الجامعات تواجه الموجة الثالثة لكورونا بـ"الهجين".. خبير تعليمي: نجحنا في اجتياز الفترة الاستثنائية.. وبرلماني: «مش هنوقف الحياة في مصر»

جامعة حلوان
جامعة حلوان

اعتمدت الجامعات المصرية على تطبيق نظام الهجين، منذ بداية جائحة كورونا في مصر العام الماضي 2020، وعلى إثرها أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن خطة تطبيق نظام التعليم الهجين، الذي يمزج بين التعلم وجهًا لوجه والتعلم عن بُعد، وبعد مرور أكثر من عام على تطبيقه، تدور عشرات التساؤلات في أذهان الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور حول مدى فعالية التعليم الهجين في مصر؟

مجدي حمزة: نظام الهجين لم يلق قبولا من معظم الطلاب.. ويفتقد التواصل المباشر

وقال الدكتور مجدي حمزة، خبير تعليمي، في هذا الشأن، إن نظام التعلم الهجين يجمع بين التعليم التقليدي القديم، والتعليم الحديث عبر المنصات الإلكترونية (أونلاين)، ومعترف به في جميع دول العالم، كبديل عن المدارس والجامعات، وطُبق حديثًا في مصر منذ دخول جائحة كورونا، وذلك بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، مشيرًا إلى أن التعليم الهجين يفتقد الاحتكاك والتواصل المباشر بين المعلم والطلاب في المحاضرات، وتعد هذه من أبرز سلبيات هذا النظام.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر': ما يميز التعليم الهجين في ظل ظروف جائحة كورونا، أن يمزج بين التعلم وجهًا لوجه، والتعلم عبر الإنترنت، مما يعطي للطلاب الوقت والقدرة على متابعة الدراسة من خلال المنصات الإلكترونية، منوهًا أن هذا النظام لم يلقى قبول من معظم الطلاب بالجامعات المصرية، لأنهم اعتادوا على الكتب، وأن هذا هو الأقوي لاستيعاب المعلومة.

وتابع: ' 10 - 20% فقط من الطلاب يحاولون الاستفادة من التعليم الهجين، والباقي لم يستوعبوا التعليم أونلاين، وذلك يرجع إلى سرعة فرض النظام الجديد دون تأهيل الطلاب نفسيًا، والتجهيز له بشكل كافي.

وأوضح حمزة، إنه لا يوجد تأهيل كافي للمعلمين على كيفية التعامل مع المنصات الإلكترونية، مما يخلق العديد من العقبات أو وجود حلقة مفقودة بين الطالب والمعلم، منوهًا أن ثقافة الشعب المصري غير قابلة للتجديد والتحديث سريعًا، ويميل إلى الاستقرار والثبات، وذلك لا يتناسب مع الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد من جائحة كورونا وفرض التغيرات المفاجئة.

وتابع: أنه يجب توجه الطلاب بشكل دائم من خلال وسائل الإعلام والجامعات، وعمل دورات تدريبية وندوات مكثفة حول التعليم الهجين، ومميزاته من تحويل الطالب من متلقي سلبي إلى ناقد ولديه وسائل متعددة للمعرفة، حتى يكونوا قادرين على التعامل مع جميع المعطيات الحديثة، وذلك هو المستقبل.

وأشار حمزة، إلى أنه الطلاب لديهم القدرة على التعامل مع التكنولوجيا أفضل من المعلمين، لأنهم يواكبوا العصر الحديث وولدوا فيه، وذلك على خلاف الأساتذة في الجامعات خاصة أن معظمهم كبار السن، لافتًا أن نظام الامتحانات في الجامعات عن طريق 'أون لاين' مازال به قصور، وذلك يرجع إلى عدم وجود خطه واضحة لعمل الإمتحانات أو خبرات كافية، منوهًا أن قرار الدكتور طارق شوقي بعمل الامتحانات ورقيا للصف الأول والثاني الثانوي، أصبح عند عام المواطنين يقينًا بأن امتحانات الثانوية العامة ورقيًا.

خبير تعليمي: اجتياز الفترة الاستثنائية لـ «كورونا» بنظام الهجين

وفي السياق ذاته، قال الدكتور حسن شحاتة، خبير تعليمي، إن نظام التعليم الهجين يُعد شكلا حديثا من أشكال التعليم الناجح، حيث أنه يمزج بين التعليم وجها لوجه، والتعليم عن بعد من خلال المنصات الإلكترونية، مما يجعل المتعلم مستقل في جمع المعلومات وإبداء الرأي فيها ومناقشتها، ويكون قادرا على التعامل مع مصادر متعددة للمعلومات، وليس كتاب أو مصدر واحد للمعرفة.

وأضاف الخبير التعليمي في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن نظام الهجين جعل دور المعلم مختلفا حيث أصبح موجها فقط للطلاب ومساعد لهم في حل المشكلات بعدما كان المصدر الوحيد للمعرفة، والمتعلم أصبح إيجابيا ومستقل حيث يعتمد على مصادر متعددة للمعرفة، وأنه نموذج ناجح بالمؤسسات التعليمية الحديثة، مؤكدًا أنه يتطلب بنية تكنولوجية قوية، وأن الدولة المصرية نجحت في اجتياز الفترة الاستثنائية لجائحة كورونا باستخدام التعليم الهجين، وكان بمثابة قارب النجاة.

وأوضح 'شحاتة'، أن الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وجه بإلغاء الكتاب الجامعي والاعتماد على المقررات الإلكترونية عبر المنصات التعليمية للجامعات، ولذلك نجحت هذا النظام وفتح أمام الطلاب مصادر متعددة للمعرفة، ويعد ذلك التعليم الناجح وتعليم المستقبل، ويجعل الطالب معتمدًا على ذاته، وتحول من ناقل للمعرفة إلى ناقد للمعرفة،

وفي هذا الشأن، قال الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب، إن الجامعة تطبق نظام الهجين منذ إصدار قرارات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالعمل به، وتتخذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، والدراسة بنظام الهجين وفق خطة وزارة التعليم العالي، الذي يمزج بين التعليم عن بعد، والتعليم وجهًا لوجه.

وأضاف نائب رئيس جامعة حلوان في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن نظام الهجين بالجامعة يعمل بشكل فعَّال في العملية التعليمية، ومنصة مايكروسوفت تعمل بكفائة عالية لنقل المحاضرات للطلاب والتفاعل مع الأساتذة، بجميع الكليات، مؤكدًا أن أنهم اعتادوا على التعامل معها، ولم يرد إليه أي شكاوى حتى الأن من المنصة أو التعليم بنظام الهجين.

وأكد 'رفاعي' أن نسبة الحضور بالجامعات في نظام الهجين، تكون يومين لطلاب الكليات النظرية و3 أيام لطلاب الكليات العلمية على أن يتم مواصلة الأيام الباقية من خلال التعليم عن بعد إلكترونيا مع عقد الأنشطة والحلقات النقاشية إلكترونيا ويدير كل عضو هيئة تدريس عدة مجموعات.

وأوضح 'رفاعي'، أن إجراء الاختبارات 'أون لاين' عملية معقدة، وتكمن صعوبتها في التحقق من الشخص الذي يقوم بأداء الامتحان، منوهًا بأن جميع الجامعات الحكومية لا تقوم بإجراء الامتحانات 'أون لاين'، ومن الممكن تحقيق ذلك مستقبلًا في ظل التطور التكنولوجي.

ومن جانبه، وجه الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رؤساء الجامعات، بالالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا المستجد، خلال شهر رمضان المبارك، وذلك من فعاليات التيرم الثاني للعام الجامعي الحالي 2020 – 2021، وذلك بنظام التعليم الهجين الذي يجمع بين التعليم عن بُعد والتعليم وجها لوجه، لتقليل الكثافة الطلابية بقاعات المحاضرات للحد من تفشي الوباء.

وأكد الوزير، حضور أعضاء هيئات التدريس والهيئة المعاونة والطلاب والإداريين بالكلية 50%، مع تقليص أوقات التدريس وجها لوجه بالكليات والممثلة في المحاضرات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً