في أول خطاب علني له بعد توليه المنصب، أطلق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، إيال زمير، سلسلة من التصريحات التي تعكس المأزق العسكري والأمني الذي تمر به إسرائيل، محذرًا من أن عام 2025 سيكون "عامًا حافلًا بالتحديات والمواجهات المستمرة". وجاءت تصريحاته في وقت يتزايد فيه التوتر الإقليمي وتتعثر فيه جهود التهدئة مع غزة، وسط تصعيد داخلي وضغوط عسكرية ودبلوماسية متزامنة.
الجيش لم ينتهِ من القتال.. والعدوان مستمر
أعلن زمير بشكل واضح وصريح أن "العدوان الذي يشنه الجيش الإسرائيلي لم ينتهِ بعد"، مؤكدًا أن العمليات العسكرية متواصلة في أكثر من ساحة، وأن الجيش سيواصل ضرباته وتكثيف عملياته الهجومية كلما استدعت الضرورة.
وأضاف أن القيادة العسكرية "تدرك تمامًا طبيعة المخاطر والتحديات المقبلة، سواء في غزة أو في الشمال أو من إيران"، معتبرًا أن الجيش "في حالة استعداد دائم لأي سيناريو محتمل".
سباق تسلح عالمي.. وإسرائيل وسط دائرة النار
في لهجة تصعيدية لافتة، وصف زمير الواقع الإقليمي بأنه "سباق تسلح عالمي"، مضيفًا:"نحن في سباق تكنولوجي لا رحمة فيه. جيراننا من إيران إلى غزة، ومن اليمن إلى بيروت ودمشق، يواصلون بناء قدراتهم لمواجهتنا، وهم جميعًا مخطئون بشأن قدرتهم على هزيمتنا".
وحذر من أن التفوق العسكري الإسرائيلي لا يمكن أن يُفترض كأمر واقع أو دائم، مشددًا على أن مواصلة الاستثمار في القدرات التقنية والتكنولوجية أصبحت أمرًا مصيريًا في معركة التفوق الإقليمي.
إشادة بالقوات وتحذير من الثمن الباهظ
رغم الاعتراف بالثمن الباهظ الذي دفعه الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة – والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى من جنوده – إلا أن زمير حاول رفع الروح المعنوية، مشيدًا بأداء الجنود والضباط، ومؤكدًا أن "الجيش الإسرائيلي نهض من حفرة لا نهاية لها، وهزم أعداءه في جميع الساحات، ودفن قادتهم تحت الأنقاض".
لكنه في الوقت نفسه لم يُخفِ المخاطر المستمرة، قائلاً:
"التحديات لم تنتهِ، والمستقبل مليء بالتحديات الأمنية والتكنولوجية والسياسية. على الجميع أن يتذكر أن الحفاظ على الردع الإسرائيلي يتطلب ثمنًا باهظًا، ولكن لا مفر منه".
وزارة الدفاع مطالبة بدعم مضاعف
اختتم زمير خطابه بتوجيه نداء واضح إلى القيادة السياسية ووزارة الدفاع، مطالبًا بـ"مواصلة بناء القوة العسكرية ودعم احتياجات الجيش"، في إشارة إلى ضرورة تعزيز الموازنات الدفاعية ومواكبة سباق التسلح المتصاعد في المنطقة.
وشدد على أن "الجنود لا يمكن أن يُرسلوا إلى ساحات القتال دون الأدوات المناسبة"، داعيًا إلى تسريع خطط التطوير والتسليح، وتجهيز الجيش الإسرائيلي لكافة السيناريوهات المحتملة في غزة والضفة ولبنان وسوريا، مع وضع إيران كأولوية استراتيجية قصوى في جدول التهديدات.