ads
ads

بين الرغبة الأمريكية والتعنت الإسرائيلي... من يعرقل اتفاق وقف النار في غزة؟

حماس
حماس

في تصعيد للضغوط السياسية على واشنطن، دعت حركة "حماس" الإدارة الأميركية إلى التوقف عن "الانحياز الأعمى" لإسرائيل، وممارسة ضغط حقيقي على حكومة بنيامين نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة، يتضمن صفقة تبادل للأسرى، وإنهاء العدوان المستمر منذ أشهر.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس وفدها المفاوض المقيم في الدوحة، حيث قال:

"على الإدارة الأميركية ورئيسها جو بايدن، إن أرادوا الوصول فعلاً إلى وقف لإطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل، التخلي عن انحيازهم الأعمى للاحتلال الصهيوني، والضغط على نتنياهو لإلزامه بما تم التوافق عليه سابقاً".

التقدم في المفاوضات... وخلاف على التفاصيل

وكان مسؤول بارز في الإدارة الأميركية قد صرّح، الأربعاء، أن المفاوضات المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار قد أحرزت تقدمًا كبيرًا، وأن المقترح الذي قدّمه الرئيس بايدن في مايو الماضي يتضمن 18 بندًا، تم التوافق على 14 منها، بينها:

إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة

السماح بدخول معدات لإصلاح البنية التحتية والمستشفيات

تخصيص 50 شاحنة وقود يوميًا

البدء في برامج إغاثة عاجلة للنازحين

لكن الخلافات ما تزال مستمرة بشأن الانسحاب من محور فيلادلفيا على حدود غزة مع مصر، وبعض التفاصيل المتعلقة بمراحل تبادل الأسرى والمحتجزين.

الموقف الأميركي: ضغط محسوب دون كسر نتنياهو

وفي الوقت الذي تطالب فيه "حماس" بتدخل أميركي أكثر حزماً، تشير تحليلات إلى أن إدارة بايدن تسير على حبل دبلوماسي مشدود، إذ ترغب في إنهاء الحرب لأسباب إنسانية وانتخابية، لكنها في الوقت ذاته لا تريد الدخول في مواجهة مفتوحة مع حكومة نتنياهو أو التيارات اليمينية المتشددة داخل إسرائيل.

وفي هذا السياق، قال أرون ديفيد ميلر، المستشار السابق بالخارجية الأميركية، في حديث لشبكة CNN:

"البيت الأبيض يريد وقفًا لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية، لكنه لا يريد أن يبدو وكأنه يفرض الحل على إسرائيل، مما قد يُفجّر أزمة سياسية في تل أبيب".

أصوات من داخل إسرائيل: لا تفاوض بلا ضغط

من جانبه، صرّح يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، لقناة 12 الإسرائيلية بأن "نتنياهو يماطل في الحسم"، مشيرًا إلى أن "أي تحرك جاد يتطلب ضغطًا خارجيًا، وتحديدًا من واشنطن، لإنهاء الكارثة في غزة".

أما صحيفة "هآرتس" العبرية، فقد علّقت في افتتاحيتها الأخيرة بالقول: "الولايات المتحدة لا تزال تملك مفاتيح الحل، لكن استمرار التساهل مع نتنياهو يمنحه الوقت للمناورة وليس للحل".

الإرادة السياسية غائبة

ورغم التقدم في البنود الإنسانية واللوجستية، تبقى الإرادة السياسية الغائبة – سواء في تل أبيب أو واشنطن – عائقًا رئيسيًا أمام التوصل إلى اتفاق نهائي. وتشير مصادر مطلعة إلى أن "الكرة في ملعب واشنطن"، خاصة أن جميع الوسطاء الإقليميين، من قطر ومصر، باتوا يعتقدون أن نتنياهو لن يوقّع ما لم يتعرض لضغط أميركي فعلي.

في هذا الإطار، تقول مصادر دبلوماسية أوروبية إن بعض الدول تدرس فرض ضغوط اقتصادية وسياسية على إسرائيل في حال فشل جهود الوساطة، خاصة مع تزايد حجم الكارثة الإنسانية في غزة وارتفاع عدد الضحايا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً