استفاق السعوديون أمس، على أنباء نشرتها صحف أمريكية تفيد باعتقال عدد من كبار الأمراء في السعودية بينهم أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان، ومحمد بن نايف، الذي كان وليا للعهد، قبل تولي محمد بن سلمان المنصب.
وأفادت وسائل إعلام الأمريكية، الجمعة، بأن السلطات السعودية ألقت القبض على ثلاثة من أفراد العائلة المالكة بتهمة التآمر على العرش، مما يدل على تعزيز قبضة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على السلطة.
وقالت الصحف الأمريكية إن المعتقلين الثلاثة هم أحمد بن عبد العزيز، الشقيق الأصغر للعاهل السعودي، وولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، والأمير نواف بن نايف.
وتولى محمد بن نايف حقيبة الداخلية حتى عزله من منصبه وإيداعه الإقامة الجبرية في منزله بأوامر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عام 2017.
أما الأمير أحمد بن عبد العزيز ، 78 عاماً، هو أخو الملك الوحيد الباقي على قيد الحياة، وفي عام 2018، أدلى بتعليقات اعتبرت أنها تنتقد ولي العهد للمحتجين في لندن، لكنه قال في وقت لاحق إنه قد أسيء تفسيرها.
كيف جرى اعتقال الأمراء؟
استضاف الملك السعودي وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، في العاصمة السعودية يوم الخميس، وترأس اجتماعًا لمجلس الوزراء قبل يومين ، حيث ظهر في كلا الاجتماعين، وكانت صحته موضع شائعات متكررة ، لكنه يشارك في معظم الموضوعات، وفقا لمراقبين.
ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، اقتحم رجال أمن مقنعون ويرتدون زيا أسود منازل الأمراء الثلاثة صباح الجمعة الماضية، وأودعوهم مكانا لم يعلن عنه.
أقامت قوات الأمن حواجز على الطرق في جميع أنحاء العاصمة السعودية يوم السبت، خوفا من حدوث اضطرابات في أعقاب الاعتقالات، وفي ظل التكهنات بأن الأمير محمد قد يتولى العرش قريباً.
قبيل الاعتقال كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يجري الأعمال كالمعتاد في اجتماعات حول التنمية المخطط لها على البحر الأحمر ، وفقا لمسؤول حكومي أمريكي سابق الذي أكد أنه لم تكن هناك تلميحات بحدوث خلافة وشيكة، مضيفًا أن الملك بدا أنه وقع على أوامر بالقبض على شقيقه الأصغر الأمير أحمد.
أكد العديد من المقربين من الديوان الملكي على أن ولي العهد لم يكن لديه خوف كبير من حدوث انقلاب ضده لأنه يسيطر بالفعل على جميع أدوات السلطة داخل المملكة، بما في ذلك الجيش وقوات الأمن الداخلي والحرس الوطني.
يشار إلى أن الرجلين المعتقلين، كانا مرشحين محتملين سابقًا لتولي العرش، وهما مشتبهان الآن 'بمحاولة توجيه ضربة لإسقاط الملك وولي العهد'، وفقًا للصحيفة، وقال المصدر إنهما يواجهان عقوبة السجن مدى الحياة أو حتى عقوبة الإعدام.
انتقال العرش
تسببت هذه التطورات في حالة من الذهول بين السعوديين وطرحت تساؤلات عديدة حول دوافعها وتوقيتها.
ومن أبرز الاحتمالات التي ذكرت في إطار تفسير أسباب الاحتجاز هي تقدم الملك سلمان في السن واعتلال صحته، إذ يعتقد محللون سياسيون أن 'ولي العهد محمد بن سلمان يسعى إلى تعزيز سلطته واستبعاد المنافسين المحتملين له لخلافة العرش قبل وفاة والده أو تنازله عن السلطة.
كما أكد مقربون من الأروقة السعودية أن الملك سلمان يجهز نجله للعرش لإعلان الأمر في نوفمبر المقبل أثناء عقد مجموعة العشرين، لدعم الدول الأخرى له.
صراع السلطة
أثارت الصحف الأمريكية مخاوف حول الصراع داخل العائلة المالكة وأثارت تساؤلات حول مستقبل حكم آل سعود، خاصة بعد ما نقلته وكالة رويترز عن أن بعض أفراد الأسرة سعوا إلى تغيير ترتيب توريث العرش معتبرين أن الأمير أحمد، أحد الخيارات الممكنة الذي يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.
من هم الأمراء المعتقلون؟
الأمير أحمد بن عبد العزيز هو الشقيق الأصغر للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وينتمي إلى الجناح السديري الأكثر نفوذا في العائلة المالكة السعودية، وهم أبناء الملك عبد العزيز آل سعود من زوجته حصة بنت أحمد السديري، وهم الملك فهد والأمير سلطان والأمير تركي والأمير نايف والأمير عبد الرحمن والملك الحالي سلمان بن عبد العزيز.
وفي سبتمبر 2018، ظهر الأمير أحمد بن عبدالعزيز في مقطع فيديو وهو يقترب من متظاهرين كانوا ينددون بتدخل بلاده في اليمن ويهتفون باللغة الإنجليزية 'يسقط آل سعود، عائلة آل سعود المجرمة'، ويسألهم لماذا ينتقدون آل سعود كلهم بينما المسؤولية تقع على أفراد معينين، وقال : أسرة 'آل سعود' لا دخل لها بهذه السياسة، وطالبهم بتقديم التماس للملك سلمان.
ومنذ انتشار المقطع تحول الرجل إلى بطل في نظر منتقدي سياسة السعودية في المنطقة، وظهر وسم يدعمه 'نبايع أحمد بن عبد العزيز ملكا'، ووسم آخر مضاد بعنوان 'نتعهد بالولاء للملك سلمان بن عبدالعزيز'.
وشغل أحمد بن عبد العزيز لفترة وجيزة منصب وزير الداخلية عام 2012، إلى أن خلفه بعد خمسة أشهر من توليه المنصب الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز الذي طالته أيضا الاعتقالات الأخيرة مع شقيقه.
ولعب بن نايف دورا هاما في هزيمة تنظيم القاعدة الذي برز في السعودية في العقد الأول من هذه الألفية.
أما الأمير نواف ابن نايف فهو أمير المنطقة الشرقية منذ 2014، وهو الابن الأكبر للأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي السابق من زوجته الأميرة الجوهرة بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود، وكان أيضا رئيس ديوان ولي العهد والمستشار الخاص له و مستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومساعد وزير الداخلية للشؤون العامة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
