إدخال العديد من الخامات إليه، وهناك سبح تصنع أيضًا من البلاستيك ولكن هذا النوع يصدر إلى سوريا فقط، حيث يدخلون فيه خامات أخرى تسمى'الكهرمان والفوتران' وهي خامات راقية على حسب وصفه، في حين أن الخامات الأصلية كالكوك العادي والكوك الفضة أسعارهم في المتناول.

تحدثنا مع جابر السيد، عامل في الورشة، الذي أخبرنا إن هناك مايسمى بـ 'القفص الفضة' وهو أغلى نوع في السبح ويتميز بأنه ملئ بالأحجار الكريمة حيث تضيف إليه قيمة عالية وهذا ما يجعل سعره غاليًا.

صناعة السبح عالم أخر، العاملين فيه أشبه بفنانين وليسوا عمالًا، يرسمون بفنهم منتجات غاية في الروعة، فيضفون عليها لمسات من الجمال، كي تخرج السبحة بهذا الشكل النهائي.

صناعة السبح في الجمالية صناعة السبح في الجمالية

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً