من داخل سجن جلبوع، صفع الأسرى الفلسطينيين الاحتلال الإسرائيلي على وجهه في المعتقل شديد الحراسة، حيث هرب 6 أسرى فلسطينيين من نفق داخل الزنزانة التي يقيمون بها منذ عدة سنوات، ولكن كيف خرج المعتلقين الستة وسط حراسة مشددة من قبل الاحتلال الإسرائيلي؟ وبالبحث استطاعت 'أهل مصر' الحصول على التحقيقات الكاملة لإدارة الشباك من خلال مصادرنا الخاصة في كيفية هروب الأسرى الفلسطينيين الـ6 من سجن جلبوع شديد الحراسة من خلال مصادرها.
تحقيقات الشاباك الإسرائيلي بشأن هروب الأسرى الفلسطينيين
وفقاً للتحقيقات الإسرائيلية الجارية حالياً بشأن هروب الأسرى الفلسطينيين الستة الغير المعلنة بشكل كامل والتي على عكس الكثير من الروايات المتداولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن هروب الأسرى الفلسطينيين الستة كان درامتيكياً بشكل كبير حيث تم حفر النفق الذي تعدى عشرات الأمتار لمدة سنوات، والسؤال هنا كيف تم حفر هذا النفق بدون ادوات حفر؟ الإجابة جاءت من خلال التحقيقات التي حاول الاحتلال الإسرائيلي اخفاءها بشكل كبير، ولكن تم تسريب الكثير منها لتكشف 'هشاشة' النظام الامني للاحتلال الإسرائيلي، حيث تمت رشوة بعض حراس الأمن الإسرائيلي داخل سجن جلبوع لإدخال بعض ادوات الحفر الخفيفة لذا أخذت سنوات عديدة حتى تم حفر النفق بهذا الشكل وفقا للتحقيقات الإسرائيلية .
حارس نائم خلال هروب الاسرى الفلسطينيين
وخلال التحقيقات الإسرائيلية استكمالاً لـ'هشاشة' النظام الأمني الإسرائيلي ثبت التحقيق أنه في يوم الاثنين 6 سبتمبر الذي صفع فيه 6 أسرى فلسطينيين الاحتلال على وجهه، أن كاميرات المراقبة سجلت لحظة خروج الرجال من النفق ، لكن لم يلحظ أي من الحراس في غرفة التحكم، لأنهم كانوا 'سكارى' حيث تناولوا 'الخمر' أثناء الخدمة ليلاً، مما أدى إلى نومهم، حيث كشف التحقيق - الذي أطلقته سلطة السجون الإسرائيلية - يوم الثلاثاء الذي أعقب يوم الهروب أن أحد الحراس في سجن جلبوع ، الذي كان يعمل في برج المراقبة المطل على فتحة النفق، نام أثناء الهروب، ولكن كيف علم الفلسطينيين دخول الحراس في 'سبات' عميق في هذا التوقيت؟، الاجابة داخل التحقيقات ايضاً، الضابط الذي تلقى الرشاوى على مدار سنوات لكن دون أن يعلم ساعة الصفر أو كيف سيتم الهروب أو أين النفق وكيفية حفره؟
ماذا حدث قبل هروب الأسرى الفلسطينيين بساعة؟
أدركت سلطات السجن أنهم فروا حوالي الساعة 3:30 صباحا ، على حد قولها، وطبقاً للنتائج ، فإن الرجال الستة دخلوا الحمام في زنزانتهم حوالي الساعة 1:30 صباحاً ورفعوا شيئاً غطى حفرة في الأرض، واحدًا تلو الآخر، قفزوا في الحفرة وزحفوا باتجاه نهاية النفق حيث خرجوا ، على بعد أمتار قليلة من جدار السجن وتحت برج المراقبة مباشرة.
ماذا حدث بعد هروب الأسرى الفلسطينيين؟
توجه السجناء الفلسطينيون الستة الهاربون سيرًا على الأقدام إلى بلدة الناقورة حيث تلقوا المساعدة من الأهالي هناك وهي تبعد عن سجن جلبوع 7 كيلو متر، ثم تحركوا دون أن يطلبوا من أحد يوصلهم لجنين لأنهم شعروا بالخطر فتفرقوا ثلاث مجموعات، ثم أمضى الستة أقل من ساعة في مسجد محلي في ''جنين' حيث اغتسلوا وغيروا ملابسهم قبل الخروج من البلدة، اعتقد المحققون الإسرائيليون في البداية أنهم أمضوا الليل هناك، لكنهم أكملوا حتى بلدة الناصرة التي قبض على اثنين منهم بوشاية أسرة هناك وفقاً للتحقيقات الإسرائيلية التي أذيعت في وسائل الإعلام العبرية، ولكن الحقيقة والتي وجدت في التحقيقات التي لم تعلن بشكل كامل، والتي أكد عليها الدكتور أيمن الرقب عضو حركة فتح في تصريحات خاصة لـ'اهل مصر' أن الأسيرين الأولين هما يعقوب قادري ومحمود عارضة، من حركة الجهاد الإسلامي، تم تتبعهما عند اكتشاف اتصال بينهما عن طريق بصمة الصوت مع قيادي من حركة الجهاد في قطاع غزة ومن هنا تم تحديد مكانهما وتتبعهما والقبض عليهما.
ولفت الرقب، أن الأسيرين الأخرين وهما 'زكريا الزبيدي' و'مناضل يفيعات' قد شوهدا عبر كاميرات المراقبة المنتشرة فى أراضى 48 عند مكوثهما عند منطقة شاحنات وموقف للسيارات ليوم كامل، مستطرداً واعتقل الأسيران في جراج للسيارات بين قريتي عرب الشبلي وأم الغنم عند سفوح جبل الطور جنوب مدينة الناصرة فجر اليوم، مشيراً إلى أنه لم يوجد تنسيق بين الأسرى الستة قبل وإثناء وبعد عملية الهروب وبين حركات المقاومة أو أية جهات خارجية وأن خطة الهروب تمت بشكل مركزى بينهم فقط دون مساعدة من أحد من الخارج.
وشدد الدكتور أيمن الرقب، إلى أن الرواية الإسرائيلية المغلوطة الكاذبة بأن أسرة من حى الناصرة وأراضى 48 هى من وشت على الأسريين الأوليين هى رواية مضللة تهدف للإساءة لعرب 48 والشعب الفلسطينى المقاوم الذى ضحى ومازال يضحى بأبنائه ودمائه وحريته من أجل نصرة القضية الفلسطينية ودفاعاً عن المسجد الأقصى الشريف ، مشيراً إلى أن الهدف الصهيونى من الرواية الكاذبة هو إحداث فجوة مقصودة بين الشعب الفلسطينى المقاومة للاحتلال الإسرائيلى وبين الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم ، مشدداً على أن الرواية الإسرائيلية الكاذبة تريد التغطية على الفشل الذريع لمنظومة القمع لسجون الاحتلال الإسرائيلى أمام فدائية الأسرى الفلسطنيين الذين تفوقوا بصبرهم ودهائهم على العقلية الإسرائيلية.
مصير الأسرى الفلسطينيين الأثنين الآخريين
يُقال إن قوات الأمن تعتقد أنها تضيق نطاق موقع آخر اثنين - إلهام كمامجي ومنادل نافيات - وكلاهما عضو في حركة الجهاد الإسلامي، مع تركيز عمليات البحث على وادي يزرعيل وجنين في الغرب.
وذكرت التحقيقات الجارية أن الاحتلال الإسرائيلي لديها لقطات مراقبة، على ما يبدو لأحد المشتبه بهم عبر فجوة في السياج الأمني بالقرب من قرية الجلمة في شمال الضفة الغربية.